شبهة شرب معاوية رضي الله عنه الخمر: رد على عدنان إبراهيم

شبهة شرب معاوية رضي الله عنه الخمر: رد على عدنان إبراهيم | مرابط

الكاتب: أبو عمر الباحث

2375 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

رد على عدنان إبراهيم يتهم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما بشرب الخمر !!

 

الرد:

 

معاوية رضي الله عنه هو الذي روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث العقوبة في الخمر !!
 
{عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي شَارِبِ الْخَمْرِ: إِذَا شَرِبَ الْخَمْرَ، فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ الثَّالِثَةَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ الرَّابِعَةَ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ}. مسند أحمد ط الرسالة ج28 ص83 ط الرسالة - بيروت.
 
أما الحديث الذي يقصده فقد رواه الإمام أحمد في مُسنده برقم 22941 قال:
 
{حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَجْلَسَنَا عَلَى الْفُرُشِ، ثُمَّ أُتِينَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ أُتِينَا بِالشَّرَابِ فَشَرِبَ مُعَاوِيَةُ، ثُمَّ نَاوَلَ أَبِي، ثُمَّ قَالَ: مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ثُمَّ قَالَ مُعَاوِيَةُ: كُنْتُ أَجْمَلَ شَبَابِ قُرَيْشٍ وَأَجْوَدَهُ ثَغْرًا، وَمَا شَيْءٌ كُنْتُ أَجِدُ لَهُ لَذَّةً كَمَا كُنْتُ أَجِدُهُ وَأَنَا شَابٌّ غَيْرُ اللَّبَنِ، أَوْ إِنْسَانٍ حَسَنِ الْحَدِيثِ يُحَدِّثُنِي}.

 

ومعاوية نفسه يقول بحسب هذه الرواية:

{وَمَا شَيْءٌ كُنْتُ أَجِدُ لَهُ لَذَّةً كَمَا كُنْتُ أَجِدُهُ وَأَنَا شَابٌّ غَيْرُ اللَّبَنِ}.
 
فالكلام في الرواية عن اللبن وليس عن الخمر.

 

ويدل على كلامي أن الإمام ابن حجر الهيثمي وضع الرواية تحت:
 
{باب ما جاء في اللبن}

 

ونفس هذه الرواية رواها الإمام ابن أبي شَيْبَة في المُصَنَّف قال:

{حدثنا زيد بن الحُباب، عن حسين بن واقد، قال: حدثنا عبد الله بن بُريدة، قال: دخلت أنا وأبي على معاوية، فأجْلَسَ أبي على السَّرير، وأَتَى بالطعام فأطْعَمنا، وأتَى بشرابٍ فشَرِبَ، فقال معاوية: ما شيءٌ كنتُ أستَلِذَّهُ وأنا شابٌّ فآخُذُهُ اليومَ إلا اللَّبَنَ؛ فإني آخُذُه كما كنتُ آخُذُه قَبْلَ اليَومِ، والحديثَ الحَسَنَ}.
 
 وليس في الرواية قول عبد الله بن بريدة: {ثُمَّ قَالَ: مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ}. مع أن الروايتين من طريق نفس الرواة ! وهذا يدل أن هناك شيئا (اضطرابا) ما في أحد رواة هذه الرواية.

 

فلو فحصنا حال حسين بن واقد لعلمنا أن الإمام ابن حجر العسقلاني قال عنه: {ثقة له أوهام}.
ولو فحصنا حال زيد بن الحُباب لعلمنا أن الإمام أحمد بن حنبل يقول عنه: {كان صدوقا، ولكن كان كثير الخطأ}.
 وقال عنه الذهبي: {لم يكن به بأس, وقد يَهِم}.

 

إذًا فالزيادة التي وردت في مُسند الإمام أحمد بن حنبل زيادة منكرة, ليست بصحيحة. والحافظ ابن حجر الهيثمي يستنكر هذه الزيادة في كتابه مجمع الزوائد, ويقول: {وفي كلام معاوية شيء تركته}. مجمع الزوائد ج5 ص37 ط دار الكتب العلمية - بيروت.

 

فلماذا تركه الإمام الهيثمي إذا كان صحيحا ؟؟

 

وقال الحافظ المِزِّيُّ:
 
{قال عبد الله قال أبي (أحمد بن حنبل) : عبد الله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد, ما أنكَرَهَا}. تهذيب الكمال في أسماء الرجال ج14 ص331 ط الرسالة - بيروت.
وقال المزيُّ بعدها: {وأبو المنيب أيضا يقول: كأنها من قبل هؤلاء}. أي أنها من أوهام هؤلاء الرواة.

 

بدليل قول الحافظ ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج5 ص13:
{عبد الله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد ما أنْكَرَهَا ! يعنى الأحاديث التى رواها حسين عنه}
 
فالإمام أحمد بن حنبل نفسه الذي روى هذه الرواية هو الذي ينكرها, فكيف تقولون أنها صحيحة ؟

 

... قليل من الإنصاف يا سادة  !!

