السؤال:
هل يوجد دليل من السنة أو القرءان على أن العمل عبادة بالفعل؟
الجواب:
هذا كلام يتداوله الناس.. والعمل ليس عبادة إلا إذا نوى الإنسان به نية حسنة، ككف نفسه عن سؤال الناس والحاجة إليهم، أو النفقة على أهله، والتصدق على المحتاجين، وصلة الرحم، ونفع المسلمين بهذا العمل.. ونحو ذلك من النيات الصالحة التي يثاب عليها. ولا بد من استحضار النية.
عن كعب بن عجرة قال: مر على النبي ﷺ رجل، فرأى أصحاب النبي ﷺ من جلده ونشاطه ما أعجبهم، فقالوا: يا رسول الله، لو كان هذا في سبيل الله، فقال رسول الله ﷺ: «إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله، وإن خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج رياء وتفاخرا فهو في سبيل الشيطان». (1)
وعن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: « الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله. وأحسبه قال: وكالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يفطر.». (2)
ولكي يكون العمل عبادة لا بد من ثلاث شروط:
أولها: أن يكون العمل خالصًا لله تعالى فإذا قصد العامل أن يغني أسرته وينفع الناس فعمله عبادة.
ثانيها: أن يكون العمل ضمن حدود الشرع فلا يجوز للمسلم أنعمل فيما حرم الله، أو عمل به اختلاط ونحوه.
ثالثها: أن يكون عمله غير شاغل له عن القيام بما أوجب الله عليه، فإذا تحققت هذه الشروط كان العمل عبادة لله تعالى.
وقد شاهدت مرة أحدهم يوبخ أحد عماله وهو يقول:"العمل عبادة". والعجيب أن العمل مختلط والصلاة يضيع وقتها..
قال ابن الجوزي:«وقد يفوت أكثرهم الصلاة ويقول أنا في إجارة رجل ولا يدري أو أوقات الصلاة لا تدخل في عقد الإجارة». (3)
الإشارات المرجعية:
- [المعجم الأوسط للطبراني (7/ 56)].
- [صحيح مسلم (8/ 221 ط التركية)].
- [تلبيس إبليس (ص353)].