لقد كانت كراهية الإسلام ومعاداته هي مهد الحضارة الأوروبية التي رُبّيَت عليه.. وإنه لمن سخرية الأقدار -تاريخيًا- أن يظل ذلك العداء للإسلام -الذي كان دينيا في منشئه- موجودًا في لا وعي أهل الغرب حتى بعد أن فقدت المعتقدات الدينية زخمها وقوتها لديه.
ولا يبعث ذلك على الدهشة في حقيقة الأمر؛ فنحن نعرف أن المرء قد يتخلى عن كل معتقدات الدين التي ورثها ونُقِلت إليه في طفولته، بينما تظل بعض المشاعر العاطفية التي ارتبطت بتلك المعتقادت ماثلة في ذهنه بطريقة لاعقلانية تجافي المنطق بقية أيام حياته -وهذا هو ما حدث بالضبط للشخصية الجمعية الغربية.
أشباح وظلال الحروب الصليبية التي ما زالت تحوم في الغرب حتى اليوم، ومازالوا يتعاملون مع الإسلام برؤية تحمل بقايا ذلك الشبح العنيد
المصدر:
- محمد أسد، الطريق إلى مكة، ص15