في حجة البعوض غير المرئي يقول ألفن بلانتنجا: إنك إذا فتشت داخل خيمتك عن كلب ضخم مثل النوع الشهير باسم سان برنار ولم تر واحدًا فمن المنطقي أن تفترض عدم وجوده بالداخل. أما إذا فتشت في الخيمة عن بعوضة النوسيومة والتي قرصتها أو لدعتها أكبر من حجمها بكثير، ولم تجد واحدة قليس من المنطق ساعتها افتراض عدم وجود واحدة داخل الخيمة؛ وذلك لأنه أصلا يصعب رؤيتها لحجمها الصغير جدًا بالنسبة لإمكانيات أعيننا.
وعلى هذا فإن الذين يفترضون أنه لو وُجدت أسباب وجيهة لوجود الشر غير المبرر لكانت في متناول عقولنا هم أشبه بالباحثين عن الحشرة الصغيرة التي لا تُرى داخل الخيمة لا عن الكلب! ومن ثم ينكرون وجودها لأنهم لا يرون أيًًا منها. ولكن.. لماذا ينبغي أن يكون الحال على ما يفترضون وليس غيره؟
المصدر:
م. أحمد حسن، أسس غائبة، ص57