كيف نعلم الطقس غدا وهو من الغيب؟

كيف نعلم الطقس غدا وهو من الغيب؟ | مرابط

الكاتب: علي الطنطاوي

244 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

قد يقول قائل: إن من أمور الغيب التي استأثر الله بها، إنزال الغيث، والعلم بما في الأرحام، فكيف تخبر النشرة الجوية عن جو الغد، أصحو أم ماطر؟ ويكشف العلم عما في بطن الحامل: هل هو ذكر أم أنثى؟

والجواب:

1- إن الذي أنزل القرآن هو الله، وإن الذي خلق الكون وما يقع فيه هو الله، فلا يمكن أن يأتي في القرآن نص صريح قاطع بإنكار أمر قائم مشاهد ملموس، وإذا وجدنا نصًا يظهر منه أنه مخالف للواقع، ندقق النظر فيه، فنرى أن المعنى المقصود منه غير ما بدا لنا.

2- النشرة الجوية إنما تخبر عن المطر بعد رؤية أسبابه، وتمام خلقه، وبيان ذلك أن المطر الذي ينزل في سواحل الشام مثلا، تبين (من العلم بسنن الله في الكون)، أن سببه الهواء الذي يجيء من البحر الاطلسي، فيمر بمضيق جبل طارق، فيصطدم بكتلة هوائية راكدة، فتشكل السحب من اختلاف درجة حرارة الهواء القادم والهواء الراكد، فإذا رأوه علموا استنادًا إلى معرفة سنن الله، أنه سيتوجه إلى ساحل الشام بعد كذا.

فهو كمن شاهد موزع البريد من نافذته، وقدر متى يصل إلى داره، فقال لأهله: سيأتي موزع البريد بعد خمس دقائق، وكمن يحمل منظارًا يضعه على عينيه، فيرى السيارة القادمة فيخبر بها قبل ظهورها للعيان.

ما علم في الحقيقة الغيب، ولكن رأى الواقع قبل أن يراه غيره، ومثله من يخبر عن نوع الجنين بعد تشكيله.

وأما إنشاء السحاب، وإنزال المطر في أرض كتب الله عليها الجفاف، ومنعه عن أرض أنزله الله عليها، ومعرفة جنس الجنين، وهو لا يزال حوينًا منويًا، أو حوينا صادف بويضة، فهذا هو المراد من الآية والله أعلم.


المصدر:
تعريف عام بدين الإسلام، علي الطنطاوي، ص144

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الطقس #الغيب
اقرأ أيضا
من محاسن الفتوى | مرابط
اقتباسات وقطوف

من محاسن الفتوى


عندما جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يسأله: إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ به فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: هو الطهور ماؤه الحل ميتته فأجابه صلى الله عليه وسلم على سؤاله بقوله الطهور ماؤه ولكنه وزاد بأن قال الحل ميتته فما دلالة ذلك

بقلم: محمد بن إسماعيل الصنعاني
1749
إنما يخشى الله من عباده العلماء | مرابط
تعزيز اليقين

إنما يخشى الله من عباده العلماء


كل عاص لله فهو جاهل وكل خائف منه فهو عالم مطيع لله وإنما يكون جاهلا لنقص خوفه من الله إذ لو تم خوفه من الله لم يعص. ومنه قول ابن مسعود رضي الله عنه: كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا وذلك لأن تصور المخوف يوجب الهرب منه وتصور المحبوب يوجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دل على أنه لم يتصوره تصورا تاما

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
420
الكتاب المعجز الجزء الثاني | مرابط
تعزيز اليقين

الكتاب المعجز الجزء الثاني


ولو عدنا ثانية إلى الفرض بأن القرآن من تأليف النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنشائه لتبين لنا استحالة هذا الفرض بمجرد النظر في نظم القرآن وأسلوبه ومقارنته مع أسلوب النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديثه المدون في كتب السنة والحديث ليقيننا أنه لا يمكن لأديب أن يغير أسلوبه أو طريقته في الكتابة بمثل تلك المغايرة التي نجدها بين القرآن والسنة ولو شئنا أن نضرب لذلك مثلا فنقارن بين بيان القرآن وأسلوبه وبين كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - فكلاهما كلام بليغ لكن شتان بين كلام الباري وكلام عبده

بقلم: د منقذ السقار
696
قراءة واحدة صادقة لكتاب الله | مرابط
اقتباسات وقطوف

قراءة واحدة صادقة لكتاب الله


ما الذي يمكن أن تحدثه قراءة واحدة صادقة للقرآن الكريم نعلم جميعا قدر القرآن الكريم وكيف أنه صنع جيلا شامخا من السلف والصحابة الكرام ولكن في نفس الوقت نرى معظم المسلمين في يومنا هذا يقرأون القرآن ويخرجون منه كما دخلوا أول مرة بلا أي تغير ملحوظ فما السبب في هذا الاقتباس للكاتب إبراهيم السكران يحدثك عن قيمة القراءة الصادقة للكتاب العزيز

بقلم: إبراهيم السكران
1685
القرآن الكريم وطلب العلم | مرابط
مقالات

القرآن الكريم وطلب العلم


كلما وجدت شخصا يريد الفقه في الدين ويلتمس العلم يبذل ويتعب ويجتهد في التحصيل والقراءة ويصبر على قراءة واستماع سجالات فكرية ومسائل مثارة وكتب فكرية ونحوها. لكنه مصروف عن القرآن لا يصبر على تلاوته ولا على تعلمه ولا يسعد به ولا يطلب معانيه ولا يطلبه أن يكون في صدره بل لو قرأ شيئا منه يقرأه قراءة روتينية قراءة موظف يفكر متى ينتهي من ورده لو كان له ورد أصلا أقول: هذا شخص مسكين جدا والله أشفق عليه جدا

بقلم: حسين عبد الرازق
474
دليل مباشر على وجود الخالق سبحانه | مرابط
تعزيز اليقين الإلحاد

دليل مباشر على وجود الخالق سبحانه


أيها الملحد! إذا أعطيتك كتالوج كتاب- به كل مواصفاتك وبرمجة كاملة لمنظوماتك الوظيفية طولك ولون عينيك ووظائف أعضائك ونوع شعرك وكمية البروتين التي تحتاجها عضلاتك والقوانين التي تحكم أجهزة جسدك وسرعة النبضة الكهربية في أعصابك ومعدلات ضخ الدم في قلبك ومعدلات إفراز الهرمونات في غددك إلى جانب كل ذلك تفصيل دقيق لكل وظائفك الحيوية وطريقة تصنيع كرات دمك وأنظمة الهضم والإخراج والأيض وكل ما يختص بالوظائف البيولوجية لجسدك.. هل ما زلت تجادل في خالقك؟

بقلم: د. هيثم طلعت
304