محاسن الإسلام في براهينه

محاسن الإسلام في براهينه | مرابط

الكاتب: أحمد يوسف السيد

983 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

إن من أهم ما يوقف الناظر المتأمل على محاسن الإسلام وجماله وبهائه وتميزه؛ هو النظر في البراهين المثبتة لصحته ومقارنتها ببراهين أي فكرة أخرى على وجه الأرض؛ إن دين الإسلام قد جاء مبرهنا على صحة كل أصوله ببراهين قوية متعددة متنوعة، وهذا ما لا تجده في أي دين آخر، ولا في أي توجه أو تيار أو مذهب أو طائفة.

فاسلك ما شئت من سبل البحث عن براهين صحة سائر الأديان وانظر إلى أصولها ومدى استقامة الدليل على إثباتها، ثم اعمل مثل ذلك في الإسلام، فلن تجد أي عناء في الحكم بترجيح الإسلام على ما سواه.

وإذا أردنا أن نحدد قضية من أصول القضايا الدينية لتكون مثالا للكلام السابق، فلننظر إلى قضية إثبات صحة الكتب السماوية، ففي الإسلام نجد أن البراهين التي يثبت بها علماء المسلمين صحة نسبة القرآن -من جهة البلاغ- إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وصحة نسبته -من جهة المصدر- إلى الله تعالى تفوق الحصر وتعيي العادين، بل إنك تجد في النوع الواحد من الأدلة المثبتة لصحة القرآن مؤلفات كثيرة وتحريرات بديعة وبراهين قاطعة، مثل ما كتبه العلماء المتقدمون في باب إعجاز القرآن كالخطابي والجرجاني والباقلاني وغيرهم كثير، بل لو لم يكن في ذلك إلا كتاب النبإ العظيم لمحمد عبد الله دراز لكفى، مع العلم بأن باب الإعجاز القرآني ليس إلا بابا واحدا من أبواب الاستدلال على صحة القرآن الكريم، وكذلك الأمر في المؤلفات التي كتبت في حفظه وجمعه وتواتره وقرائه ونقلته.

وإذا قارنت ذلك بأشهر كتاب سماوي آخر، وهو ما يعرف بالكتاب المقدس فستجد مفارقة عظيمة في إثبات النص الأصلي وحفظه.

وكذلك لو انتقلت إلى الإطار اللاديني فإنك إذا نظرت إلى البراهين التي يستدلون بها على صحة أصولهم فستجد إفلاسا عجيبا؛ فإن غاية ما لديهم في باب الإثبات نظريات مختلفة متضاربة لا تكاد تثبت على شيء محدد، وجمهور عملهم إنما هو متوجه إلى باب النفي وهدم معتقدات الآخرين، ببث الشبهات والإشكالات والاعتراضات، وأما المنظومة الإثباتية فهي هشة، وكثير من الملحدين أصلا ليس لديهم إثبات، بل غاية ما لديهم النفي، فهم يتغذون على الشبهات، ودينهم إذا لم يأكل من رمم الشبهات فإنه لا يمكن أن يكون شيئا مذكورا.

والحاصل أن هذه القضية المنهجية من أبرز محاسن الإسلام الكبرى التي تثبت صحته، وإذا ثبتت صحته فيمكننا أن نثبت محاسنه التفصيلية من نصوصه وأخباره.

 


 

المصدر:

أحمد بن يوسف السيد، محاسن الإسلام: نظرات منهجية، ص27

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#محاسن-الإسلام
اقرأ أيضا
التقعر في الكتابة | مرابط
فكر

التقعر في الكتابة


الكتابة هي إحدى وسائل التعبير عما يعتلج في النفس من أفكار وهي كالكلام من هذه الناحية وكل منهما قد يتسم بالبلاغة واستعمال البديع وقد يتسم بالركاكة والحشو والتقعر وقد جاء في السنة المطهرة نهي صريح عن بعض صفات التكلم كالتشدق والتنطع والتفيهق وهي كلمات تدور حول معنى التكلف والتصنع وإخراج الكلام عن حده الطبيعي

بقلم: د جمال الباشا
427
كيف وصلت إلينا الكتب المقدسة؟ | مرابط
مناظرات

كيف وصلت إلينا الكتب المقدسة؟


حديث صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة سمعه البخاري من شيخه عبد الله بن عمر الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فالحديث كتب في القرن الثالث لكن المسلمون رووه في عصر الرسول والصحابة والتابعين.. والرواة أشخاص معروفون تحققت فيهم شروط الرواية.

بقلم: منقذ السقار
366
مراجعة لكتاب الاسترقاق القيمي | مرابط
مناقشات

مراجعة لكتاب الاسترقاق القيمي


العناصر التي تعزز أي مشروع تغريبي هي كتلة مقومات ومنها: التغطية السياسية والشرعية والنخبة الثقافية المسوقة وضعف الممانعة الشعبية وذكر ستة نماذج لمشروعات تغريبية وقام بتفصيلها وإبراز هذه العوامل الفاعلة فيها

بقلم: إبراهيم السكران
2298
ويلك آمن | مرابط
فكر مقالات

ويلك آمن


هذه هي الحضارة الأوربية الحديثة قد انتهت بالناس إلى خلق هذا الإشكال الدائم الذي لا يحل وساقت الناس إلى مرعى من الشك وبيء كلما ازدادوه غذاء زادهم بلاء فلا ينتهي من ينتهي إلا إلى هلكة تدع فكرة الحياة خرافة عظيمة قد اتخذت لها أسلوبا تتجلى فيه فكان أبلغ أسلوب وأفظع أسلوب هذا الإنسان الذي يحمل من رأسه قنبلة حشوها المادة المتفجرة التي تهلكه وتهلك ما يطيف به أو يقاربه فلا هو ينتفع بنفسه ولا ينتفع العالم به

بقلم: محمود شاكر
2399
الرجولة الحديثة | مرابط
مقالات

الرجولة الحديثة


الرجولة الحديثة يتم نسونتها وغيبت عنها معاني الخشونة وتحمل شظف العيش ونزعة العنف والصراع والصبر على الأذى والجلد كما محيت معاني تحمل المسؤولية ورعاية الضعيف والعناية بالأهل والنخوة والشهامة والمروءة والترفع عن صغائر الأمور.

بقلم: إسماعيل عرفة
325
نقض أصول الإلحاد الإيجابي | مرابط
الإلحاد

نقض أصول الإلحاد الإيجابي


لا يمكن لإنسان أيا كان في قضية وجود الخالق أن يحكم على الخالق بحكم إلا وقد سبق ذلك الحكم تصور معين عن الخالق الذي يريد الحكم عليه. حتى الملحد الجلد لا يمكنه إنكار الصانع إلا وحكمه فرع عن تصور معين لخالق يأباه ولا يوافق عليه إذ يستحيل أن يخوض الملحد في قضية ممتنعة لذاتها أو قضت ضرورة العقل بانتفائها فهذا عبث وسفه.

بقلم: عبد الله بن سعيد الشهري
319