الروح في اليقين والهم في الشك

الروح في اليقين والهم في الشك | مرابط

الكاتب: خالد بهاء الدين

366 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

الحمد لله وحده.
الرَّوح في اليقين، والهمُّ في الشكِّ!

الزهد في الدنيا، هو طريق راحة قلبك من الهم، فإنها هم دائم ما دامت. 
والزهد فيها يرجع إلى ثلاثة أصول، كلّها قلبيُّ المنشأ، ليس فيها ما هو جارحيٌّ!
وكلّها ينشأ من عبادة اليقين بالله وحده، وهي قلبيّة.

1- فالأصل الأول:

أن تكونَ ثقتك بما عند الله أشدّ من ثقتك بما في يدك.
وهي التي يعبّر عنها أئمّة السلوك والعبادة أحيانًا بـ(الرضا عن الله)!
- قال الفضيل بن عياض: (أصل الزهد؛ الرضا عن الله عز وجل).
- وقال الحسن البصري: (إنَّ مِن ضعف يقينك: أن تكون بما في يدك؛ أوثقَ منك بما في يد الله).
- وقال يونس بن ميسرة رحمه الله: (الزهادة في الدنيا: أن تكون بما في يد الله؛ أوثق منك بما في يدك).
وظاهرٌ واضحٌ أنَّ هذا الأصل، هو عين (اليقين) بما عند الله، وتمام الثقة به، فلا يفتقر لشرح.

2- والأصل الثاني:

ألا تكونَ في حال المصيبة حزينًا على فوات شيء من الدنيا. 
بل تكون راغبًا في ثواب الله، أو في تكفير ذنوبك بتلك المصائب.

وهذا من أعظم معاني الزهد في الدنيا وعدم الحرص عليها!
- وقد قال عليٌّ رضي الله عنه:
(من زهِد الدنيا؛ هانت عليه المصيبات)!!

وأصل ذلك - أيضًا - (اليقين) ، كما في الحديث أن سيّدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من دعائه: 
(اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهوِّن به علينا مصائب الدنيا)!

فعلَّمَنا بذلك أن اليقين التام؛ هو الباعث على تحمّل المصائب الدنيوية، والصبر عليها.

3- والأصل الثالث:

أن يستوي عندك الحامدُ والذّامُّ، والتاركُ والرّاغبُ، والهاجرُ والمواصل.

فيكون كل هؤلاء سواء، ما دمتَ في استقامة على أمر الله!
فإن الراغب في الدنيا ومعظّمها: يحسب حساب النّاس، فيخشى ذمّهم، ويرغب في مدحهم، حتى إنه ربمّا أتى المكروهات أو المحرّمات، أو ترك المستحبّات أو الواجبات؛ رغبًا في مدح الناس أو ترك ذمّهم!

أما من يستوي عنده النّاس مدحًا وذمًّا؛ فإنه يطلّق الدنيا، ويرغب في الحقّ سبحانه وحده وفيما عنده.

وهو إذا أسقط المخلوقين من حِسبانه؛ فإنه يفعل الحقَّ، ويقول الحقَّ، ولا يخاف لومة لائمٍ.
وهذا هو الذي مدحه الله!!

وهذا من أعظم الزهد في الدنيا، وأصله (اليقينُ) أيضًا، كما:
- قال ابن مسعود رضي الله عنه: (اليقين: أن لا تُرضي الناسَ بسخط الله)!

فاليقين: أصل الزهد، والباعث عليه.
وذو اليقين الكامل: أغنى الناس، وإن لم يكن له من الدنيا شيء!

فما اليقين؟!

قال ابن مسعود رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(اليقين:
1- ألّا تُرضي النّاسَ بسخطِ الله.
2- ولا تحمدَ أحدًا على رزق الله.
3- ولا تلومَ أحدًا على ما لم يؤتك الله).

وقال رضي الله عنه:
(الرزق لا يسوقُه حرص حريصٍ، ولا يردُّه كراهة كاره، فإن الله - بقسطه وعلمه وحكمه - جعلَ الرَّوحَ والفرحَ: في اليقينِ والرِّضا، وجعلَ الهَمَّ والحزْنَ: في الشّكِّ والسُّخْط)!

وكان بعض السَّلف لا يقوم من مجلس حتى يدعو:
(اللهم هب لنا يقينًا منك حتى: تهون علينا مصائب الدنيا، وحتى نعلم أنه لا يصيبنا إلا ما كتبتَ علينا، ولا يصيبنا من الرزق إلا ما قسمت لنا)!!
اللهم آمين!

