الاستدلال الأعمى

الاستدلال الأعمى | مرابط

الكاتب: فهد بن صالح العجلان

1679 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

سأتجاوز كثيرًا من المقدمات لأصل إلى هذه النتيجة المهمة:

لا يكفي أن تستدل بأي نص شرعي ليكون قولك موافقًا للشريعة، فالعبرة ليس بوجود أي استدلال بالشريعة، بل يجب أن يكون هذا الاستدلال صحيحًا ومستقيمًا وفق الأصول المنهجية الموضوعية للاستدلال.

 

النظرة الشاملة على النصوص

من قواعد الاستدلال المنهجي السليم: أن يكون النظر فيه شاملًا لجميع النصوص والقواعد الشرعية، فلا ينظر في بعض النصوص ويهمل بعضها، فهذه هي البذرة التي نبتت منها ظاهرة الافتراق في الدين فأنتجت الفرق والجماعات البدعية في الفكر الإسلامي، فإشكالية جميع هذه الفرق القديمة من شيعة وخوارج ومعتزلة وغيرها، أنها تأخذ ببعض الشريعة، وتستدل ببعض النصوص.

وبعض النفوس - نظرًا لتعظيمها النصوص الشرعية - تتقبّل أي استدلال فتجعله مقبولًا بغض النظر عن سلامته، وهذا ما جعل بعض الصحابة يحذرون من خطر الجدال بالقرآن: (فإنه من اللسن الألد من أعظم الفتن لأن القرآن مهيب جدًا، فإن جادل به منافق على باطل أحاله حقًا، وصار مظنة للاتباع على تأويل ذلك المجادل)[1].

سأضرب لهذا الخلل في الاستدلال بمثالين يشرحان طريقة من طرائق هذا الاختلال:

 

سلوك أي طريق لعبادة الله

المثال الأول في سياق حرص كثيرٍ من المعاصرين على التعايش الإنساني بين الأديان وتقديم صورة متسامحة عن الإسلام، يصححون سلوك أي طريقٍ لعبادة الله ولو لم يكن طريق الإسلام ما دام أن الشخص موحد لله ولا يشرك به شيئًا، أو يكون غير مكذب للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد يتجاوز بعضهم حتى عن هذا الشروط، ويستدلون بقول الله تعالى: {إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 62].

فالشاهد من هذه الآية - بحسب فقههم - أن الله تعالى قد حكم بفلاح ونجاة من آمن به ولو كان يهوديًا أو نصرانيًا، فهو دليل - في نظرهم - في غاية الصراحة والقطعية على أن اليهود والنصارى المعاصرين إن كانوا مؤمنين بالله فهم مستحقون للنجاة يوم القيامة.

من يقرأ هذه الآية فقط ولا يعرف أي شيء من القرآن ولا أي شيء من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شيئًا عن سيرته ولا إجماعات المسلمين؛ فإنه سيقول فعلًا هذه الآية تحتمل هذا المعنى، إلا أنه حين يقبل هذا المعنى فإنه سيهدم عشرات الأدلة الشرعية الأخرى، وسيهدم الإسلام كله؛ فالقضية ليست أن تستدل بأي دليل، بل يجب أن تعرف طبيعة استدلالك كيف سيكون؟

فالعلماء يفسرون الآية بأنها تحتمل معنيين:

الأول: أن تكون في اليهود والنصارى الذين أدركوا بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فآمنوا به.

الثاني: أو هي فيمن كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ممن آمن بالأنبياء من قبله. وحين يضيف أحد احتمالًا ثالثًا وهو أن يكون شاملًا لكل اليهود والنصارى حتى في زماننا، فهو يهدم الإسلام كله بهذا الاستدلال من حيث لا يشعر!

فالله تعالى يقول: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85]، كما أن من لا يؤمن بالرسول ليس مؤمنًا في لفظ الشارع كما قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: ١ - ٢]، {وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} [يس: 10]،  بل إن الله قد نفى الإيمان عمن لم يحكّم رسوله: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65]، فكيف يجعل الكافر برسوله والمكذب مؤمنًا في لفظ الشارع؟! فلفظ الإيمان لا يتحقق في اليهودي والنصراني الذي لا يتبع الإسلام، وتسميتهم مؤمنين في مقابل الملحدين أو الوثنيين هو اصطلاح عرفي خاص ببعض المعاصرين فلا تُقرأ نصوص الشريعة بناءً عليه.

