ما ذنب من لم يقتنع بالإسلام

ما ذنب من لم يقتنع بالإسلام | مرابط

الكاتب: موقع هداية الملحدين

1209 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

قناعة أم عدم قناعة؟

ليس الحساب على القناعة وعدم القناعة، وإنما الحساب هو على الإيمان والأقوال والأعمال. وتعبير السائل فيه مغالطة، فمن يقول "أنا غير مقتنع بالإسلام" يقصد بالضرورة أنه مقتنع بعدم صحته (لاحظ الفرق بين "غير مقتنع بالصحة" و"مقتنع بعدم الصحة")، ولكنه صاغ اعتقاده على أسلوب اللاأدريين، فهو "مقتنع" أن الإسلام غير صحيح، ويهرب من عبء الدليل بنفي ادعاء "القناعة"!

ويلزم من عدم القناعة بالإسلام القناعة بضده، لأنه لا يمكن أن يبقى العاقل بلا قناعات. وما دام مقتنعا بعدم صحة الإسلام فعليه أن يثبت قناعته تلك كما يقول القرآن في عدة مواضع للرد على غير المسلمين: "قل هاتوا برهانكم"، وإلا فادعاؤه لا قيمة له.

 

هل هي مسألة قناعات؟

ثم إن المسألة ليست مسألة قناعات وإنما هي مسألة حق وباطل. القناعات تداخلها الأهواء بسهولة، والناس ليسوا على حد سواء من التجرد للحق. ولهذا تختلف قناعاتهم وتتناقض كثيرا. ولو أخذنا قناعات الناس معيارا للصحة أو للمحاسبة فسوف ندخل في إشكالات عقلية ومنطقية؛ ولأن قناعات الناس تتناقض حول الأمر الواحد، فمن المستحيل منطقيا أن يكونوا جميعا على حق، والقاعدة المنطقية تقول إن الحق لا يناقض الحق، وهي القاعدة مطّردة حتى على مستوى المنطق الرياضي. وعلى ذلك فلا قيمة للقناعات الشخصية في موازين الحق والباطل، وإنما المناط هو الحجة التي يسميها القرآن "البرهان"، وعند طرح البرهان يتضح الأمر إن كان صاحب القناعة ذا هوى أم متجردا منه.

 

كيف خلق الله العقل ولم يقبل قناعاته؟

الحاصل هو أن العقل نفسه قد تكون قناعاته مشوبة بانحرافات الهوى والتأثير، وليس شرطا أن تكون النتيجة التي تخلص إليها عقول البشر كلهم سليمة. يقول الله تعالى: "وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ" (النازعات 40-41)، لاحظ الشرط هنا. فالله أعطانا هذه الأداة (العقل) وترك لنا استخدامها بطريقة سليمة أو بطريقة منحرفة مع أهوائنا ورغباتنا.

 

هل السؤال مهم؟

هذا السؤال (ما ذنب من لم يقتنع بالإسلام أن يدخل النار؟) هو سؤال خال من المعنى ولا قيمة له لسبب بسيط، وهو أنه من غير المناسب لأحد أن يطرحه، فإن طرحه مسلم فالمسلم لا خوف عليه لأن الأمر خاص بالكافر فقط ولا يخص المسلم ولا يضيره، وإن طرحه كافر فهو كذاب لأنه لا يؤمن أن أحدا سيدخل النار أصلا. كيف لكافر أن يشتكي من دخول النار بسبب كفره؟ وهل يريد أن يدخل الجنة مثلا؟ إنه لا يؤمن بالنار ولا بالجنة!

 


 

المصدر:

موقع هداية الملحدين

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الاقتناع-بالإسلام
اقرأ أيضا
موقف الفكر الإسلامي من العلمانية ج2 | مرابط
تفريغات

موقف الفكر الإسلامي من العلمانية ج2


ولو نظرنا إلى العلمانية من هذه النظرة لوجدنا أن القضية قضية توحيد دعا إليه الرسل جميعا ونزلت به الكتب جميعا يقابله شرك وجهل وجاهلية وخرافات وردود فعل بشرية جاءت في فترات معينة في قوم معينين لا يصلح بأي حال أن يكون مبدأ أو منهجا يسير عليه البشر جميعا في كل مكان ولا سيما من كان الوحي النقي بين أيديهم وفي متناولهم ويقرءونه ويتلونه ليلا ونهارا فمن هذه القضية يبدأ الموضوع

