تعدد طرق الضلال

تعدد طرق الضلال | مرابط

الكاتب: عبد العزيز الطريفي

366 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

الشبهات هي شبهات عظيمة في ذاتها، وشبهات هي يسيرة في ذاتها، ولكنها عظيمة في قلب الإنسان؛ لقلة معرفته بالحق، فالله سبحانه وتعالى جعل للإنسان طريقًا مختصرًا بينًا يميز به الإنسان الخير من الشر، ويجعل هذا الطريق هو طريق الفيصل بين الطرق كلها، وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث عبد الله بن مسعود قال: (خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطًا، وخط عن يمينه وشماله خطوطًا, فقال: هذا الصراط المستقيم، وهذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليها، ثم تلا قول الله جل وعلا: "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ" [الأنعام:153]).

 

ذكر الله عز وجل في هذه الآية أن الصراط صراط واحد، وأما السبل فهي متعددة؛ لأن طريق الحق هو طريق واحد كحال العافية، فالعافية واحدة، وأما الأمراض فمتعددة، وهذا طريق الحق دائمًا يكون واحدًا لا يتعدد، وهذا هو الحق في مذهب أهل الحق من أهل السنة والجماعة على خلاف من أهل العقل من المعتزلة وغيرهم الذين يقولون: إن الحقيقة في ذاتها تتعدد، وأن الصواب يتعدد، وهذا فيه نظر، ولكن نقول: إن أجر الإنسان في حال اجتهاده يتعدد، إما أن يكون من أجر أو أجرين، أما الحقيقة في ذاتها فإنها لا تكون إلا حقيقة واحدة، كذلك الطريق المستقيم هو طريق واحد، ولهذا الإنسان الذي يريد أن يسلك طريقًا من مكة إلى المدينة، فإن الطريق المعتدلة على خط مستقيم هذا هو الطريق الحق الصواب الذي لا يشوبه ميلان، وإن كان ثمة شيء من التعرجات وغير ذلك، هذا طريق فيه حق كبير، وكلما كان تعرجه في ذلك بعد عن الحق، وأما من رأى أنه يصل إلى الغاية, ويحتج بأن هذا أوصله إلى الغاية فيلزم من ذلك التساوي في الصحة، نقول: إن الوصول إلى الغاية لا يعني تساوٍ في الصحة عند العقلاء في كثير من المدركات إذا أراد الإنسان أن ينظر إليها من الأمور المعنوية والحسية.

 


 

المصدر:

محاضرة الشبهات وأثرها في الثبات

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الطريفي #تجنب-الشبهات
اقرأ أيضا
أيديولوجية المساواة | مرابط
النسوية

أيديولوجية المساواة


مبادئ أفلاطون جعلت أحد علماء الغرب يصف ويوضح خطورتها ومفاسدها على المرأة فأي انزلاق وخطر أعظم من تخلي المرأة عن مسؤوليتها تجاه الأسرة والتربية وحفظ النسل والأمومة بل والتخلي عن أنوثتها لتتساوى وتتماثل -رغم الفروق الداخلية والخارجية- مع الرجل

بقلم: سامية بنت مضحي بن فهد العنزي
573
بين المتقاعسين والسباقين | مرابط
تفريغات

بين المتقاعسين والسباقين


وحتى تنجلي صورة الذين يعيشون خارج العصر على الوجه المطلوب فإني سأعرض لمقارنة بين أشخاص يعيشون عصرهم بوعي وكفاءة وسميتهم: السباقين وبين الذين يعيشون خارج العصر وسميتهم: بالمتقاعسين وبعض هذه المعاني قد يتكرر في موضع آخر لكني سأذكرها في سياق هذه المقارنة حتى تترسخ في العقول والنفوس

بقلم: د عبد الكريم بكار
317
حول زواج السيدة عائشة رضي الله عنها | مرابط
أباطيل وشبهات

حول زواج السيدة عائشة رضي الله عنها


يناقش هذا المقال الشبهة المتكررة حول زواج السيدة عائشة رضي الله عنها ويبين لنا الكاتب قاسم اكحيلات أن الزواج في سن مبكرة مشهور عبر التاريخ لكن أعداء الدين لا يشهرون غير ما في الإسلام.. ويذكر الكثير من الأمثلة الواضحة على ذلك في التاريخ الغربي والأوروبي.

بقلم: قاسم اكحيلات
294
توحيد المحبوب | مرابط
اقتباسات وقطوف

توحيد المحبوب


لا يمكن أن يجتمع في القلب حب المحبوب الأعلى وعشق الصور أبدا بل هما ضدان لا يتلاقيان بل لا بد أن يخرج أحدهما صاحبه فمن كانت قوة حبه كلها للمحبوب الأعلى الذي محبة ما سواه باطلة وعذاب على صاحبها صرفه ذلك عن محبة ما سواه وإن أحبه لم يحبه إلا لأجله أو لكونه وسيلة إلى محبته أو قاطعا له عما يضاد محبته وينقصها والمحبة الصادقة تقتضي توحيد المحبوب

بقلم: ابن القيم
621
بناء الإسلام | مرابط
اقتباسات وقطوف

بناء الإسلام


مقتطف للأستاذ محمود شاكر يعلق فيه سريعا على بناء الإسلام ومهمة المسلمين الأولى ثم يناقش بناء الاجتماع من الناحية الاجتماعية ومن الناحية السياسية ويقف على الشاغل الأول الذي لا يجب أن يفارق رجال الإسلام وهو إنقاذ المجتمعات الإسلامية من أسباب ضعفها

بقلم: محمود شاكر
1732
فلسفة الزواج | مرابط
المرأة

فلسفة الزواج


إن العلاقة الوثيقة والحب العميق بين الرجل والمرأة ليسا ناشئين عما تتطلبه الحياة الدنيا من الحاجات فحسب فالمرأة ليست صاحبة زوجها في حياة دنيوية وحدها بل هي رفيقته أيضا في حياة أبدية خالدة. فما دامت هي صاحبته في حياة باقية فلا ينبغي لها أن تلفت نظر غير رفيقها الأبدي وصديقها الخالد إلى مفاتنها ولا تزعجه ولا تحمله على الغضب والغيرة.

بقلم: بديع الزمان النورسي
232