كما أن الله في القرآن جعل الناس صنفين: إما مسلم أو كافر: {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: ٢] {إن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} [آل عمران: 100]  {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29] ، وليس هناك في الشريعة مرتبة إيمان ليست بإسلام ولا كفر؟ فمن لم يؤمن بالرسول فهو كافر {لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} [يس: 70].

كما أن في القرآن آيات كثيرة في الأمر بالإيمان بالرسول وطاعته واتباعه، والأمر بالإسلام والاستمساك به حتى الوفاة، وأنه دين الأنبياء جميعًا، وفيه كفر من لم يؤمن بالقرآن أو كذب بالرسول، وجاء فيه عموم رسالته للعالمين، وجزاء المعرضين والمجادلين في آياته، وأن طاعته سبب لدخول الجنة، وأن جزاء معصيته النار، والنهي عن الاستغفار والدعاء لمن كفر بالرسول، وأن التكذيب بالرسول تكذيب بالشرائع من قبله، وفيه آيات في كفر اليهود والنصارى، وغير هذا كثير من الدلائل التي ستتهدم بسبب قبول هذا الاحتمال الثالث!

وعلى طريقة هذا الاستدلال فيمكن أن يقرأ بعض الناس قوله تعالى: {إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} [الحجر: ٩]، فيقول: هذه الآية تحتمل تعدد الآلهة! ويمكن أن تستخرج من أشباهها من الأمثلة ما لا يحصر.

 

الاستدلال الخاطئ بالآيات القرآنية

المثال الثاني هذا مثال، يستدل بآية قرآنية على معنى يتفق المسلمون جميعًا على غلطه، بل كفره، فهو يستدل بالقرآن وقد أعمى بصره عن النصوص الأخرى وكأنه لا يعرف شيئًا آخر!

وفي سياق المصالحة مع مفاهيم الحرية الليبرالية الغربية يقرر كثير من المعاصرين أن الإسلام قد كفل حرية الاعتقاد والرأي مطلقًا إلا بشرط عدم الاعتداء والإضرار المادي، وأما ما دام في محيط الفكر والرأي والقناعة فالشريعة تكفل له هذا الحق ولو تجاوز قطعيات الشريعة أو اختار المجاهرة بالخروج من الإسلام ورفض أحكامه، ويستدلون لهذا الحكم بقول الله تعالى: {لا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256].

يقولون: هذه آية محكمة صريحة قطعية الدلالة بأن الشريعة لا تكره الناس على المجاهرة بما يرونه دينًا وفكرًا لهم، وربما تحمس بعضهم، فقال أحدهم: إن في القرآن عشرات الآيات القطعية المحكمة على هذه الحرية. وزاد آخر: إن هذه الآيات محكمة لا يمكن أن يشملها نسخ ولا تخصيص لأنها من الأصول الكلية.

هذا الحكم القطعي الذي فيه عشرات الآيات – لاحظ عشرات الآيات - كان غائبًا عن فقهاء الإسلام ولم يكتشفه أحد من العلماء خلال قرون طويلة، فكان الفقهاء يقررون حد الردة كما هو قول جماهير الأمة وحكي إجماعًا، وحتى ما حكي من خلافٍ فهو في عدم القتل مع ضرورة العقوبة والحبس والاستتابة ولم يقل أحد منهم بتاتًا بحرية الردة، فعجبًا كيف غابت عشرات الآيات القرآنية عن أعصار وأمصار المسلمين طيلة هذه القرون؟

