تحرير نسبة الأقوال إلى أصحابها

تحرير نسبة الأقوال إلى أصحابها | مرابط

الكاتب: عبد الله القرني

407 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عند كلامه عن بعض الحنابلة الذين لهم ميل إلى الأشاعرة:

(وكان من أعظم المائلين إليهم  التميميون أبو الحسن التميمي، وابنه، وابن ابنه، ونحوهم؛ وكان بين أبي الحسن التميمي وبين القاضي أبي بكر الباقلاني من المودة والصحبة ما هو معروف مشهور، ولهذا اعتمد الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه الذي صنفه في مناقب الإمام أحمد -لما ذكر اعتقاده- اعتمد على ما نقله من كلام أبي الفضل عبد الواحد بن أبي الحسن التميمي، وله في هذا الباب مصنف ذكر فيه من اعتقاد أحمد ما فهمه؛ ولم يذكر فيه ألفاظه، وإنما ذكر جمل الاعتقاد بلفظ نفسه، وجعل يقول: وكان أبو عبد الله، وهو بمنزلة من يصنف كتابا في الفقه على رأي بعض الأئمة، ويذكر مذهبه بحسب ما فهمه ورآه وإن كان غيره بمذهب ذلك الإمام أعلم منه بألفاظه وأفهم لمقاصده، فإن الناس في نقل مذاهب الأئمة قد يكونون بمنزلتهم في نقل الشريعة).

وأبو الفضل التميمي هذا كان صديقا وموادا لأبي بكر الباقلاني كما ذكر الذهبي في ترجمته له، ولهذا حصل له التأثر بمذهب الأشاعرة والميل إليهم.

والذي ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية هنا يبين أهمية الحذر من الخطأ في نسبة الأقوال البدعية إلى الأئمة نتيجة الاعتماد على ما يرويه من تأثر ببعض البدع المحدثة، حتى يصير يفسر كلام إمام من أئمة أهل السنة والأثر -كما حصل هنا مع الإمام أحمد- على قواعد أهل الكلام المناقضة لمنهجه وما علم عنه بالضرورة، فلا هو حكى أقوال الإمام بألفاظها كما وردت عنه، ولا هو فسرها على وفق ما علم عنه، وإنما ابتكر أقوالا لا تصح عند التحقيق نسبتها إليه.

ثم يأتي من لا يحرر نسبة الأقوال إلى أصحابها فيجد في مثل هذا التحريف مدخلا لنسبة بعض العقائد البدعية إلى الإمام أحمد الذي هو من أبعد الناس عنها، ويتجاوز ذلك فيجمع إشكالات إلى إشكالات وأوهاما إلى أوهام لتكون النتيجة هي دعوى ارتباط العقيدة الأشعرية بالمذاهب الفقهية الأربعة، وأن من يثبتون الصفات على الوجه المشروع ليسوا إلا شواذ في الأمة لا اعتبار بهم، وهذا تزييف للتاريخ ومصادمة لقواعد المنهج العلمي في البحث والنظر، وكأن السلف ومنهم أئمة المذاهب الفقهية الأربعة ليس لهم كلام في تفسير آيات الصفات ولا في الأحاديث الواردة فيها، وعلى هؤلاء أن يدركوا أن الوهم لا ينقلب علما وتحريرا، وأن حقائق التاريخ ستبقى صامدة أمام كل محاولة للتزييف.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.
اقرأ أيضا
أدلة القرآن على حجية السنة النبوية | مرابط
تعزيز اليقين إنفوجرافيك

أدلة القرآن على حجية السنة النبوية


إن أعظم ما ينطلق منه أهل العلم لإثبات حجية سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم هو القرآن الكريم ولا يكاد يخلو كتاب من الكتب المؤلفة في هذا الباب من الاستشهاد بآياته على مكانة السنة وحجيتها والمتأمل لدلائل القرآن على حجية السنة يجد أنها تثبت معنين شريفين جليلين فيهما الرد على مختلف الطوائف المنكرة للسنة سواء أكان إنكارهم لها من جهة أصلها أو من جهة طريقة نقلها وننقل لكم هذه النقاط في صورة إنفوجرافيك اختصارا وتيسيرا على القراء

بقلم: أحمد بن يوسف السيد
1736
أهل البدع يتوارثون الحقد على ابن تيمية | مرابط
تفريغات

أهل البدع يتوارثون الحقد على ابن تيمية


هذا الرجل النبيل الكريم البحر العلم الذي ما يزال يرمى بالكفر حتى هذه الساعة وكثير من المسلمين لا يعرفون شيئا عنابن تيمية حياة شيخ الإسلامابن تيميةحياة لا تعلم إلا بمطالعة كل ما كتب عنه سواء بقلمه أو بقلم أتباعه فإذا كنت ممن يحبه بالغيب تزداد له حبا وإن كنت ممن يتوقف في محبته فتحبه بلا تردد وإن كنت ممن عاديته فتراجع نفسك على أقل تقدير

بقلم: أبو إسحق الحويني
630
علاقة علم النحو بعلوم الشريعة | مرابط
لسانيات

علاقة علم النحو بعلوم الشريعة


ولو سقط علم النحو لسقط فهم القرآن وفهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولو سقط لسقط الإسلام فمن طلب النحو واللغة على نية إقامة الشريعة بذلك وليفهم بهما كلام الله تعالى وكلام نبيه وليفهمه غيره فهذا له أجر عظيم ومرتبة عالية لا يجب التقصير عنها لأحد.

بقلم: ابن حزم
214
بطلان نظرية داروين وأتباعه | مرابط
اقتباسات وقطوف

بطلان نظرية داروين وأتباعه


مقتطف للشيخ أحمد شاكر رحمه الله يرد فيه على دارون وأتباعه ويستدل بآي الكتاب المحكم وعلى الرغم من أن العلم نفسه أثبت ما فيه هذه النظرية من الأخطاء وظهرت العديد من النسخ الداروينية المعدلة على يد العلماء المؤيدين إلا أن الوقوف على الدليل الشرعي المثبت لبطلانها ضروري وواجب

بقلم: أحمد شاكر
1182
الرد على عدنان إبراهيم: فرية نبش بني العباس لقبر معاوية | مرابط
أباطيل وشبهات

الرد على عدنان إبراهيم: فرية نبش بني العباس لقبر معاوية


ادعى عدنان إبراهيم أن بني العباس نبشوا قبر سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ووجدوا خيطا أسود كالهباء واستدل في مقولته هذه بما رواه العماري وليست هذه هي الشبهة الأولى التي يروجها عدنان إبراهيم ضد سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وفي هذا المقال رد على تلك الشبهة وتوضيح للخطأ فيها

بقلم: أبو عمر الباحث
1650
شخصية مريم المؤمنة | مرابط
تفريغات

شخصية مريم المؤمنة


مريم المسلمة المؤمنة العابدة القانتة الطائعة لربها التي جعلت لها محرابا تصلي فيه وتعبد ربها ومحراب المرأة أيتها النساء في قعر بيوتهن كلما كان أعمق في البيت كلما كان أفضل تصلي فيه الفرائض والنوافل.. تجلس لتقرأ القرآن وتحاول أن تقوم بهذه العبادات لله عز وجل كما أمرها الله سبحانه وتعالى

بقلم: محمد المنجد
263