وحيث يكون التضليل الإعلامي هو الأداة الأساسية للهيمنة الاجتماعية كما هو الحال في الولايات المتحدة، تكون الأولوية لتنسيق وتنقيح الوسائل التقنية للتضليل على الأنشطة الثقافية الأخرى. ومن هنا تجتذب أنشطة التضليل الإعلامي، طبقًا لمبادئ السوق، أذكى المواهب نظرًا لأنها تقدم أعلى حوافز النظام..،
إن وسائل التضليل عديدة ومتنوعة، ولكن من الواضح أن السيطرة على أجهزة المعلومات، والصور على كل المستويات، تمثل وسيلة أساسية. ويتم تأمين ذلك من خلال إعمال قاعدة بسيطة من قواعد اقتصاد السوق، فامتلاك وسال الإعلام والسيطرة عليها، شأنه شأن أشكال الملكية الأخرى، متاح لمن يملكون رأس المال. والنتيجة الحتمية لذلك هي أن تصبح محطات الإذاعة وشبكات التلفزيون والصحف والمجلات، وصناعة السينما ودور النشر مملوكة جميعًا لمجموعة من المؤسسات المشتركة والتكتلات الإعلامية. وهكذا يصبح الجهاز الإعلامي جاهزًا تماما للاضطلاع بدور فعال وحاسم في عملية التضليل.
المصدر:
هربرت أ. شيللر، المتلاعبون بالعقول، ص9