طبعًا لم يغب عنهم هذا الشيء، وهم أفقه وأعمق في دلائل الكتاب من فوضى المعاصرين، وما يميز الفقهاء المتقدمين أنهم يستحضرون النصوص جميعًا فلا يستدلون بنص بما يهدم النصوص الأخرى، فلا أحد منهم بتاتًا أوجد معارضة بين قوله تعالى: {لا إكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256] وقول النبي صلى الله عليه وسلم (من بدل دينه فاقتلوه)، بل كل تفسيراتهم للآية تعود إلى الكافر وليس إلى المسلم المرتد، لماذا؟ لأن جعل عموم الآية يشمل حتى المسلم يؤدي إلى هدم كليات شرعية كثيرة، فإذا قلتَ لا وجود لأي إكراه في الإسلام فمعناه أنه لا وجود لحدود ولا عقوبات شرعية، ولا وجود لواجبات ولا محرمات، وأن النظام الإسلامي يكفل للمنافقين شتم الرسول والتطاول عليه وإعلان محادة الإسلام، فعلى هذا تخرج جيوش الإسلام لتفتح الأمصار حتى تعطي الحرية لأهل الأمصار في الطعن في الإسلام والإساءة إليه والدعوة إلى هدمه!

وكل هذا باطل بداهة، ولا يمكن أن يقع في نفس فقيه، ولهذا لم يستطع العدد الكبير من المعاصرين الذين يقررون مثل هذا الاستدلال أن يأتوا برأي فقيهٍ واحدٍ فقط في أي عصر من العصور يقرر مثل كلامهم هذا، أو يستدل بالآية على مثل ما استدلوا عليه، بما يعني أن هذا الرأي، وتلك الطريقة في الاستدلال، لا علاقة له بالمنظومة الفقهية.

هذان مثالان، ولعل ثمّ أمثلة أخرى كثيرة قد سقطت على ذهن القارئ بعد مروره على هذين المثالين، لأنها ظاهرة شائعة في الحالة الثقافية المعاصرة؛ تستدل بالقرآن بما ينقض أحكامه، وتتبرع بتخريج الأفكار والاتجاهات الغربية بما يجعلها لا تخالف الشريعة!

 

القصور في فهم الشريعة

يأتي الخلل عند هذا الاتجاه في كونه يبحث في القرآن والسنة فيستخرج منهما الاحتمال الذي يراه يفهم من دلالة الآية أو الحديث، من دون استحضار للأحكام الشرعية جميعًا بما يجعله يخرج فهمًا من آية تنقض أحكامًا كثيرة!

لا تقع مثل هذه الاستدلالات عند أحد من فقهاء الإسلام المتقدمين؛ لأنهم يدركون أحكام الشريعة جميعًا، فلا يمكن لأحدهم أن يستدل بحكم ينقض أحكام الشرع الأخرى، فهو يعرف بناء الشريعة المحكم، فينظر إليها كمنظومة متكاملة، كما أن المجتهد في أحكام الشريعة كان عالمًا بالفقه والحديث والقرآن والتفسير ولغة العرب فما كان يستخرج الأحكام بناءً على الاحتمال العقلي المحض!

القصور في فهم الشريعة، وضعف الاطلاع الشرعي الذي يجعل الشخص غير مستحضر لمقاصدها وفروعها وتفصيلات أحكامها؛ هو الذي يجعل الشخص يتهاون في قبول كثير من الأحكام ويتأول غيرها، فكثير ممن يخوض في هذه الأحكام من المتخصصين في العلوم المختلفة، حين تقارن معرفته التخصصية ومعرفته بفقه الشريعة يتبدى لك السبب، فإن كثيرًا منهم لا يتجاوز طريقة أن يعرض الفكرة الغربية ثم يقرر أن الشريعة سبقت الغربيين في هذا، أو أن هذا مما تقرره الشريعة، أو في أحسن الأحوال أن الشريعة تقبل هذا إلا باستثناء مسألة أو مسألتين، فبدلًا من أن يستحضروا تفصيلات الشريعة وأصولها ويقدمونها كمنظومة متكاملة، أصبحت وكأنها هامش على المتن الأوروبي!

هذه الاحتمالات لم ترد على أذهان فقهاء الإسلام؛ لأن استحضارهم للنصوص الشرعية يعصمهم من استحضار أي احتمال ينقض أصولها، فهم لا يفهمون النصوص بناءً على التفكير العقلي المحض الذي يستحضر كل الممكنات العقلية، كما أنهم متجردون في فهم النصوص ولا يعيشون تحت ضغط منظومة مفاهيمية معاصرة يريدون التكيف معها فتتزين لهم الاحتمالات الليبرالية من بين النصوص الشرعية!

