الموظفة: الترغيب في المحتارة والزهد في المختارة

الموظفة: الترغيب في المحتارة والزهد في المختارة | مرابط

الكاتب: قاسم اكحيلات

450 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

الخلاصة: «المرأة العاملة غارقة في مخالفات شرعية كالاختلاط وكثرة الخروج، ومزاحمة حق الرجل في العمل، لكن لا ينبغي تعميم الحكم ،فمنهن المضطرة التي تسأل الله القرار ولم يتيسر لها بعد».

المرأة الموظفة غارقة في مخالفات شرعية:

- الاختلاط، وهذا من المعاصي المجاهر بها، فالمرأة لا تختلط بالرجال، لأنهم يشتهونها كما قال ربنا: ﴿‌زُيِّنَ ‌لِلنَّاسِ ‌حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ [آل عمران: 14]. والنفس السوية لا تقبل نظرة أجنبي لواحدة من محارمها نظرة شهوة، وتزداد الشهوة بطول المدة، وكلما طال الوقت تخمر العنب. ومنكر هذا كمن يده في سلة الأفاعي ويجحد اللسع!. ولنا في الاختلاط كتاب الاختلاط.

- عدم القرار، فالله أمرها أن تقر في بيتها ﴿‌وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ [الأحزاب: 33]. وقد جعل صلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في مسجد رسول الله ﷺ، فلا يكون خروجها فضيلة إلا إن كان أفضل من المسجد النبوي!.

- المرأة العاملة لا يمكن أن تؤدي ما خلقت من أجله، وهو البيت وإنشاء أسرة طيبة، وهذا لا يمكم مع دوام يستمر لثمان ساعات!. فقد مدحت المرأة برقتها وحنوها على أولادها في قوله ﷺ «خير نساء ركبن الإبل صالحو نساء قريش، ‌أحناه ‌على ‌ولد في صغره» (1) والأصل فيها أن يضيع عقلها ويسلب بأبنائها، ولهذا كان النبي ﷺ يراعي حالها:«إني لأقوم في الصلاة، ‌أريد ‌أن ‌أطول ‌فيها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي؛ كراهية أن أشق على أمه» (2).

وكانت أحق من الرجل بحضانة الولد، فقد يقتلها قلبها لفراقه، قال ﷺ «من ‌فرق ‌بين ‌والدة وولدها فرق الله بينه وبين الأحبة يوم القيامة» (3).  ثم صارت تأخذ حضانة الولد لترمي به في حضانة امرأة غيرها، ولا يضق صدرها إن طال دوامها !.

- المرأة العاملة تجني على حق الرجل، إذ لا بد للرجل من العيش في عالمين: عالم الطلب والاكتساب للرزق المباح، وهذا خارج البيت ﴿فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ ‌فَتَشْقَى ﴾ [طه: 117]. فهو من يشقى لا هي.  وعالم ‌السكينة ‌والراحة والاطمئنان ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ ‌بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ﴾ [النحل: 80]. وهذا داخل البيت، وبقدر خروج المرأة عن بيتها يحصل الخلل في عالم الرجل الداخلي ﴿وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا ‌لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [الأعراف: 189] ويفقد من الراحة والسكون ما يخل بعمله الخارجي، وهو ما يثير من المشاكل بينهما ما ينتج عنه تفكك البيوت كما هو حالنا اليوم. (4

- في المقابل لا ينبغي التعميم، وذلك لأنه يجب التفريق بين المختارة وبين المضطرة، فهناك نساء فاضلات فرض عليهن هذا لعدم وجود من ينفق عليهن النفقة الواجبة، فمثلهن لا يقال لهن ذلك الخطاب، فالواجب التفريق بين من تريد تحقيق الذات والتخلص من فطرتها، وبين من أرغمت على ذلك. كما أن الدعوة لقرار المرأة في بيتها يجب أن يكون دافعه الشرع لا الانتقام، فمن له ماض مع موظفة  فيجب أن يحكيه للعبرة لا لغيرها.

فالمرأة تقر في بيتها وهو مقرها الطبيعي، وغير هذا دعوة فاسدة وتأثر بمنهج تغريبي أو اصطدام بواقع معاش. ولا ينبغي تعميم الأحكام على النساء الفاضلات ممن يطلبن القرار ولا يجدنه، بل مثلها تساعد بالزواج حتى تهرب من العمل الذي فرض عليها. كما لا يصح أن يجعلن الأصل، فالنساء الفاضلات ممن فرض عليهن  ذلك قلة لا يجلعن أصلا كما جعله بعضهم.

