الحمد لله وحده.
اعصها، وقم.
إذا قالت لك نفسُك: أجِّل تعب الصلاة، أو جهد قراءة القرآن، واقتصد في جُهدك وقوَّتك.
فاسألها: أؤخِّر إلى متى؟
إذا لم يكن بذل قوّتي وجهدي في رمضان، وفي ليل رمضان، فمتى؟
متى أيتها النفس السوء؟!
أيتها النفس السوء!
وأقتصد في جهدي وقوتي، لأوفِّره على أيِّ شيء؟
على العصيان؟
أو السعي في الدنيا وحدَها؟
فألقَى الله بأيِّ شيء؟!
يا نفسَ السُّوء!
وحتى متى؟
حتى مرضٍ مُفسِد للقوة مُقعِد، أم موت مُجهزٍ؟
أم إلى فتنةٍ أخرى، لا أعلمها، الله يعلمها؛ تحجُزني عن الصلاة كلّها، والصدقة كلها، والقرآن كله، وذكر الله كله؟!
وتحول بيني وبين الطاعة من أصلها؟
يا نفسَ السُّوء!
إيَّاكَ أن تتبعَها، نفسَ السُّوء تلك.
وربِّها، وأمسك زمامها، فإنها لا زالت بك، تجرجرك، حتى تُرديك.
إياَّك!
لا تطعها، فقد قال ربُّها تعالى: {إنَّ النَّفس لأمَّارة بالسُّوء إلا ما رحم ربِّي إنَّ ربِّي غفور رحيم}.
اللهم أدخلنا في المرحومين يا رب!
اعصها، وقم.
وصلِّ، واقرأ، واذكر، وتصدَّق، وائمر بالمعروف، وانه عن المنكر، وأتعِبْها.
وجاهد في سبيل إقامتها، تستقم، أو تُكتب في المجاهدين! إن شاء الله.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.