حقيقة التخاطر

حقيقة التخاطر | مرابط

الكاتب: قاسم اكحيلات

314 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

  • الخلاصة: «عقيدة التخاطر تقوم على فكرة وحدة الوجود وغيرها من العقائد الفاسدة للديانات القديمة، وادعاء لإمكانية معرفة الغيب الذي هو ركن من أركان الدين، وحاول بعضهم أسلمة هذه العقيدة بنصوص لا تدل على ذلك».

التخاطر هو انتقال أفكار وصور عقلية بين كائنات حية من دون الاستعانة بأي حاسة من الحواس،  وأول من استعمل هذا المصطلح هو (فرديك مايزر) 1882م (1)

وفي الحقيقة هذا التخاطر لا يخلو من عقائد فاسدة تقوم على وحدة الوجود والطاقة الكونية، بل المبدأ الأساس الذي يقوم عليه هو العقائد القديمة [Telepathy and the Etheric Vehicle. Alice]. وقد أجريت تجارب كثيرة  لإثبات التخاطر، كتجربة بطاقات (زينر) وهي عبارة عن 25 بطاقة عليها أشكال مختلفة، فينظر فيها الشخص ويحاول الآخر معرفتها من خلال نظرة الأول إليها. ومع ذلك لم تنجح أي واحدة من هذه التجارب.

ولا شك ان هذا مخالف لشرعنا، لما يروجه لفكرة وحدة الوجود والمذاهب الباطنية الثيوصوفيا  وزعم معرفة الغيب ﴿إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ ‌بِذَاتِ ‌الصُّدُورِ ﴾ [المائدة:7]. (2)

طبعا لن يُفوت بعض سفهاء قومنا هذا الادعاء حتى يتجاورا به، فربطوا بينه وبين نصوص الشرع، كما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك أنه «بعث جيشا، وأمر عليهم رجلا يدعى سارية قال: فبينا عمر يخطب قال: فجعل يصيح وهو على المنبر ‌يا ‌سارية: ‌الجبل، ‌يا ‌سارية ‌الجبل، قال: فقدم رسول الجيش، فسأله، فقال: يا أمير المؤمنين، لقينا عدونا فهزمونا وإن الصائح ليصيح، ‌يا ‌سارية: ‌الجبل، ‌يا ‌سارية: ‌الجبل، فشددنا ظهورنا بالجبل، فهزمهم الله، فقيل لعمر: إنك كنت تصيح بذلك». (3)

وهذا استدلال باطل منهم،  فما حصل لعمر هو كرامة لا تخاطر،  عن ‌أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إنه قد كان فيما مضى قبلكم من ‌الأمم ‌محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب.» (4)

«قال ابن وهب: محدثون: ملهمون. وقال ابن عيينة: مفهمون» (5) ولم يكن عن قصد منه وطلب.


الإشارات المرجعية:

  1. [البارسيكولجي بين المطرقة والسنداد لجمال حسين ص 16 ط دار الطليعة].
  2. وراجع كتاب [حركة العصر الجديد لهيفاء الرشيد].
  3. [الاعتقاد للبيهقي (ص314)].
  4. [صحيح البخاري (4/ 174 ط السلطانية)].
  5. [كشف المشكل من حديث الصحيحين (3/ 381)].
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#التخاطر
اقرأ أيضا
الأطفال وأحكام الإسلام | مرابط
مقالات

الأطفال وأحكام الإسلام


ينبغي أن يعود الأبناء على أحكام الإسلام منذ الصغر وذا بأن يعلموها ويعمل بها على مرأى منهم أيضا ويشرح لهم لماذا الصلاة والصوم والحجاب ونحو ذلك..

بقلم: قيس الخياري
484
العلمانيون ووهم الاستقلال الفكري | مرابط
العالمانية

العلمانيون ووهم الاستقلال الفكري


من المفارقات العجيبة أن أصحاب الفكر العلماني مع دعواهم الاستقلال الفكري ودعوتهم إلى التحرر من سلطة أي مرجعية إلا أنهم في حقيقة حالهم إنما يبنون مقولاتهم ومشاريعهم على مسلمات ليس لهم فيها جهد مستقل بل هم فيها مقلدون ومجرد صدى لما يطرح من مقولات وتحولات واتجاهات في الفكر الغربي فهم في حقيقة الأمر إنما تركوا مرجعية إلى مرجعية وانتقلوا من القطيعة مع التراث الإسلامي إلى الاستمداد من الفكر الغربي.

بقلم: عبد الله القرني
425
مش متدين لكنه طيب | مرابط
أباطيل وشبهات فكر تفريغات

مش متدين لكنه طيب


يناقش الدكتور إياد قنيبي العبارة الرائجة على ألسنة عوام الناس فلان مش متدين لكنه طيب في محاولة لتوضيح مفهوم التدين وكيف أنه يشمل كل خلق حميد وكل صفة حسنة وأن على المسلمين التحلي بكل هذه الصفات وإدخالها في مفهوم التدين لديهم وعدم حصره في بعض الشعائر والمظاهر فقط

بقلم: د إياد قنيبي
2189
في التحذير من فتن إبليس ومكايده | مرابط
اقتباسات وقطوف

في التحذير من فتن إبليس ومكايده


مقتطف لابن الجوزي من كتاب تلبيس إبليس يحذر فيه أهل الإسلام من مكائد إبليس وفتنته ويشير إلى طبيعة الإنسان منذ خلقه حيث ركب فيه الهوى والشهوة وبيده أن يختار طريق الهدى أو طريق الضلال بيده أن يجلب ما فيه نفعه وصلاحه أو ينساق وراء شهواته وحبائل إبليس

بقلم: ابن الجوزي
1731
انو الخير.. وصية الإمام أحمد لولده | مرابط
مقالات

انو الخير.. وصية الإمام أحمد لولده


قال عبد الله بن الإمام أحمد لأبيه يوما أوصني يا أبت فقال يا بني انو الخير فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير. وهذه وصية عظيمة سهلة على المسئول سهلة الفهم والامتثال على السائل وفاعلها ثوابه دائم مستمر لدوامها واستمرارها وهي صادقة على جميع أعمال القلوب المطلوبة شرعا سواء تعلقت بالخالق أو بالمخلوق

بقلم: ابن مفلح
775
لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها | مرابط
تعزيز اليقين فكر مقالات

لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها


فالذي صلح به أول هذه الأمة حتى أصبح سلفا صالحا هو هذا القرآن الذي وصفه منزله بأنه إمام وأنه موعظة وأنه نور وأنه بينات وأنه برهان وأنه بيان وأنه هدى وأنه فرقان وأنه رحمة وأنه شفاء لما في الصدور وأنه يهدي للتي هي أقوم وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأنه قول فصل وما هو بالهز ل ووصفه من أنزل على قلبه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه لا يخلق جديده ولا يبلى على الترداد ولا تنقضي عجائبه وبأن فيه نبأ من قبلنا وحكم ما بعدنا ثم هو بعد حجة لنا أو علينا

بقلم: محمد البشير الإبراهيمي
1603