رفض الزواج بالموظفة المختارة هو الشرع، شرط عدم التعميم، ويرغب في زواج المحتارة التي لا تجد من ينفق عليها، هروبا مما فرض عليها.


الإشارات المرجعية:

  1. [صحيح البخاري (7/ 6 ط السلطانية)]
  2. [صحيح البخاري (1/ 143 ط السلطانية)]
  3. [مسند أحمد (38/ 486 ط الرسالة)]
  4. [حراسة الفضيلة (ص63)].
     
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#المرأة-العاملة #المرأة-الموظفة
اقرأ أيضا
فلسفة الصوم | مرابط
تعزيز اليقين مقالات

فلسفة الصوم


الصيام عبادة مستغربة أو منكورة في جو الحضارة المادية التي تسود العالم إنها حضارة تؤمن بالجسد ولا تؤمن بالروح وتؤمن بالحياة العاجلة ولا تكترث باليوم الآخر ومن ثم فهي تكره عبادة تقيد الشهوات ولو إلى حين وتؤدب هذا البدن المدلل وتلزمه مثلا أعلى إن الأفراد والجماعات في العالم المعاصر تسعى راغبة لتكثير الدخل ورفع مستوى المعيشة ولا يعنيها أن تجعل من ذلك وسيلة لحياة أزكى وفي المقال يقف بنا الكاتب أمام فلسفة الصوم

بقلم: محمد الغزالي
1801
الحرج من النصوص الشرعية | مرابط
اقتباسات وقطوف

الحرج من النصوص الشرعية


بات من الواضح مثلا أن قول النبي صلى الله عليه وسلم ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء غير موافق للمزاج الليبرالي العام وأن نفوسا كثيرة باتت تضيق به وبمراميه وقل الأمر نفسه في قول النبي صلى الله عليه وسلم لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة أو قوله صلى الله عليه وسلم لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها وغير ذلك من الأحاديث.

بقلم: عبد الله العجيري
624
نتوكل على الله سبحانه | مرابط
اقتباسات وقطوف

نتوكل على الله سبحانه


لو علم المرء أن فلانا من المسؤولين هو المتكفل بمعاملته لتنفس اليقين وفرغ قلبه من الشك بتحقق مطلبه فكيف يفوت المرء على نفسه أن يكون الله خالق هذه الحاجات والخالق لسبل قضائها والخالق لموانعها هو الذي سيتكفل بأمرك إذا توكلت عليه

بقلم: إبراهيم السكران
1173
موقف شحرور من وجود الله | مرابط
فكر مقالات

موقف شحرور من وجود الله


يقول شحرور: الإيمان بالله عندي تسليم وأنا مسلم بوجود الله واليوم الآخر وهذه مسلمة والمسلمة هي أمر لا يمكن البرهان عليه علميا كما لا يمكن دحضه علميا ولهذا لا يجوز للملحد المنكر لوجود الله أن يقول: أنا ملحد لأن الإلحاد موقف علمي ولا يجوز للمؤمن بوجود الله في المقابل أن يقول: أنا مؤمن لأن الإيمان موقف علمي وعندي أن الإلحاد أو الإيمان خيار يختاره الشخص بنفسه ولنفسه وفي هذا المقال فحص وتمحيص لمسألة وجود الله عند شحرور

بقلم: يوسف سمرين
3226
لماذا لم يخلق الله عالمنا بلا شر الجزء الثاني | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات الإلحاد

لماذا لم يخلق الله عالمنا بلا شر الجزء الثاني


يتصور البعض أن وجود الشرور في العالم وانتشار بعض صور الخراب والدمار تعني بصورة ما أنه ليس هناك إلها خالقا مدبرا حكيما لهذا الكون وإلا لما كان يوجد هذا الشر المستطير وعلى النقيض يؤمنون أن وجود الخالق مرهون بانتفاء الشر من العالم وهذه شبهة قديمة يرد عليها الدكتور سامي عامري في هذا المقال ويوضح الخطأ فيها

بقلم: د سامي عامري
2497
أسباب مخالفة العلماء لبعض الأحاديث | مرابط
إنفوجرافيك

أسباب مخالفة العلماء لبعض الأحاديث


من ضمن التساؤلات المثيرة التي يتناقلها الناس: ما سبب مخالفة بعض العلماء لأحاديث صحيحة كيف يخالف العالم هذا الحديث أو ذاك وهو من هو في ساحة العلم والعلماء بين يديكم إنفوجرافيك يوضح لنا أسباب ترك الحديث أو أسباب مخالفة العلماء للأحاديث منقول من كتاب رفع الملام لشيخ الإسلام ابن تيمية

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
1827