هل يمكن للانتحار أن يكون حلا؟

هل يمكن للانتحار أن يكون حلا؟ | مرابط

الكاتب: أحمد الغريب

378 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

لرجل مسلم أو امرأة مسلمة = لا يمكن أن يكون الانتحار حلًّا.. لماذا؟ دعنا نتأمل الافتراضات العقلية لأسباب الانتحار:

1- أن يكون الانتحار لأجل مشكلة عابرة يمرُّ بها الإنسان، مثل فشل في عمل، أو فراق حبيب، أو مشاكل أُسرية... إلخ، فالذي يفكر في الانتحار لسبب مثل هذا تفكيره قاصرٌ جدًا؛ لأن هذه المشاكل لا يوجد إنسان على وجه الأرض لا يمرُّ بها، ولو أن كل إنسان واجهته مشكلة ذهب فانتحر لانتحرت البشرية جمعاء..

أقول: تفكيره قاصر بالمعايير الدنيوية أيضًا؛ لأنها مشكلة عابرة سيعقبها فرجٌ، وهذه حالة الدنيا، أن الإنسان فيها يمر بمنعطفات فيها البؤس وانفراجات فيها السعادة، فبمقياس دنيوي بحت في هذه الحالة = الانتحار فشلٌ ووهن وضعف عزيمة وانعدام إرادة، وليس حلًّا.

ويساعد في تخطي هذه الحالة السعي وراء النجاحات الصغيرة، وأن ينظر الإنسان في نفسه ماذا يمكن أن يُفيد فيه غيرَه، وما هي ميزته التي يمكن أن يُنمّيها.

2- أن يكون الانتحار من أجل مشكلة دائمة تواجه الإنسان، مثل مرض مُزمِن مُقعد، فهذا أيضًا لا يكون الانتحار حلًّا في حقه لأنه قد سبق وافترضنا أن السائل مسلم، مؤمن بالله سبحانه وتعالى والدار الآخرة، وأن هذه الحياة الدنيا قصيرة مهما طالت، وأنها زائلة لا محالة، وأن الآخرة هي دار القرار، وأن ما عند الله هو خير للأبرار..

وأن الذي يُنهِي حياته لأجل ابتلاء مثل هذا هو في الحقيقة مُستجير من الرمضاء بالنار، فالمنتحر في نار جهنم خالد مخلّد فيها أبدًا، ليس في النار فحسب، بل هو في النار تُعذب نفسه بنفس الطريقة التي قتل بها نفسه في الدنيا، وليس قتلًا يُنهي حياته للأبد بل هو ذوق للعذاب الذي اختاره لنفسه مرة بعد مرة في نار جهنم.

فالحسابات العقلية تقول: أن الإنسان لو عاش في الدنيا ألف سنة في عذاب دائم لا راحة معه هو أهون من لحظة واحدة يُغمسها في نار جهنم.

وفي الحديث الصحيح: (يؤتى بأنعم أهل الدنيا ـ من أهل النارـ يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا -من أهل الجنة-، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط.

(أبأس أهل الأرض.. تخيّل أنه فقير ذليل مريض مُقعَد فقد أحبابه ولم يجد ما يأكله عاش في خوف أو في سجن أو في حرب أو في مجاعة). كل ذلك يُنسى في لحظة واحدة.

والخلاصة: أنه بكل الحسابات لا يكون الانتحار حلًّا، بل هو وبال على صاحبه وفشل منه وضعف ووهن لا يُقدِم عليه إلا الضعيف المنهزم.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الانتحار
اقرأ أيضا
الزينة والنمص | مرابط
تفريغات المرأة

الزينة والنمص


ومن اتباع الهوى والشيطان تكلف الفتاة في تزيين مظهرها ومثال ذلك النمص وهو تغيير لخلق الله وتعرض للعنة الله فقد صح عند أبي داود وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة المغيرات لخلق الله.

بقلم: محمد العريفي
471
توجيه النشء بين الأمس واليوم | مرابط
تفريغات

توجيه النشء بين الأمس واليوم


من المؤسف أن تجد كثيرا من الآباء والأمهات اليوم لا يعتنون بتوجيه الناشئة بآداب الإسلام لا في الطعام ولا في الشراب ولا في الدخول ولا في الخروج ولا في دخول الخلاء ولا عند المبيت ولا عند الاستيقاظ لقد تعلمنا كما قلت من عجائز جدات وأمهات ما عرفوا الدراسة ولا يعرفون الألف من الباء.

بقلم: سعد البريك
324
من أشراط الساعة: تمني الموت | مرابط
اقتباسات وقطوف

من أشراط الساعة: تمني الموت


ومن أشراط الساعة: تمني الرجل الموت وجواز ذلك لشدة ما ينزل في الأفراد من فتنة أو ضراء وقد جاء في الصحيح من حديث مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بالقبر فيتمنى أن يكون مكانه وفي هذا إشارة إلى أن تمني الموت في بعض الأحيان جائز عند استحكام الشر واستغلاقه وعند شدة الفتن والتباس الأمر يعني: أن يدعو الإنسان أن يقبضه الله غير مفتون وأن يكون مكان صاحب القبر

بقلم: عبد العزيز الطريفي
720
الاستبدادان | مرابط
فكر مقالات

الاستبدادان


تجري كلمة الاستبداد على ألسنة كثير من الناس دون دراية بمضمونها أو مفهومها على وجهه الحقيقي حتى أن أحد هؤلاء قد يكون واقعا في معنى من معاني الاستبداد ولكنه لا يدري أو ربما يراه من أسمى معاني الحرية وفي هذا المقال يوضح لنا الكاتب معنى الاستبداد ومفهومه ويفرق لنا بين نوعين من أنواع الاستبداد

بقلم: إبراهيم السكران
2336
ليست السنة كلها تشريعا ج1 | مرابط
أباطيل وشبهات فكر مقالات

ليست السنة كلها تشريعا ج1


إن تقسيم السنة إلى تشريعية وغير تشريعية يمكن قبوله كإجراء فني اصطلاحي لفرز طبائع التصرفات النبوية وما يتصل بها من أحكام لكن المشكلة هو في تحقيق طبيعة الحدود الفاصلة بينهما وتحريك تلك الحدود ليخرج بعض ما كان محلا للتشريع عن أن يكون كذلك فليس صحيحا أن تخرج تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم من إطار الشريعة بذريعة صدور الاجتهاد منه صلى الله عليه وسلم أو بتعدد أدواره الحياتية وإنما المحكم في تحديد ما يدخل في إطار التشريع منها وما يخرج هو الشريعة نفسها والتي كشفت عن هذه المسألة بدقة ووضوح

بقلم: عبد الله العجيري وفهد بن صالح العجلان
767
المذاهب الهدامة | مرابط
فكر مقالات

المذاهب الهدامة


يقول كارل ماركس وأتباعه: إن الأديان أفيون الشعوب وإن الناس يقبلون على الدين لأنه يخدرهم ويلهيهم عن شقاء الحياة وهذا القول الهراء عن الدين آخر وصف يمكن أن ينطبق عليه وأول وصف ينطبق على مذهب كارل ماركس بجميع معانيه إنه يرفع عن الضمير شعوره بالمسئولية لأنه يلقي بالمسئوليات كلها على المجتمع ويقول ويعيد للعجزة وذوي الجرائم والآثام إنهم ضحاياه المظلومون وإن التبعة كلها في عجزهم وإجرامهم واقعة عليه

بقلم: عباس محمود العقاد
2314