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#اليقين #الشك
اقرأ أيضا
دلالة القرآن على أن السنة وحي الجزء الثاني | مرابط
تعزيز اليقين مقالات

دلالة القرآن على أن السنة وحي الجزء الثاني


نعلم أن سهام منكري السنة تتوجه في الغالب إلى السنة النبوية ذاتها سواء في متنها أو سندها أو حتى حجيتها من الأساس فهم لا يؤمنون بأنها وحي من عند الله وفي المقابل يدعون الإيمان بالقرآن وما جاء فيه ومن هنا ندرك أهمية الوقوف على حجية السنة النبوية من نصوص القرآن الكريم وفي هذا المقال يقدم لنا الكاتب أحمد يوسف السيد أدلة قرآنية تثبت أن السنة النبوية هي وحي من عند الله

بقلم: أحمد يوسف السيد
2540
ابتسامة عفوية | مرابط
أباطيل وشبهات المرأة

ابتسامة عفوية


اليوم ابتسامة عفوية وغدا لقاء عابر في حدود الأدب طبعا وبعده مجاملة رقيقة عابرة في مناسبة أو ما شابه.. ثم يأتي التعلق القلبي وتأتي المرأة تشتكي أنها لا تملك لقلبها شيئا ولا حول ولا قوة إلا بالله.

بقلم: محمود خطاب
365
الغش في البيوع | مرابط
اقتباسات وقطوف

الغش في البيوع


مقتطف من كتاب الحسبة في الإسلام لشيخ الإسلام ابن تيمية يدور حول الغش في البيوع وذلك يحدث بطريق أو بآخر مثل كتمان العيوب وتدليس السلع مثل أن يكون ظاهر المبيع خيرا من باطنه ويحدثنا عن الكيماوية وطرقهم في الغش والخداع والتلبيس على الخلق

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
733
لماذا لم يخلق الله عالمنا بلا شر الجزء الأول | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات الإلحاد

لماذا لم يخلق الله عالمنا بلا شر الجزء الأول


يتصور البعض أن وجود الشرور في العالم وانتشار بعض صور الخراب والدمار تعني بصورة ما أنه ليس هناك إلها خالقا مدبرا حكيما لهذا الكون وإلا لما كان يوجد هذا الشر المستطير وعلى النقيض يؤمنون أن وجود الخالق مرهون بانتفاء الشر من العالم وهذه شبهة قديمة يرد عليها الدكتور سامي عامري في هذا المقال ويوضح الخطأ فيها

بقلم: د سامي عامري
1964
مناظرة الباقلاني مع ملك الروم ج3 | مرابط
مناظرات

مناظرة الباقلاني مع ملك الروم ج3


اشتهر أبو بكر الباقلاني بمفصاحته وقدرته على المناظرة والبيان والذب عن الإسلام وقد ناظر في عهده الكثير من النصارى أشهر هذه المناظرات كانت لما أرسله عضد الدولة إلى ملك الروم الأعظم ليظهر له رفعة الإسلام ويناظره في معتقده وبالفعل جرت المناظرة بينهما واستعان ملك الروم بكثير من علماء النصارى حتى يقدروا عليه وكان المناظرة سبب في إسلام الكثير من النصارى وأظهر الباقلاني فصاحة عالية ورؤية ثاقبة وقدرة مبهرة على الرد والبيان

بقلم: القاضي عياض
2100
الأصول الفكرية للنسوية: الجنوسة | مرابط
فكر مقالات النسوية

الأصول الفكرية للنسوية: الجنوسة


في هذا المقال استعراض واف لأحد أهم الأصول التي تستند عليها الحركة النسوية بشكل عام وهو الجندر والذي يعبر عن الهوية الجديدة للرجل والمرأة فالتصنيف البيولوجي للذكر والأنثى وطبيعة الخلقة الجنسية لكل واحد منهما لم تعد تعني شيئا بالنسبة للحركة النسوية وإنما هي صناعة مجتمعية مفروض فالمجتمع هو الذي فرض على الذكر أن يكون ذكرا والعكس وأما الجندرية فهي مرتبطة بميول الشخص وأدواره الاجتماعية التي يريدها وفي المقال تفصل لنا الدكتورة وضحى هذا الأساس الأول

بقلم: د وضحى بنت مسفر القحطاني
2478