سلسلة كيف تصبح عالما: الدرس الرابع ج3

سلسلة كيف تصبح عالما: الدرس الرابع ج3 | مرابط

الكاتب: د راغب السرجاني

639 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

دور طلاب العلم والأساتذة

سأل أحد الإخوة: ما هو دور الطلاب والأساتذة والخريجين في الكليات النظرية؟ يعني: كل ما ذكرناه من براءة اختراع وتصنيع وغير ذلك، فطالب يقول لي: أنا في الآداب فهل بإمكاني أن أنفع الأمة وأخوض في هذا العلم، أم أغير الكلية؟ أم ماذا أعمل؟

فقلت له: أنت في أي قسم في الآداب؟ فقال: في قسم التاريخ، قلت له: أنت على ثغرة -لو تعرف قيمتها- من أهم الثغرات التي طعن فيها المسلمون أكثر من طعنة.

التاريخ مزور تمام التزوير، وإن شاء الله في هذه المحاضرات سيكون لنا محاضرة بعنوان: روائع الحضارة الإسلامية العلمية، ستكتشفون أنا لم ندرس شيئًا عن تاريخنا، وأن كل الذي عرفناه عن تاريخنا مجرد صراعات وخلافات وانقلابات ومؤامرات وأمور من هذا القبيل، ومعظمها مزورة.

فدور إخواننا في الكليات النظرية أن يبدعوا في هذه المجالات، كل في مجاله، فكلية الآداب فيها قسم تاريخ، وهذه ثغرة رهيبة؛ لأن هذه الكليات في العموم فيها الكثير من العلمانيين، فهناك رسالة ماجستير رفضت في إحدى الجامعات المصرية عن الرسول صلى الله عليه وسلم في السيرة النبوية؛ لأن مراجعها ومصادرها إسلامية ليست غربية، فعندما أتكلم على الرسول صلى الله عليه وسلم مطلوب مني أن آتي بمرجع فرنسي وألماني وإنجليزي ولا ينفع أن آتي بمراجع علماء المسلمين؛ لأن هذا تخلف، ورفضت فعلًا الرسالة إلى أن عدل المراجع وأتي بالمراجع الغربية والشرقية، فنحن بحاجة إلى أن نغزو هذه الأماكن ونغير من هذه العلوم، ونضع المعايير الشرعية الإسلامية لدراسة التاريخ وغيره من الفروع.

أيضًا في كلية الآداب قسم لغات، وهذا قسم في غاية الأهمية، من يصل بالإسلام الصحيح وبالشرع الحنيف وبالتاريخ المنضبط إلى الروس وإلى اليهود وإلى الأسبان وإلى كذا وكذا من البلاد الأعجمية؟ من يصل إليهم إن قصر في ذلك أبناء الأمة الإسلامية، أو علماء الأمة الإسلامية.

إذًا: أنت عليك أن تتعلم هذه اللغة وأن تتقنها كأهلها، كـزيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه فقد تعلم اللغة العبرية والسريانية وأتقنهما.

ثم عليك أن تتحرك بالعلوم النافعة إليهم، وتعرفهم دين ربنا سبحانه وتعالى وتقيم حجة الله عز وجل على عباده، هذا دور في غاية الأهمية لإخواننا الطلاب في هذا القسم قسم اللغات.

وقس على هذا علم النفس، تجد معظم العلماء في علم النفس إما يهود وإما علمانيون وإما ملحدون وإما غير ذلك، وهذا للأسف الشديد شيء خطير جدًا، وأسس علم النفس على أيديهم وانتقل بعد ذلك إلى كل الأرض بما فيها أمة الإسلام، مع أن علم النفس له أسس في منتهى القوة والوضوح في كتاب ربنا، وفي سنة حبيبنا صلى الله عليه وسلم، وفي حياة الصالحين من أبناء الأمة، وفي علماء المسلمين.

كذلك علم الاجتماع، علم كذا، فالكلية كلها من أولها إلى آخرها تستطيع أن تكون فيها مبدعًا وعالمًا من العلماء، ومخترع علم الاجتماع هو ابن خلدون رحمه الله فهو الذي ابتكره من الأساس، ونسب إلى الفرنسي ديكارت بعد ذلك ظلمًا وعدوانًا، لكن -كما قلنا- الذي اخترعه وابتكره وأول من كتب فيه هو ابن خلدون رحمه الله.

