مقاييس الجمال وانتحار الفتيات

مقاييس الجمال وانتحار الفتيات | مرابط

الكاتب: د إياد قنيبي

818 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

كنت أحدث بناتي أمس عن الدراسات التي تقول أن نسبةً من حالات الانتحار وسط الفتيات واليافعات هي نتيجة لكراهية أشكالهن ! فقالت لي إحدى بناتي: "نعم صحيح...كثيرًا ما نسمع منهن عبارة: شكلي بشع!" 
المشكلة أكبر مما يتصور كثير من الآباء...تمضي الفتاة أوقاتًا على منصات مثل أنستغرام... حيث تتبادل صور "الفنانات" و"المغنيات" و "المشهورات"...ثم تجلس الفتاة تقارن نفسها بهؤلاء "القدوات الجمالية"! 
لا تعلم الفتاة أن الكثير من هؤلاء يجرين عمليات جراحية ويعانين نفسيًا لتحافظ على مظهرها الخارجي... 
لا تعرف أن هؤلاء هن أوضح أمثلة على تسليع المرأة "objectification"، معاملتها كسلعة، لا كإنسانة.. وأن كثيرًا منهن يخفين تحت طبقة الجلد ومساحيقها وكريماتها نفسًا مسحوقة، مضطربة، مشتتة، ضعيفة، خائفة... 
لم تتعلم الفتاة من والدَيها ولا في مدرستها ولا مجتمعها أن قيمتها هي في دينها وجمال خُلُقها ورجاحة عقلها وطيبة قلبها...وهي كلها أمورٌ مكتسبة لا تحتاج معها إلى مساحيق ولا عمليات، ولا تزداد مع الأيام إلا جمالًا، بخلاف جمال المظهر الذي قد يخبو ويذبل.. 
لم تكن تربيتها على قول الله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم) (رواه مسلم). 
بل وحتى مقاييس الشباب والرجال عند الزواج كثيرا ما تكون متعلقة بالمظهر الخارجي وتهمل طيبة القلب وطهارة النفس... 
والنتيجة: الفتاة كارهة لمنظرها (والذي هو بالنسبة لها المقياس لقيمتها كما)...فتصبح نظرتها لنفسها مهزوزة، بل وقد تعترض على قدَرها ! 
يا ابنتي....كوني قوية مستقلة، قوية بإيمانك واعتزازك بدينك وما منحك الله من مقومات، ومستقلة عن المعايير الباطلة التي يتداولها بعض بنات جيلك ومجتمعك...قيمتك ليس هؤلاء من يحددونها، فهم لا يملكون لأنفسهم سعادة ولا طمأنينة فضلا عن أن يمنحوها لك. واجمعي قلبك على رضا من ينظر إلى قلبك سبحانه، لتعيشي راضية مطمئنة مرضية.

 


 

المصدر:

قناة تليجرام الخاصة بالدكتور إياد قنيبي

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الانتحار #الجمال
اقرأ أيضا
المسلم وشارة دعم اللوطية | مرابط
فكر الجندرية

المسلم وشارة دعم اللوطية


أي شيء في الدنيا.. أي مصلحة تلك التي تجعل مسلما يلبس إشارة دعم لمن يعملون عمل قوم لوط! أو يداهن في مثل ذلك أو يعتذر عن إغضابه لأهل القرية التي تعمل الخبائث. وكيف لمسلم أن يشاهد ويتابع ويعلق على مبارايات تروج لاستحلال الفواحش والمجاهرة بها .. الله الغني عن الكورة واللي جاب الكورة!

بقلم: حسين عبد الرازق
465
ينابيع النزعة الدينية في النفس البشرية | مرابط
فكر مقالات

ينابيع النزعة الدينية في النفس البشرية


ما هذه إذن تلك القوة الغلابة التي لا تزيدها المقاومة إلا عنفا واشتعالا والتي تقهر في النهاية أنصارها وأعداءها على السواء أليست هي قوة الفطرة التي إن تورق وتثمر كلما عاودها الربيع فبلل ثراها وسقى أصولها بلى وإن هذا الربيع قد تكفي منه قطرة وربما تبلور في نظرة فما هي إلا طرفة من تأمل الفكر أو لحظة من يقظة الوجدان أو أزمة من صدمات العزم فإذا أنت تسبح بخيالك في عالم الغيب الذي منه خرجت أو في عالم الغيب الذي إليه تصير

بقلم: محمد عبد الله دراز
2261
حين يتشاغل الناس | مرابط
اقتباسات وقطوف

حين يتشاغل الناس


عن أنس بن سيرين قال: بلغنا بالكوفة أن مسروقا كان يفر من الطاعون فأنكر ذلك محمد وقال: انطلق بنا إلى امرأته فلنسألها فدخلنا عليها فسألناها عن ذلك فقالت: كلا والله ما كان يفر ولكنه كان يقول: أيام تشاغل فأحب أن أخلو للعبادة فكان يتنحى فيخلو للعبادة قالت: فربما جلست خلفه أبكي مما أراه يصنع بنفسه قالت: وكان يصلي حتى تورم قدماه

بقلم: إبراهيم السكران
401
أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الأول ج1 | مرابط
تفريغات

أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الأول ج1


وما يذكره العلماء من النصوص في الأسانيد الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة وأماراتها إنما هو شيء يسير من أشراط الساعة وذلك أن الإنسان إذا توفرت لديه جميع الشروط التي بتحققها يتحقق المشروط يعلم حينئذ أن الإنسان قد توفر فيه العلم اليقين في معرفة وقوع قيام الساعة

بقلم: عبد العزيز الطريفي
600
الدعاة.. بين الزينة والوقار | مرابط
اقتباسات وقطوف

الدعاة.. بين الزينة والوقار


ومهما كان الواعظ شابا متزينا للنساء في ثيابه وهيئته كثير الأشعار والإشارات والحركات وقد حضر مجلسه النساء فهذا منكر يجب المنع منه فإن الفساد فيه أكثر من الصلاح ويتبين ذلك منه بقرائن أحواله بل لا ينبغي أن يسلم الوعظ إلا لمن ظاهره الورع وهيئته السكينة والوقار وزيه زي الصالحين

بقلم: أبو حامد الغزالي
556
التعامل مع نقص اليقين | مرابط
اقتباسات وقطوف

التعامل مع نقص اليقين


اليقين هو تلك اللحظة التي يصبح فيها ما يراه بصر رأسك حسا بنفس المستوى الذي تراه بصيرة قلبك إيمانا عيون الموقن في رأسه وقلبه تسيران جنبا إلى جنب في هذه الحياة ولا يتخلف أحدهما عن الآخر ويبصران المرئي وغير المرئي بذات الحدة البصرية: أن تعبد الله كأنك تراه ثم كشف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن هذا هو الإحسان الذي هو أعلى مراتب الدين

بقلم: إبراهيم السكران
758