كيف نقرأ القرآن؟

كيف نقرأ القرآن؟ | مرابط

الكاتب: د. أيمن السويد

401 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

السؤال: كيف نستطيع أن نبحث عن المعنى في كل آية نقرأها في كتاب الله، وأنا أقرأ أحاول أن أفهم ماذا يريد الله مني في هذه الآية، لأتفكر وأتدبر وأعمل بما يريده الله عز وجل، كيف أستطيع البحث عن هذا المعنى؟

 

د. أيمن السويد: هذا مقصود إنزال القرآن، مقصوده أن نستشعر جميعًا أن هذا المتلوّ هو كلام خالق الأكوان جل جلاله لنا لا لغيرنا، يعني لما يقرأ الإنسان لا بد أن يتصور أنه هو المخاطب، وهذا حقيقي، يعني لما نقرأ "ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" فيسأل نفسه: هل أنا من المتقين؟

هذا الكتاب يصلح لكل البشرية، ولكن لا يستفيد منه إلا المتقون، من حيث الصلاحية فهو صالح لكل الناس، ولكن ربنا أخبرنا أنه لن يستفيد منه إلا المتقون، يقول الله "وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا" حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفًا؟

 

لأن القلب مقفول، فدائما الإنسان يتصور أنه هو المخاطب، والمُخاطِب هو الله، يعني لما يقول الله "يأيها الذين آمنوا" أنا المخاطب، نعم يا ربي؟ يعني أكون جالسا وكلي سمع وطاعة، ماذا أفعل؟ ما المطلوب؟ أما الاعتقاد؟ = أعتقد، أما الفعل؟ = أفعل، أما الترك؟ = أترك.. بهذا.. وهذا أكثر ما يصيب إخواننا الذين ابتلوا بمخاطبة الجمهور سواء عن طريق خطبة الجمعة أو الدروس والمواعظ، يعني يخاطب الناس وكأنه هذا القرآن موجه للسامعين فقط وليس للخطيب نفسه أو المتحدث، وهذا خطر كبير؛ أن يتكلم المتكلم وكأنه هو الناقل، أو كأنه فوق، يقول للناس: اسمعوا هذا الكلام عليكم، بدل ما تقول عليكم، قل: علينا! ادخل نفسك مع المخاطبين، ﻷننا كلنا مخاطبون.

 

لذلك مؤمن يس، يقول: "وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً" هذا أسلوب في البلاغة العربية، يعني إياكِ أعني، واسمعي يا جارة، هو حتى يحببهم، لم يقول وما لكم لا تعبدون الذي فطركم ، بل قال، ومالي لا أعبد الذي فطرني، هي حقيقتها: أتتخذون من دونه آلهة؟ لكن حتى لا يكلمهم من استعلاء وكأنه هو فوق وهم تحت، تنزل إليهم وتودد إليهم وكلّم نفسه.. وهذا من أنجح الأساليب: عدم التعالي على المخاطبين أو الشعور أن دوري هو إيصال الكلام إليهم فقط، لا، هذا الكلام إليك أيها القارئ، سواء كنت من عامة المسلمين أو أستاذا أو مدرسا أو خطيب جمعة.. فلما نقرأ القرآن كلنا؛ كبيرنا وصغيرنا، ذكرنا وأنثانا، نقرأه على أن المُخاطِب هو الله، والمُخاطَب هو أنا.. والله يغفر لنا ويرحمنا.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.
اقرأ أيضا
الإسراء والمعراج ج2 | مرابط
تفريغات

الإسراء والمعراج ج2


عباد الله لقد كانت رحلة الإسراء والمعراج عزاء وتثبيتا للنبي صلى الله عليه وسلم لما لاقاه ولما سوف يلاقيه في سبيل الدعوة إلى الله فرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الإسراء وقد امتلأ قلبه ثقة ويقينا كيف لا والله يقول: لقد رأى من آيات ربه الكبرى النجم:18 كما أنه كان امتحانا وابتلاء لمن أسلم وآمن فلما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخبر فما بين مصدق ومكذب ولشدة الخبر ارتد بعض من آمن ولم يرسخ الإيمان في قلوبهم ولم تخالط بشاشته القلوب

بقلم: خالد الراشد
409
شبهة: ما الحكمة من زواج السيدة عائشة في سن صغير؟ | مرابط
أباطيل وشبهات

شبهة: ما الحكمة من زواج السيدة عائشة في سن صغير؟


هل صحيح أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- دخل بالسيدة عائشة وهي 9 سنوات؟ وإذا كان صحيحا فما الحكمة وراء زواجها في سن صغيرة.. يتكرر هذا السؤال كثيرا وإليكم الإجابة الشافية من الدكتور حسام الدين حامد.

بقلم: حسام الدين حامد
821
دين المؤتفكات: النسوية الجزء الأول | مرابط
فكر النسوية الجندرية

دين المؤتفكات: النسوية الجزء الأول


إن الموجة الجندرية المتصاعدة في هذه الأيام والتي تدعو إلى عدم اعتبار الهوية الجنسية البيولوجية الذكر والأنثى وإنما تدعو إلى هوية جندرية جديدة مصنوعة قد يرى فيها الرجل أنه امرأة والعكس قد تشعر فيها المرأة أنها تريد أن تصبح رجلا وتؤدي دوره الاجتماعي كاملا أي أن الجنس لا دلالة له ومن حق الرجل والمرأة اختيار الدور الاجتماعي المفضل وفقا للهوية الجندرية وهذه الموجة التي تدعو إلى تقنين الشذوذ واللوطية وإطلاق الحريات الجنسية لم تصعد إلا على أكتاف الحركة النسوية ومبادئها وأفكارها التي آلت إلى الفلسف...

بقلم: عمرو عبد العزيز
2659
الثغر الأول: الأسرة | مرابط
مقالات

الثغر الأول: الأسرة


في زحام الفتن وأيام التغير الاجتماعي المريب يجدر بالأسرة أن تكون سياج الاحتواء الأول وحاضنة العقول والقلوب للأفراد صغارا وكبارا فأي صدع في جلمود هذا الحصن عبارة عن منفذ جاذب يتغلغل خلاله العدو وتنسل منه سموم الأفكار والممارسات مما يرنو بالجهد نحو الخذلان ويسر الخيبة وتجلي الهزيمة وتجد أنك في حالة دفاع وعرة وجهاد ضد الأعداء على ثغور عدة.

بقلم: سعود الشمري
293
الإنسانية في أصدق معانيها | مرابط
فكر

الإنسانية في أصدق معانيها


فالعالم العالم بحجة الشرع والقوي قوي بالله والمرحوم مرحوم بالتسليم والطاعة والغني غني بالافتقار إلى الله والواصل واصل بتدبير الله.. فمن جعل الإنسانية دينا جعل الإنسان إلها على الحقيقة! أي إنسانية يدعون إليها؟!

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
336
المعاصي تجرئ على الإنسان أعداءه | مرابط
اقتباسات وقطوف

المعاصي تجرئ على الإنسان أعداءه


قال بعض السلف: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق امرأتي ودابتي وكذلك يجترئ عليه أولياء الأمر بالعقوبة التي إن عدلوا فيها أقاموا عليه حدود الله وتجترئ عليه نفسه فتتأسد عليه وتصعب عليه فلو أرادها لخير لم تطاوعه ولم تنقد له وتسوقه إلى ما فيه هلاكه شاء أم أبي

بقلم: ابن القيم
965