بقلم: سفر الحوالي
737
أين أخطأ المقاصديون الجدد في نظرتهم إلى مقاصد الشريعة ج1 | مرابط
فكر مقالات

أين أخطأ المقاصديون الجدد في نظرتهم إلى مقاصد الشريعة ج1


يبدو أن موضوع مقاصد الشريعة يحظى باهتمام بالغ في الساحات العربية خصوصا بعد أحداث سبتمبر فالسياسيون اهتموا به لتمرير أجندتهم السياسية والإعلاميون تمسكوا بها لتبرير مخالفة الإعلام للشريعة وكثير من الدعاة تمسك بها من أجل المزيد من المكتسبات سواء لدى عامة الناس أو لدى شرائح الملأ وتولت مقاصد الشريعة مع ظاهرة الخروج عن مألوف الشريعة المعهود لدى المسلمين بحجة نبذ التقليد والعمل بالدليل مهمة تمرير لبرلة الإسلام وعصرنته وكان أخطر ما في الأمر تبني شرائح إسلامية عديدة لهذا الفكر الأصولي الفقهي فكانوا...

بقلم: الدكتور هيثم بن جواد الحداد
1865
هل يحق للنسويات انتقاد وضع المرأة في الإسلام؟ | مرابط
النسوية

هل يحق للنسويات انتقاد وضع المرأة في الإسلام؟


وأما النسوية الليبرالية فليس لها أيضا انتقاد مكانة المرأة ولا أحكامها في الإسلام لأن الليبرالية تقرر نسبية الحقيقة أي الحق عندي ليس بالضرورة هو كذلك عندك وهذه سفسطة يقررها عامة الليبراليين يقول راسل: إن الفيلسوف الليبرالي لا يقول: هذا حق بل يقول في مثل هذه الظروف: يبدو لي أن هذا الرأي أصح من غيره

بقلم: حمود بن ثامر
348
سلسلة كيف تصبح عالما الدرس الأول ج1 | مرابط
تفريغات

سلسلة كيف تصبح عالما الدرس الأول ج1


يجب على الإنسان أن يقف ويتفكر ويتدبر في كل الأحداث التي مرت قبل ذلك بأمتنا ليخرج منها بالعبرة واسألوا أنفسكم: لماذا نزلت الرسالة النبوية في بلد كمكة ولماذا هاجر صلى الله عليه وسلم إلى بلد كالمدينة والجو -كما تعلمون- حار والصحراء قاحلة والمياه نادرة والهواء ساخن نحن لا نستطيع أن نتحمل إلا بضعة أيام نقضيها في العمرة أو في الحج مع وجود المكيفات والمراوح ووسائل الرفاهية الكثيرة فهذا يدل على أن الدعوة والأمة لا تنشأ إلا في جو صعب يربي الناس تربية قوية راسخة على تحمل المشاق في سبيل الله عز وجل

بقلم: د راغب السرجاني
718
مصادر التنظير في التاريخ الإسلامي ج2 | مرابط
مقالات أبحاث

مصادر التنظير في التاريخ الإسلامي ج2


وكثير من المصادر الغربية يغلب عليها الطابع الحداثي في قراءة الأحداث التاريخية أو تحليلها ذلك أنها اعتبرت الشريعة مثل القانون والأمر ليس كذلك نشأت وتطورت تبعا لنمو المجتمع وتطوره فأخضعت كل مجريات تاريخ التشريع الإسلامي لهذا المبدأ! في حين أن الشريعة سابقة على وجود الدولة لا مسبوقة بها حاكمة للمجتمع لا محكومة به والذي يتطور إنما هو وعي الناس بها.

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
241
منزلة المحبة | مرابط
اقتباسات وقطوف

منزلة المحبة


فلو بطلت مسألة المحبة لبطلت جميع مقامات الإيمان والإحسان ولتعطلت منازل السير إلى اللهفإنها روح كل مقام ومنزلة وعمل فإذا خلا منها فهو ميت لا روح فيه ونسبتها إلى الأعمال كنسبة الإخلاص إليها بل هي حقيقة الإخلاص بل هي نفس الإسلام فإنه الاستسلام بالذل والحب والطاعة لله فمن لا محبة له لا إسلام له ألبتة بل هي حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله فإن الإله هو الذي يألهه العباد ذلا وخوفا ورجاء وتعظيما وطاعة له بمعنى مألوه وهو الذي تألهه القلوب أي تحبه وتذل له

بقلم: ابن القيم
1142