كيف نقرأ القرآن؟

كيف نقرأ القرآن؟ | مرابط

الكاتب: د. أيمن السويد

470 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

السؤال: كيف نستطيع أن نبحث عن المعنى في كل آية نقرأها في كتاب الله، وأنا أقرأ أحاول أن أفهم ماذا يريد الله مني في هذه الآية، لأتفكر وأتدبر وأعمل بما يريده الله عز وجل، كيف أستطيع البحث عن هذا المعنى؟

 

د. أيمن السويد: هذا مقصود إنزال القرآن، مقصوده أن نستشعر جميعًا أن هذا المتلوّ هو كلام خالق الأكوان جل جلاله لنا لا لغيرنا، يعني لما يقرأ الإنسان لا بد أن يتصور أنه هو المخاطب، وهذا حقيقي، يعني لما نقرأ "ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" فيسأل نفسه: هل أنا من المتقين؟

هذا الكتاب يصلح لكل البشرية، ولكن لا يستفيد منه إلا المتقون، من حيث الصلاحية فهو صالح لكل الناس، ولكن ربنا أخبرنا أنه لن يستفيد منه إلا المتقون، يقول الله "وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا" حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفًا؟

 

لأن القلب مقفول، فدائما الإنسان يتصور أنه هو المخاطب، والمُخاطِب هو الله، يعني لما يقول الله "يأيها الذين آمنوا" أنا المخاطب، نعم يا ربي؟ يعني أكون جالسا وكلي سمع وطاعة، ماذا أفعل؟ ما المطلوب؟ أما الاعتقاد؟ = أعتقد، أما الفعل؟ = أفعل، أما الترك؟ = أترك.. بهذا.. وهذا أكثر ما يصيب إخواننا الذين ابتلوا بمخاطبة الجمهور سواء عن طريق خطبة الجمعة أو الدروس والمواعظ، يعني يخاطب الناس وكأنه هذا القرآن موجه للسامعين فقط وليس للخطيب نفسه أو المتحدث، وهذا خطر كبير؛ أن يتكلم المتكلم وكأنه هو الناقل، أو كأنه فوق، يقول للناس: اسمعوا هذا الكلام عليكم، بدل ما تقول عليكم، قل: علينا! ادخل نفسك مع المخاطبين، ﻷننا كلنا مخاطبون.

 

لذلك مؤمن يس، يقول: "وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً" هذا أسلوب في البلاغة العربية، يعني إياكِ أعني، واسمعي يا جارة، هو حتى يحببهم، لم يقول وما لكم لا تعبدون الذي فطركم ، بل قال، ومالي لا أعبد الذي فطرني، هي حقيقتها: أتتخذون من دونه آلهة؟ لكن حتى لا يكلمهم من استعلاء وكأنه هو فوق وهم تحت، تنزل إليهم وتودد إليهم وكلّم نفسه.. وهذا من أنجح الأساليب: عدم التعالي على المخاطبين أو الشعور أن دوري هو إيصال الكلام إليهم فقط، لا، هذا الكلام إليك أيها القارئ، سواء كنت من عامة المسلمين أو أستاذا أو مدرسا أو خطيب جمعة.. فلما نقرأ القرآن كلنا؛ كبيرنا وصغيرنا، ذكرنا وأنثانا، نقرأه على أن المُخاطِب هو الله، والمُخاطَب هو أنا.. والله يغفر لنا ويرحمنا.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.
اقرأ أيضا
حضارة الصورة | مرابط
فكر ثقافة

حضارة الصورة


الحضارة الحديثة هي حضارة الصورة التي تدور حول مركزية البصر والاستعراض والثقافة الاستهلاكية التي تعطي القيمة الكبرى للجسد في مسار حياتها مقابل إهمال الروح وكل عناصر حضارة الصورة معادية للسر والغموض إذ ترتبط غايتها بمسألة التداول والشفافية المالية حول الإنسان والأشياء

بقلم: سامي الحربي
1382
إياك والأوهام! | مرابط
مقالات

إياك والأوهام!


خلقت قوى النفس مطيعة للأوهام وإن كانت كاذبة حتى إن الطبع لينفر عن حسناء سميت باسم اليهود إذ وجد الاسم مقرونا بالقبح فظن أن القبح أيضا ملازم للاسم ولذا تورد على بعض العوام مسألة عقلية جليلة فيقبلها فإذا قلت هذا مذهب الأشعري أو الحنبلي أو المعتزلي نفر عنه إن كان يسيء الاعتقاد فيمن نسبته إليه

بقلم: عبد الله القرني
393
التعامل مع نقص اليقين | مرابط
اقتباسات وقطوف

التعامل مع نقص اليقين


اليقين هو تلك اللحظة التي يصبح فيها ما يراه بصر رأسك حسا بنفس المستوى الذي تراه بصيرة قلبك إيمانا عيون الموقن في رأسه وقلبه تسيران جنبا إلى جنب في هذه الحياة ولا يتخلف أحدهما عن الآخر ويبصران المرئي وغير المرئي بذات الحدة البصرية: أن تعبد الله كأنك تراه ثم كشف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن هذا هو الإحسان الذي هو أعلى مراتب الدين

بقلم: إبراهيم السكران
758
كيف فهم السلف قيمة الدين؟ | مرابط
اقتباسات وقطوف

كيف فهم السلف قيمة الدين؟


لماذا فعل البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم ذلك؟!لماذا وظفوا كل طاقاتهم في هكذا حياة؟!ما الذي يدفع إنسان لبذل نفسه في الحفظ والارتحال بين البلاد مع كل ما فيه من مشقة وقتئذ بطبيعة الحال؟!لماذا يتركون التنعم بالدنيا ولذاتها ومتعها في سبيل ذلك مع ما فيهم من ذكاء وتوقد كان من الممكن أن يبلغوا به المراتب العظيمة؟!

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
331
حديث السفينة: من وحي الواقع | مرابط
تعزيز اليقين فكر

حديث السفينة: من وحي الواقع


عندما تكون السفينة هي مسرح الأحداث.. لن يسعك أن ترى من يحاول خرقها وتقول: دعه يفعل ما يشاء هو حر في مساحته الشخصية يمكننا أن نتعايش معه.. فالمآل هنا مشترك للجميع إما أن نغرق جميعا وإما أن ننجو جميعا.. والآن دعنا نتأمل حال سفينتنا التي أوشكت على الغرق بعدما كثرت فيها الخروق حتى صار جسد السفينة كالغربال ويزداد كل يوم من يريدون خرقها بزعم أنها مساحات شخصية كما يزداد أيضا من يكتفون بالمشاهدة بحجة التعايش.

بقلم: محمود خطاب
551
الزيادة على القروض | مرابط
مقالات

الزيادة على القروض


كل زيادة على قرض فهي ربا حتى لو كانت هدية وقد بينا أن الهدية من الربا لما فيه من نفع للمقرض وكذا لما فيه من تودد لا ينبغي لأن القرض الغرض منه الإحسان فمن كان لا يهدي له صحابه قبل القرض ثم صار يهدي له فهذا ظاهر فيما ذكرنا.

بقلم: قاسم اكحيلات
487