كيف تتصرف عندما يعاملك أحد بتقصير؟

كيف تتصرف عندما يعاملك أحد بتقصير؟ | مرابط

الكاتب: خالد السبت

361 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

وأنت أيها الداعية: كيف تتصرف حينما يتصرف أحد المدعوين نحوك بتقصير، أو بكلمة، أو بفعل لا يليق؟

أتعاديه، وتجانبه، وتجفوه، أتأمر أصحابك أن يقاطعوه، ويهجوه، ويهجروه، أتتخذ منه موقفًا: هو في سبيله، وأنت في سبيلك من أجل نفسك، إن هذا لا يليق أيها الإخوة.

أخرج الشيخان من حديث ابن مسعود قال: “ كأني أنظر إلى النبي ﷺ يحكي نبيًا من الأنبياء - صلوات الله، وسلامه عليهم - ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون” ولو ضربك أحد من المدعوين فأدماك ماذا تقول عنه؟ تدعو عليه، تلعنه، تضربه، لكن انظر إلى قول هذا النبي: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.

أنت أيها المسؤول، أيها المدير في المدرسة، أو في الشركة؛ إذا جاءك أحد المراجعين، وتكلم بنفس مشحونة، وبلغة مستعلية، يتكلم معك كأنك أجير عنده، فكيف تصنع؟

جاء رجل إلى النبي ﷺ فجذب ردائه حتى أثر في رقبته يقول: "أعطني فإنك لا تعطيني من مال أبيك، ولا أمك" وهذه لو قالها لأحد غير النبي ﷺ لسبقه رأسه قبل أن يكمل هذه الأحرف، فماذا صنع النبي ﷺ ؛ هل عاداه، واتخذ منه موقفًا؟ لا.. أبدًا بل أعطاه، وأعطاه، وأعطاه حتى رضي، وهذه أخلاق الأنبياء.

نحن - أيها الإخوة - في هذا المسجد، يا معاشر المصلين: لو أن أحد الأطفال الموجودين الآن وقف على هذه الطاولة، وجلس يتبول - أعزكم الله - أو جاء رجل كبير، وذهب إلى ناحية المسجد الآن، وجلس يتبول، ماذا سنصنع به؟

إنه لن يدري هو في يد من - نسأل الله العافية - هذا يضربه، وهذا يلعنه، والذي لا يستطيع الوصول إليه يتابع له السب، والشتم؛ ويرشقه بقبيح القول، جاء رجل إلى المسجد، والنبي ﷺ مع أصحابه، وعمد إلى ناحية من نواحي المسجد، وشج يبول، وما وجد مكانًا إلا المسجد، فنهره الصحابة، فنهاهم النبي ﷺ فقال: لا تزرموه - أي لا تقطعوا عليه البول لئلا يتضرر - ثم دعا بذنوب من ماء، فصب عليه، ثم علمه، وقال: هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من أذى الناس..

لقد انتهت المشكلة، وما أصابه ضرب، ولا داسوه بالأقدام، ولا سحبوه برجله، وأخرجوه من المسجد، ولا حبسوه، ولا فعلوا له شيء آخر، إنما قيل له لا يصلح فيها شيء من أذى الناس فمثل هذا الإنسان يملك قلبه بهذا يقول: "بأبي هو، وأمي، والله ما قهرني، ولا نهرني، وما رأيت معلمًا مثله" فهل نحن كذلك مع الطلاب، ومع المدعوين؟ ومع المصلين؟

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#أخلاق-الكبار #خالد-السبت
اقرأ أيضا
تغير الفطرة من موانع فهم الشريعة | مرابط
اقتباسات وقطوف

تغير الفطرة من موانع فهم الشريعة


وإذا تغيرت الفطرة التي طبع عليها الإنسان فلن يفهم الأوامر الشرعية التي أمره الله بها حتى تعدل الفطرة عن انتكاستها لتستوعب كالإناء المقلوب لا بد من تعديله حتى يستوعب ما يوضع فيه لهذا شدد الله في أمر الفطرة وحذر من تغييرها لأنها تؤثر على استيعاب أوامره ونواهيه