 


 

الإشارات المرجعية:

  1. الموافقات للشاطبي 3/283.

 

المصدر:

 مجلة البيان العدد 316 ذو الحجة 1434ه، أكتوبر – نوفمبر  2013م.

 

 

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#فهد-العجلان #الاستدلال
اقرأ أيضا
كيف تتصرف عندما يعاملك أحد بتقصير؟ | مرابط
تفريغات

كيف تتصرف عندما يعاملك أحد بتقصير؟


وأنت أيها الداعية: كيف تتصرف حينما يتصرف أحد المدعوين نحوك بتقصير أو بكلمة أو بفعل لا يليق؟ أتعاديه وتجانبه وتجفوه أتأمر أصحابك أن يقاطعوه ويهجوه ويهجروه أتتخذ منه موقفا: هو في سبيله وأنت في سبيلك من أجل نفسك إن هذا لا يليق أيها الإخوة.

بقلم: خالد السبت
436
دعاة تحرير المرأة | مرابط
تفريغات المرأة

دعاة تحرير المرأة


قاسم أمين صاحب الدعوة الباطلة المنحرفة لما جاء بدعوى تحرير المرأة أخذ يدعو إلى باطله السنوات الطوال حتى حصل على مراده في تغيير البنية الاجتماعية بعد سنة ثمانية وعشرين وإلى الآن ما زلنا نتجرع غصص هذا التحرر وهذا الكتاب والتوصيات فهذا صاحب دعوة باطلة فكيف بدعوة الحق فكن طويل النفس ولا تكن مستعجلا تنظر تحت قدمك سيأتيك الفرج لو صدقت النية

بقلم: أبو إسحق الحويني
676
من فضائل أم سليم | مرابط
المرأة

من فضائل أم سليم


هذه أم سليم رضي الله عنها علمتنا هذا الأصل في الحديث المشهور كان لها ولد مريض ثم ذهب أبو طلحة للتجارة فمات الولد فقالت أم سليم: لا أحد يخبره حتى أكون أنا أول من يخبره.

بقلم: أبو إسحق الحويني
323
أسلوب الوصاية | مرابط
فكر مقالات

أسلوب الوصاية


والوصاية ضد الشبهات التي تسبب رقة التدين مطلب شرعي سواء كان الذي يشيع هذه الشبهات زنديق علماني أو من متفقهة التغريب الذين يغرسون في الناس النظرة المادية للحياة ويهونون من تعظيمهم للنص باسم الخلاف ويشحنون الناس ضد المحتسبين والدعاة دوما بالسذاجة والتهور وضيق الأفق وقلة الوعي وأنهم يغرقون في كأس ماء ونحوها من العبارات التي يتشربها المستمع فتؤثر في نظرته لأهل العلم والدعاة بعامة ويجمدون مشاعر الغيرة والحمية باسم الرزانة والحكمة والهدوء ونحو ذلك

بقلم: إبراهيم السكران
2297
احترازات الأذكياء | مرابط
مقالات

احترازات الأذكياء


قال ابن عرابة المؤدب حكي لي محمد بن عمر الصبي أنه حفظ ابن المعتز وهو يؤدبه والنازعات وقال له إذا سألك أمير المؤمنين أبوك في أي شيء أنت فقل له في السورة التي تلي عبس ولا تقل أنا في النازعات قال فسأله أبوه في أي شيء أنت قال في السورة التي تلي عبس فقال من علمك هذا قال مؤدبي قال فأمر له بعشرة آلاف درهم

بقلم: ابن الجوزي
925
هل تؤمنين بالله حقا؟ | مرابط
المرأة

هل تؤمنين بالله حقا؟


إن المرأة التي تحرص على إبراز مفاتنها عبر منعطفات جسمها وحركة لحمها وتعصر غلائل ثوبها على بدنها إمعانا في استعراض مسالك عورتها وحجم وركها! وتفاصيل أنوثتها مقبلة ومدبرة تشتهي سماع كلمة ساقطة من شاب ساقط! أو كما قالت العرب: لا ترد يد لامس! لهي امرأة غبية حقا! إنها تختزل إنسانيتها في صورة حيوان!

بقلم: فريد الأنصاري
325