وهذا سؤال آخر حساس من أحد طلبة كلية الحقوق يقول فيه: إنه يعرف شخصًا ترك الكلية؛ لأن الكلية تدرس أمورًا مخالفة لشرع الله عز وجل، تدرس قوانين وضعية، فمن ثم ترك الكلية تأثمًا أن يكون من الدارسين لها، ولو أكملت دراستي في الكلية فليس معقولًا أن أحضر دراسات في الكلية في العلوم التي هي قوانين وضعية مخالفة للشريعة؟

أقول: إن كلية الحقوق تخرج لنا كل سنة (7000) طالب أو (10000) أو (20000)، والشيخ الذي يقول: إن على الطلبة الملتزمين ألا يدخلوا هذه الكلية وأشباهها، وهذا الكلام موجود يقوله بعض الناس، يقولون: ما دام الشخص التزم فعليه أن يترك الكلية، أقول: أنت عندما تحصل لك مشكلة في البلد: مشكلة قضائية مع جارك، أو مشكلة مع رئيسك في العمل، أو مشكلة في أي شيء ماذا ستعمل حينها؟ ستذهب إلى محام قد لا يتقي الله عز وجل، وقد يدلس ويكذب، وقد يفعل كذا وكذا وكذا، فهل نحن لسنا محتاجين لمن يراعي ربنا سبحانه وتعالى في هذا المكان، ويحافظ على حقوق المواطنين الذين يعيشون في هذا البلد؟! نعم نحن بحاجة إلى ماهر في هذه الوظيفة يدافع عن المظلومين، ألسنا نظلم بصفة عامة في هذه الحياة؟ مليون مرة يحصل الظلم، سواء على مستوى كبير أو صغير، أو مستوى جارك، أو مستوى حكومي أو فردي.

إذًا: من الذي يرد لك هذا الحق؟ ما دام لا يوجد قانون شرعي (100%) كشرع الله عز وجل فهل أترك أرضي لمن يأخذها ولا أتكلم؟ ويأخذ فلان داري فلا أتكلم؟ ويصدمني آخر بسيارته فلا أتكلم؟ ويخرجني هذا من عملي فلا أتكلم؟ ويعتقلني شخص فلا أتكلم؟ هذا لا ينفع، لا بد أن تذهب إلى شخص يخرجك من هذه الأزمة ومن هذه المشكلة، فهذه ثغرة محتاجة لشخص عنده ضمير وعنده علم وتقوى لله عز وجل؛ لكي يسد هذه الثغرة.

نعم قد يقول قائل: ليس في يدي أن أغير قوانين البلد، نقول: أنت في يديك أن تكشف الأوراق، فأنا لا أعرف كل بنود الدستور الوضعية، ومخالفة هذه البنود للشريعة، وقوة حجة الشريعة في مواجهة هذه القوانين، لكن المتخصص يعرف.

وأذكر لكم كتاب (التشريع الجنائي الإسلامي) للشهيد عبد القادر عودة، هذا من أروع ما كتب، وعبد القادر عودة رحمه الله أعدم في هذا البلد، وعبد القادر عودة كان من خريجي كلية الحقوق، وكان قاضيًا، وكتب الكتاب الذي أثبت فيه بالأدلة والبراهين والحجج الدامغة أن شرع الله عز وجل لا يقارن بغيره من القوانين الوضعية، فأصبح الكتاب إضافة في منتهى القوة للمكتبة الإسلامية وللأمة الإسلامية بصفة عامة، ليس في مصر وحدها، ولكن في عموم العالم الإسلامي، وليس في زمانه فقط، بل وإلى يوم القيامة، والكتاب موجود ومحفوظ ونسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته، وألف كتاب (الإسلام وأوضاعنا السياسية) و(الإسلام وأوضاعنا القانونية) و(هذا الدين بين كيد أعدائه وجهل أبنائه) فهو أضاف إضافات في منتهى القوة في تخصصه.

لو عندنا عالم قانون في مجال الاقتصاد يستطيع أن يقيم الحجة الدامغة أن الربا مهلك، عالم واحد في الاقتصاد والقانون قرأ القوانين الدولية، وقرأ قانون الاقتصاد الموجود في بلادنا، والموجود في العالم، والموجود في التاريخ، والموجود في الواقع، ويعرف القانون الاقتصادي في الشريعة الإسلامية، ويقوم بعد ذلك بالدراسات المقارنة، فيقيم الحجة على عباد الله عز وجل، يقول كلمة حق في المدرج، بدل ما يصبح المدرج علمانيًا يصبح المدرج إسلاميًا، يقول لهم: والله عندكم في الدراسة كذا كذا كذا وهذا يخالف شرع الله، وهذا يتفق مع شرع الله، ألا نحتاج إلى واحد بهذه الصورة.