 


 

المصدر:

موقع مكافح الشبهات: https://www.antishubohat.com/articles/adnan-ibrahem/54-khamr

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.
اقرأ أيضا
الإسلام واللغة العربية | مرابط
اقتباسات وقطوف لسانيات

الإسلام واللغة العربية


وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ثم منها ما هو واجب على الأعيان ومنها ما هو واجب على الكفاية

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
521
بواعث تقوية الدين | مرابط
تعزيز اليقين

بواعث تقوية الدين


أن يعلم العبد بأن فيه جاذبين متضادين ومحنته بين الجاذبين جاذب يجذبه إلى الرفيق الأعلى من أهل عليين وجاذب يجذبه إلى أسفل سافلين فكلما انقاد مع الجاذب الأعلى صعد درجة حتى ينتهى إلى حيث يليق به من المحل الأعلى وكلما انقاد إلى الجاذب الاسفل نزل درجة حتى ينتهى إلى موضعه من سجين ومتى أراد أن يعلم هل هو مع الرفيق الأعلى أو الأسفل فلينظر أين روحه في هذا العالم فإنها اذا فارقت البدن تكون في الرفيق الأعلى

بقلم: ابن القيم
423
الاستدلال الأعمى | مرابط
فكر مقالات

الاستدلال الأعمى


لا يكفي أن تستدل بأي نص شرعي ليكون قولك موافقا للشريعة فالعبرة ليس بوجود أي استدلال بالشريعة بل يجب أن يكون هذا الاستدلال صحيحا ومستقيما وفق الأصول المنهجية الموضوعية للاستدلال فمثلا من قواعد الاستدلال المنهجي السليم: أن يكون النظر فيه شاملا لجميع النصوص والقواعد الشرعية فلا ينظر في بعض النصوص ويهمل بعضها فهذه هي البذرة التي نبتت منها ظاهرة الافتراق في الدين فأنتجت الفرق والجماعات البدعية في الفكر الإسلامي فإشكالية جميع هذه الفرق القديمة من شيعة وخوارج ومعتزلة وغيرها أنها تأخذ ببعض الشريعة...

بقلم: فهد بن صالح العجلان
1590
قبول الأعمال متوقف على صحة العقيدة | مرابط
اقتباسات وقطوف

قبول الأعمال متوقف على صحة العقيدة


قبول الأعمال متوقف على صحة العقيدة فالعقيدة هي الأساس وإذا كان الأساس فاسدا فكل ما بني على فهو فاسد والتوحيد تتوقف عليه النجاة في الآخرة فهويمنع الخلود في النار ولا يخلد في النار موحد وأعظم ما فيه أن من حققه يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب ويتحرر المخلوق بالعقيدة الصحيحة من رق المخاليق وعبوديته لهم والخوف منهم والنظر إلى مدحهم وقدحهم وهذه قمة العزة في الحياة

بقلم: محمد صالح المنجد
996
لماذا لا يثق الليبراليون بالليبراليات: الجزء الأول | مرابط
فكر مقالات الليبرالية

لماذا لا يثق الليبراليون بالليبراليات: الجزء الأول


يستطيع الليبرالي أن يعيش ازدواجية عنيفة بين شخصيته التي يظهر بها أمام أضواء الإعلام وفي سطور مؤلفاته أو مقالاته وشخصيته الحقيقية التي تظهر عندما تنطفئ هذه الأضواء وعندما يعم الظلام ويجف مداد القلم هنا تظهر هذه الازدواجية لترى الانحلال الأخلاقي والنظرة الشهوانية الجنسية للمرأة التي تقبع داخله بينما ينادي ليل نهار بحرية المرأة والتعامل معها على أنها إنسان له حقوق وكرامة قبل كل شيء وفي هذا المقال سترى الكثير من الشهادات بألسنة الليبراليين أنفسهم لتدرك وهم الليبرالية

بقلم: إبراهيم السكران
2037
من الأمور التي كرهها الله لنا | مرابط
تفريغات

من الأمور التي كرهها الله لنا


في الشطر الثاني من الحديث يخبر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله يكره لنا أن تشغل أوقاتنا بقيل وقال قال فلان كذا وقالت فلانة كذا وفلان روى وفلانة روت ونتناقل الأحاديث نشغل بها الساعات الطويلة فنبتعد عن القضايا المهمة بالحديث في سفاسف الأمور كما هو حادث في هذه الأيام أخبار تنقل من المشرق والمغرب لا ندري منها الصحيح من الباطل والقوي من السقيم نشغل بها أنفسنا ونعيش في دوامة لا ندري ما الصحيح منها وما غير الصحيح فنتناقل الأحاديث والأقوال نشغل بها أنفسنا

بقلم: عمر الأشقر
674