بقلم: عبد العزيز الطريفي
608
المرأة المسلمة ج2 | مرابط
تفريغات المرأة

المرأة المسلمة ج2


كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على رغم صغر سنها يوم دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم وهى بنت تسع سنين كما في الصحيح وتوفى عنها وعمرها 18 سنة ومع ذلك فقد كانت أنموذجا للحفظ والضبط والعلم حتى إنها حفظت للأمة خيرا كثيرا وقال أبو موسى -رضي الله عنه وأرضاه-: ما سألنا عائشة رضي الله عنها عن شيء إلا وجدنا عندها منه علما فهي معلمة الرجال

بقلم: سلمان العودة
533
المرأة بين الماضي والحاضر | مرابط
اقتباسات وقطوف المرأة

المرأة بين الماضي والحاضر


عاشت المرأة حقبة من دهرها هادئة مطمئنة في بيتها راضية عن نفسها وعن عيشها ترى السعادة كل السعادة في واجب تؤديه لنفسها أو وقفة تقفها بين يدي ربها أو عطفة تعطفها على ولدها أو جلسة تجلسها إلى جارتها وترى الشرف كل الشرف في خضوعها لأبيها وائتمارها بأمر زوجها ونزولها عند رضاهما وكانت تفهم معنى الحب وتجهل معنى الغرام فتحب زوجها كما تحب ولدها لأنه ولدها فإن رأى النساء أن الحب أساس الزواج رأت أن الزواج أساس الحب

بقلم: مصطفى لطفى المنفلوطي
605
الدليل العقلي عند السلف ج2 | مرابط
أبحاث

الدليل العقلي عند السلف ج2


والحق أنهم -أي السلف- أيقنوا بغناء الدلائل الشرعية بالبراهين العقلية الفطرية وكفايتها عن الابتداع في دين الله وهذا جوهر الخلاف بينهم وبين مخالفيهم فإن المخالفين لما اعتقدوا أن الدلائل النقلية تعرى عن البراهين العقلية قادهم ذلك إلى ابتداع دلائل على مسائل الدين بل جمعوا بين الابتداع في الدلائل والإحداث في المسائل. ولو أنهم علموا أن دلائل القرآن العقلية لها صفة الثبات والاستمرارية إلى يوم الدين بحيث لا يفتقر في الاستدلال على أصول الدين إلى غيرها لما وقعوا في هذه المشاقة.

بقلم: عيسى بن محسن النعمي
314
الصفات المعينة على الفتوى أو الحكم | مرابط
اقتباسات وقطوف

الصفات المعينة على الفتوى أو الحكم


مقتطف من كتاب إعلام الموقعين لابن القيم يعرض لنا فيه نوعين من الفهم لا يتمكن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحق إلا بهما وهما فهم الواقع ثم فهم الواجب في الواقع وفي المقتطف شرح للنوعين مع التدليل بالأمثلة العملية التي توصل الغاية والمراد من كلامه رحمه الله

بقلم: ابن قيم الجوزية
1192
الاستدلال الأعمى | مرابط
فكر مقالات

الاستدلال الأعمى


لا يكفي أن تستدل بأي نص شرعي ليكون قولك موافقا للشريعة فالعبرة ليس بوجود أي استدلال بالشريعة بل يجب أن يكون هذا الاستدلال صحيحا ومستقيما وفق الأصول المنهجية الموضوعية للاستدلال فمثلا من قواعد الاستدلال المنهجي السليم: أن يكون النظر فيه شاملا لجميع النصوص والقواعد الشرعية فلا ينظر في بعض النصوص ويهمل بعضها فهذه هي البذرة التي نبتت منها ظاهرة الافتراق في الدين فأنتجت الفرق والجماعات البدعية في الفكر الإسلامي فإشكالية جميع هذه الفرق القديمة من شيعة وخوارج ومعتزلة وغيرها أنها تأخذ ببعض الشريعة...

بقلم: فهد بن صالح العجلان
1592