إذًا: نتمنى أن تتحول كلية الحقوق بكاملها إلى كلية قوانين شرعية، نعم، لكن أنا أسدد وأقارب كما ذكرت.

 

هل العلوم الدنيوية علوم شرعية؟

ذكرنا في الدرس السابق أن العلوم الحياتية من العلوم الشرعية، وذكرنا خمسة أدلة:

الأول: أن الله عز وجل خلق الإنسان على الأرض وأمره أن يعمرها وينشئها ويبدع فيها، قال عز وجل: "وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا" [البقرة:31]، وذكرنا هذه الأسماء وقلنا: هي علوم حياته: هذا جبل، وهذا سهل، وهذه شجرة، وهذا بحر، وما إلى ذلك.

الدليل الثاني قوله تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي" [المائدة:3] يعني: قد اكتملت العلوم الشرعية، ولم تكتمل بعد العلوم الحياتية، والمسلمون يحتاجون إلى الخوض في هذا المجال والتعلم فيه، كما قال ربنا: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ [فصلت:53].

الدليل الثالث: أن الكثير من قضايا الفقه لا يمكن أبدًا الإفتاء فيها بحق وبعلم إلا في حال وجود متخصص في المجال الحياتي، يعني: متخصص في العلوم الطبية، أو متخصص في العلوم الاقتصادية؛ لكي يعرف الفقيه أن يصدر حكمًا صحيحًا لابد من أهل التخصص يشرح له القضية شرحًا وافيًا.

الدليل الرابع: ما البديل لفشل الأمة الإسلامية في العلوم الحياتية؟! هل البديل أن نعتمد على غيرنا فنستورد كل شيء؟! وهل تقوم أمة على أكتاف غيرها؟! بل هل تقوم أمة على أكتاف أعدائها؟! فمعظم الاستيراد يأتينا من بلاد محتلة لنا، هل هذا يعقل؟! هل هذا أمر مقبول شرعًا؟ هل هذا أمر شرعي أن أكون متخلفًا في التصنيع، لدرجة أنني أعتمد على عدوي في التصنيع، وأستورد منه هذه الأمور؟!

انظر إلى هذه الإحصائية: الواردات في البلاد العربية: (37.7%) من ورادات العالم العربي من الآلات ومعدات النقل، وأكثر من (60%) من وارداتنا تصنيع، وستجد رقمًا آخر غريبًا جدًا، فوارداتنا من المواد الخام (5%) يعني: بفضل الله بلادنا غنية جدًا بالمواد الخام، فهي كثيرة جدًا لدرجة أنني لا أحتاج أن أستورد من المواد الخام غير (5%) فقط، لكن نحن نستورد (60%) وأكثر من الأمور المصنعة، فنحن عندنا بقر فيها لبن، وعندنا أرض تخرج خيرًا، لكن لا نستغل هذه الأشياء، فنجعل غيرنا يستغلها ثم يبيعها لنا بعد ذلك بعشرة أضعاف الثمن.

ثم نأتي إلى صادرات العالم الإسلامي ستجد (69%) من صادرات العالم الإسلامي من البترول، ويستوردون (5%) من المواد الخام، يعني: حوالي (75%) من صادرات العالم الإسلامي من المواد الخام، فنحن نصدر المواد الخام ويصنعونها في الخارج ثم نعود لنستوردها مرة أخرى، هل يستقيم هذا الوضع؟ حتى البترول الذي نحن نصدره بكميات كبيرة من الذي يخرجه من غير تصنيع؟ شركات أمريكية، وشركات كندية، وشركات أوروبية ويأخذون نسبًا رهيبة من البترول، وعقود احتكار تسعة وتسعين سنة، يعني: قصرها على نفسه وعلى أولاده وأحفاده وأحفاد أحفاده، تسعة وتسعون سنة عقود احتكار في شركات استخراج البترول من هنا وهناك من أطراف العالم العربي المختلفة.

إذًا: هذه الأرقام تحتاج إلى وقفة من المسلمين.

وتكلمنا عن السلاح، وقلنا: إننا نستورد السلاح في الغالب كله من الخارج، لا يصنع في بلاد المسلمين، قليل جدًا من البلاد الإسلامية هي التي تصنع السلاح، ومعظم الدول الإسلامية تستورد السلاح من أمريكا وإنجلترا وفرنسا وروسيا، يعني: أمريكا وإنجلترا احتلتا أفغانستان والعراق ونستورد منهم سلاحًا، وروسيا احتلت الشيشان ونستورد منهم سلاحًا، هذا شيء لا يقبل.

