الانقطاع سمة العصر

الانقطاع سمة العصر | مرابط

الكاتب: بول فييرابند

559 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

يبدو أن الانقطاع سمة أساسية لحضارتنا، وربما لعصرنا، هناك شيء اسمه العلم يزعم أنه يتعامل مع التفاصيل ومع البيئة الشاملة للعالم، ويحاول أن يفسر: كيف أتت المادة إلى الوجود وكيف نشأت الحياة، ومتى وبأي أسلوب وصلت الكائنات البشرية إلى الأرض، ويبدو أن العلم يتعلق بكل شيء، ولكنّ العلم في الواقع قاصر جدًا، ودعوني أقرأ لكم ما كتبه جاك مونو، وهو عالم بيولوجيا جزيئية وناشط سياسي فاز بجائزة نوبل، عن الرؤية الكونية للعلم قائلًا:
 

باردة متجهمة لا تقترح أي تفسير وإنما تفرض تخلّيًا قاسيًا عن كل شأن روحي (فكرة أن المعرفة الموضوعية هي المصدر الوحيد للحق الثابث( على نحو لم يخفف من قلقنا وإنما زاد فيه. فبضربة واحدة يبدو أنها مسحت كل ما ورثناه من مئة ألف عام، وهو ميراث كان قد اتّحد مع طبيعة البشر نفسها. لقد كتبت هذه الفكرة نهاية الميثاق الروحي القديم بين الإنسان والطبيعة، ولم تترك شيئًا مكان هذه الرابطة القديمة إلا سعيا قلقًا في كون من العزلة الجامدة..، (الصدفة والحتمية، نيويورك1962، ص170)

يقول مونو أن العلم يقدم معلومات ويمارس تجارب، فهو لا يبتعد فقط عن التعامل مع المعاني وإنما يزيد عمدا كل شيء يكون ارتباطه غامضًا بها، والنتيجة: أنه كلما علمنا أكثر عن الكون بدا أنه لا جدوى من ذلك -كما كتب ستيفن واينبرغ

 


 

المصدر:

بول فييرابند، طغيان العلم، ص33

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#العلم
اقرأ أيضا
ما أورثني علم الكلام إلا حيرة! | مرابط
اقتباسات وقطوف

ما أورثني علم الكلام إلا حيرة!


واعلم أني عند الاشتغال بعلم الكلام وممارسة تلك المذاهب والنحل لم أزدد بها إلا حيرة ولا استفدت منها إلا العلم بأن تلك المقالات خزعبلات فقلت إذ ذاك مشيرا إلى ما استفدته من هذا العلم: وغاية ما حصلته من مباحثي... ومن نظري من بعد طول التدبر .. هو الوقف ما بين الطريقين حيرة... فما علم من لم يلق غير التحير .. على أنني قد خضت منه غماره... وما قنعت نفسي بدون التبحر

بقلم: الإمام الشوكاني
253
عبقرية اللغة العربية | مرابط
لسانيات

عبقرية اللغة العربية


يحضرني عبقرية الفقهاء قديما في اختيار مصطلحاتهم في الفقه وفي العلوم..كيف ربطوا من خلالها بين العلم والدين ببراعة شديدة؟! وكيف وسعت العربية الفذة هذا الأمر؟! تأمل مثلا استعمالهم لفظ المكلف للتعبير عن المخاطب في الكلام.. فأي فعل لا ينفك عنه معنى الافتقار والعبودية.. يمكن أن تفهم ذلك أكثر من ملاحظة استعمال القانون مثلا للفظ العاقل للتعبير عن المخاطب.

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
236
الحق ثقيل | مرابط
فكر

الحق ثقيل


من الحقائق التي يجب التأكيد عليها ومراعاتها: أن أكثر انحرافات الناس عن قطعيات الشريعة ليس سببها ضعف الحجج والبراهين التي يسمعون وإنما هو من ثقل التكليف على نفوسهم. فالحق ثقيل: إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا

بقلم: د. فهد بن صالح العجلان
324
كيف تقرأ كتابا ج1 | مرابط
تفريغات

كيف تقرأ كتابا ج1


التعليم بالقلم الذي هو من أعظم نعمه على عباده إذ به تخلد العلوم وتثبت الحقوق وتعلم الوصايا وتحفظ الشهادات ويضبط حساب المعاملات الواقعة بين الناس وبه تقيد أخبار الماضين للباقين اللاحقين ولولا الكتابة لانقطعت أخبار بعض الأزمنة عن بعض واندرست السنن يعني: ذهبت واضمحلت وتخبطت الأحكام ولم يعرف الخلف مذاهب السلف وكان معظم الخلل الداخل على الناس في دينهم ودنياهم ما يعتريهم من النسيان الذي يمحو صور العلم من قلوبهم لما صار الناس ينسون من نعمة الله عليهم أن جعل لهم الكتاب وعاء حافظا للعلم من الضياع كا...

بقلم: محمد صالح المنجد
435
فرية ضرب عثمان بن عفان لعمار بن ياسر: رد على عدنان إبراهيم ج1 | مرابط
أباطيل وشبهات

فرية ضرب عثمان بن عفان لعمار بن ياسر: رد على عدنان إبراهيم ج1


ادعى الدكتور عدنان أن عثمان بن عفان رضي الله عنه ضرب عمار بن ياسر رضي الله عنه بقدمه في محاشه أي عورته حتى كان عمار لا يحتبس بوله واستدل على ذلك بما رواه ابن شيبة في تاريخ المدينة الجزء الثالث وطبعا نعلم جميعا ما لدى الدكتور عدنان من خلط وحقد يمرره بشكل ناعم في حلقاته وفي هذا المقال يناقش أبو عمر الباحث هذه الشبهة ويرد عليها

بقلم: أبو عمر الباحث
4431
الأصول الكلية التي يقوم عليها الإيمان بوجود الله وكماله ج2 | مرابط
تعزيز اليقين مقالات

الأصول الكلية التي يقوم عليها الإيمان بوجود الله وكماله ج2


ليس المراد بالأصول في هذا السياق الأدلة العقلية التي يستند إليها المؤمنون في إثبات وجود الله وكماله وإنما المراد بها المعاني الكلية التي يتأسس من مجموعها الإيمان الصحيح السالم من النقص والعيب في التصديق بأن الله موجود وأنه الخالق للكون المدبر له والمتصرف في شؤونه والمتصف بصفات الكمال والجلال

بقلم: د سلطان العميري
2282