رد على عدنان إبراهيم يتهم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما بشرب الخمر !!
الرد:
معاوية رضي الله عنه هو الذي روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث العقوبة في الخمر !!
{عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي شَارِبِ الْخَمْرِ: إِذَا شَرِبَ الْخَمْرَ، فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ الثَّالِثَةَ فَاجْلِدُوهُ، ثُمَّ إِذَا شَرِبَ الرَّابِعَةَ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ}. مسند أحمد ط الرسالة ج28 ص83 ط الرسالة - بيروت.
أما الحديث الذي يقصده فقد رواه الإمام أحمد في مُسنده برقم 22941 قال:
{حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي حُسَيْنٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَجْلَسَنَا عَلَى الْفُرُشِ، ثُمَّ أُتِينَا بِالطَّعَامِ فَأَكَلْنَا، ثُمَّ أُتِينَا بِالشَّرَابِ فَشَرِبَ مُعَاوِيَةُ، ثُمَّ نَاوَلَ أَبِي، ثُمَّ قَالَ: مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ثُمَّ قَالَ مُعَاوِيَةُ: كُنْتُ أَجْمَلَ شَبَابِ قُرَيْشٍ وَأَجْوَدَهُ ثَغْرًا، وَمَا شَيْءٌ كُنْتُ أَجِدُ لَهُ لَذَّةً كَمَا كُنْتُ أَجِدُهُ وَأَنَا شَابٌّ غَيْرُ اللَّبَنِ، أَوْ إِنْسَانٍ حَسَنِ الْحَدِيثِ يُحَدِّثُنِي}.
ومعاوية نفسه يقول بحسب هذه الرواية:
{وَمَا شَيْءٌ كُنْتُ أَجِدُ لَهُ لَذَّةً كَمَا كُنْتُ أَجِدُهُ وَأَنَا شَابٌّ غَيْرُ اللَّبَنِ}.
فالكلام في الرواية عن اللبن وليس عن الخمر.
ويدل على كلامي أن الإمام ابن حجر الهيثمي وضع الرواية تحت:
{باب ما جاء في اللبن}
ونفس هذه الرواية رواها الإمام ابن أبي شَيْبَة في المُصَنَّف قال:
{حدثنا زيد بن الحُباب، عن حسين بن واقد، قال: حدثنا عبد الله بن بُريدة، قال: دخلت أنا وأبي على معاوية، فأجْلَسَ أبي على السَّرير، وأَتَى بالطعام فأطْعَمنا، وأتَى بشرابٍ فشَرِبَ، فقال معاوية: ما شيءٌ كنتُ أستَلِذَّهُ وأنا شابٌّ فآخُذُهُ اليومَ إلا اللَّبَنَ؛ فإني آخُذُه كما كنتُ آخُذُه قَبْلَ اليَومِ، والحديثَ الحَسَنَ}.
وليس في الرواية قول عبد الله بن بريدة: {ثُمَّ قَالَ: مَا شَرِبْتُهُ مُنْذُ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ}. مع أن الروايتين من طريق نفس الرواة ! وهذا يدل أن هناك شيئا (اضطرابا) ما في أحد رواة هذه الرواية.
فلو فحصنا حال حسين بن واقد لعلمنا أن الإمام ابن حجر العسقلاني قال عنه: {ثقة له أوهام}.
ولو فحصنا حال زيد بن الحُباب لعلمنا أن الإمام أحمد بن حنبل يقول عنه: {كان صدوقا، ولكن كان كثير الخطأ}.
وقال عنه الذهبي: {لم يكن به بأس, وقد يَهِم}.
إذًا فالزيادة التي وردت في مُسند الإمام أحمد بن حنبل زيادة منكرة, ليست بصحيحة. والحافظ ابن حجر الهيثمي يستنكر هذه الزيادة في كتابه مجمع الزوائد, ويقول: {وفي كلام معاوية شيء تركته}. مجمع الزوائد ج5 ص37 ط دار الكتب العلمية - بيروت.
فلماذا تركه الإمام الهيثمي إذا كان صحيحا ؟؟
وقال الحافظ المِزِّيُّ:
{قال عبد الله قال أبي (أحمد بن حنبل) : عبد الله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد, ما أنكَرَهَا}. تهذيب الكمال في أسماء الرجال ج14 ص331 ط الرسالة - بيروت.
وقال المزيُّ بعدها: {وأبو المنيب أيضا يقول: كأنها من قبل هؤلاء}. أي أنها من أوهام هؤلاء الرواة.
بدليل قول الحافظ ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ج5 ص13:
{عبد الله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد ما أنْكَرَهَا ! يعنى الأحاديث التى رواها حسين عنه}
فالإمام أحمد بن حنبل نفسه الذي روى هذه الرواية هو الذي ينكرها, فكيف تقولون أنها صحيحة ؟
... قليل من الإنصاف يا سادة !!
المصدر:
موقع مكافح الشبهات: https://www.antishubohat.com/articles/adnan-ibrahem/54-khamr