الدليل الخامس: أن علوم الحياة طريق لمعرفة الله عز وجل، كلما تقرأ في الكون أكثر تعرف ربنا سبحانه أكثر، وتستطيع أن تعبد الله عز وجل عبادة صحيحة، ولذلك يقول الله عز وجل: "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" [الزمر:67]، يأتي الإشراك عندما لا تقدر الله حق قدره، والتبحر في هذه العلوم يعطي لله عز وجل قدره، وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الزمر:67]، عندما أقرأ في الطب وفي الفلك وفي الجيولوجيا وأرى هذه العلوم الواسعة، وأرى خلق الله عز وجل، وفي النبات وفي الحيوان وفي غيره أزداد تعظيمًا لله عز وجل وعبادة له.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#كيف-تصبح-عالما
اقرأ أيضا
ليس هناك دليل قطعي | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين فكر مقالات

ليس هناك دليل قطعي


من المقولات الغريبة في المشهد الفقهي المعاصر المطالبة في مسائل الشريعة بالأدلة القطعية دون الأدلة الظنية فإذا ما حكيت إيجاب مسألة أو تحريمها قال لك بعضهم: هل فيها دليل قطعي وكأن الأحكام الشرعية لا تنبني إلا على القطعيات وأن ما لم يكن بهذه المثابة من الأدلة مطرح الدلالة لا يؤخذ به

بقلم: عبد الله بن صالح العجيري وفهد بن صالح العجلان
2473
أنواع النظر | مرابط
اقتباسات وقطوف

أنواع النظر


مقتطف لشيخ الإسلام ابن تيمية من كتاب الرد على المنطقيين يناقش فيه نوعين من أنواع النظر العقلي وهما النظر الطلبي والنظر الاستدلالي ويوضح الفرق بينهما ثم يقارن بين هذين النوعين وبين نوعي النظر للعين وهما التحديق لطلب الرؤية والثاني هو نفس الرؤية

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
2527
أسباب الإلحاد | مرابط
فكر الإلحاد

أسباب الإلحاد


لا يمكن التعامل مع الظواهر الكبرى بنماذج تفسيرية اختزالية بل لا بد من النماذج المركبة التي تجمع عددا من المؤثرات والأسباب ولا يخرج الإلحاد عن هذا المعنى فإنه لا يمكن حصره في سبب منفرد بل هي ظاهرة أوجدتها منظومة مركبة من الأسباب

بقلم: البشير عصام المراكشي
2235
وما أدراك ما يوم عرفة! | مرابط
مقالات

وما أدراك ما يوم عرفة!


وها قد بلغك الله الكريم يوم عرفة.. وما أدراك ما يوم عرفة.. ما أشرف هذا اليوم وما أعظمه وأوسع فضله.. يوم بعامين من الأجر والغفران يكفر الله بصيامه ذنوب عام مضى وعام مقبل.. اليوم الذي ما رؤى الشيطان أحقر ولا أذل ولا أصغر منه فى ذلك اليوم إلا في يوم الفرقان يوم التقى الجمعان وأعنى يوم بدر..

بقلم: محمد علي يوسف
293
الأدب مع الله | مرابط
تعزيز اليقين مقالات

الأدب مع الله


وتأمل أحوال الرسل صلوات الله وسلامه عليهم مع الله وخطابهم وسؤالهم كيف تجدها كلها مشحونة بالأدب قائمة به وهنا يذكر لنا ابن قيم الجوزية رحمه الله نماذج من خطاب الأنبياء والرسل مع الله تعالى وكيف تتجلى فيها معالم وملامح الأدب الكبير حتى في أدق التفاصيل

بقلم: ابن قيم الجوزية
2152
أمنيات التفسير | مرابط
مقالات

أمنيات التفسير


بعض أهل الأهواء يذكر أحيانا آيات يحتج بها على مقتضى هواه وهو يعلم في قرارة نفسه أن هذا التفسير للآية الذي يطرحه مجرد أمنية أكثر من كونه يقين بمعنى الآية فهو في الحقيقة يتمنى فقط أن يكون معنى الآية كما يريد. تأمل في كثير من التفسيرات والتأويلات والتجديدات التي تطرح اليوم للنصوص الشرعية أليس أكثرها مجرد أمنيات تأويلية يعلم ملقيها وكاتبها قبل غيره أنه يتمنى فقط!

بقلم: إبراهيم السكران
345