هل يمكن للانتحار أن يكون حلا؟

هل يمكن للانتحار أن يكون حلا؟ | مرابط

الكاتب: أحمد الغريب

311 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

لرجل مسلم أو امرأة مسلمة = لا يمكن أن يكون الانتحار حلًّا.. لماذا؟ دعنا نتأمل الافتراضات العقلية لأسباب الانتحار:

1- أن يكون الانتحار لأجل مشكلة عابرة يمرُّ بها الإنسان، مثل فشل في عمل، أو فراق حبيب، أو مشاكل أُسرية... إلخ، فالذي يفكر في الانتحار لسبب مثل هذا تفكيره قاصرٌ جدًا؛ لأن هذه المشاكل لا يوجد إنسان على وجه الأرض لا يمرُّ بها، ولو أن كل إنسان واجهته مشكلة ذهب فانتحر لانتحرت البشرية جمعاء..

أقول: تفكيره قاصر بالمعايير الدنيوية أيضًا؛ لأنها مشكلة عابرة سيعقبها فرجٌ، وهذه حالة الدنيا، أن الإنسان فيها يمر بمنعطفات فيها البؤس وانفراجات فيها السعادة، فبمقياس دنيوي بحت في هذه الحالة = الانتحار فشلٌ ووهن وضعف عزيمة وانعدام إرادة، وليس حلًّا.

ويساعد في تخطي هذه الحالة السعي وراء النجاحات الصغيرة، وأن ينظر الإنسان في نفسه ماذا يمكن أن يُفيد فيه غيرَه، وما هي ميزته التي يمكن أن يُنمّيها.

2- أن يكون الانتحار من أجل مشكلة دائمة تواجه الإنسان، مثل مرض مُزمِن مُقعد، فهذا أيضًا لا يكون الانتحار حلًّا في حقه لأنه قد سبق وافترضنا أن السائل مسلم، مؤمن بالله سبحانه وتعالى والدار الآخرة، وأن هذه الحياة الدنيا قصيرة مهما طالت، وأنها زائلة لا محالة، وأن الآخرة هي دار القرار، وأن ما عند الله هو خير للأبرار..

وأن الذي يُنهِي حياته لأجل ابتلاء مثل هذا هو في الحقيقة مُستجير من الرمضاء بالنار، فالمنتحر في نار جهنم خالد مخلّد فيها أبدًا، ليس في النار فحسب، بل هو في النار تُعذب نفسه بنفس الطريقة التي قتل بها نفسه في الدنيا، وليس قتلًا يُنهي حياته للأبد بل هو ذوق للعذاب الذي اختاره لنفسه مرة بعد مرة في نار جهنم.

فالحسابات العقلية تقول: أن الإنسان لو عاش في الدنيا ألف سنة في عذاب دائم لا راحة معه هو أهون من لحظة واحدة يُغمسها في نار جهنم.

وفي الحديث الصحيح: (يؤتى بأنعم أهل الدنيا ـ من أهل النارـ يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا -من أهل الجنة-، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط.

(أبأس أهل الأرض.. تخيّل أنه فقير ذليل مريض مُقعَد فقد أحبابه ولم يجد ما يأكله عاش في خوف أو في سجن أو في حرب أو في مجاعة). كل ذلك يُنسى في لحظة واحدة.

والخلاصة: أنه بكل الحسابات لا يكون الانتحار حلًّا، بل هو وبال على صاحبه وفشل منه وضعف ووهن لا يُقدِم عليه إلا الضعيف المنهزم.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الانتحار
اقرأ أيضا
وظهر الدجال | مرابط
فكر

وظهر الدجال


بت أستشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى حالة المجتمع الذي سيظهر فيه الدجال ويتلقى دعوته بالحفاوة والترحيب وكأني به يطوف بلاد العالم ويفرش له السجاد الأحمر باعتباره أحد أقطاب الإصلاح الاقتصادي والنهضة الحضارية. أشعر وكأن بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة في عالمنا الإسلامي البائس سوف يتصدرون المشهد ويقودون حملته المضللة بالتلبيس على العوام بطرائق شتى سيكون منها بلا شك مهرجانات الرحمة للجميع !!

بقلم: د. جمال الباشا
285
من حياة عمر بن عبد العزيز ج2 | مرابط
تفريغات

من حياة عمر بن عبد العزيز ج2


لقد حمل هم الأمة خلع كل لباس إلا لباس التقوى لم يأخذ قليلا ولا كثيرا همه الآخرة لا الدنيا كانت له نظرة مختلفة عن نظرات الناس حتى مع الناس وأخذ الناس يتسابقون يوم عرفة مع الغروب إلى مزدلفة وهو يدعو ويتضرع ويقول: لا والله ليس السابق اليوم من سبق جواده وبعيره إن السابق من غفر له في هذا اليوم

بقلم: خالد الراشد
502
حب الدنيا والجاه يصدان عن الحق | مرابط
اقتباسات وقطوف

حب الدنيا والجاه يصدان عن الحق


إن فتنة الدنيا وحب الجاه والرياسة من أعظم الأمراض التي تصيب القلب وتسيطر عليه وتصده عن الحق خوفا عليها وأملا في دوامها حتى لو كان الثمن هو الاستمرار في طريق الباطل وحتى لو كان الإنسان مقتنعا في داخله بأن الحق مع الآخر وهذا مقتطف من كتاب هداية الحيارى لابن القيم يتحدث عن مناظرته لبعض علماء النصارى وفيه بيان لهذا المرض الذي صدهم عن قبول الحق

بقلم: ابن قيم الجوزية
2411
لا تستعجل النتائج | مرابط
اقتباسات وقطوف

لا تستعجل النتائج


إن القرآن يوجه القلوب والعقول ألا تستعجل النتائج فهي لا بد آتية حسب السنة الماضية التي لا تتبدل وأعمار الأفراد ليست هي المقياس والجولة العارضة ليست هي الجولة الأخيرة قد ينتصر الباطل فترة من الوقت ويزدهر ويتمكن ويعلو في الأرض ولكن هذا ليس نهاية القول ولا نهاية المطاف إنه جزء من سنة الله المتشعبة الجوانب

بقلم: محمد قطب
749
بيج بن الإسلامية | مرابط
اقتباسات وقطوف

بيج بن الإسلامية


يبدو أن التحديثات التي تشهدها مكة على يد السلطة السعودية لا تثمر تطورا وتقدما عمرانيا وحضاريا إلا على الطراز الغربي وهو ما يعني مزاحمة الجانب الروحاني الذي اختصت به مكة منذ قديم الزمان ومزاحمة الروحانيات التي تجتاح الحجاج في تلك البقعة الطاهرة وهذا مقتطف هام من كتاب من مكة إلا لاس فيجاس يعبر فيه المؤلف عن هذا التقدم وما أحدثه

بقلم: د علي عبد الرءوف
1986
الخطاب باللغة العربية | مرابط
لسانيات

الخطاب باللغة العربية


وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله ولأهل الدار وللرجل مع صاحبه ولأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم وهو مكروه كما تقدم.

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
396