كيف تقرأ كتابا ج2

كيف تقرأ كتابا ج2 | مرابط

الكاتب: محمد صالح المنجد

438 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

القراءة الواعية

موضوعنا في هذه الليلة أيها الإخوة بعد هذه المقدمة عن: كيف تقرأ كتابًا؟
كيف نستفيد من القراءة؟ ما هي الطريقة الصحيحة للقراءة؟
ما هي العوامل التي تسبب العداوة بين الناس والكتاب وكيف نزيلها؟
ما هي أسباب الفهم الخطأ أثناء القراءة؟ وكيف نقضي عليها؟
ما هي أنواع القراءة؟

إلى مسائل أخرى ستستمعون إليها إن شاء الله في هذا الدرس.. عند تعرضنا لموضوع القراءة، تبرز ثلاثة أسئلة:

السؤال الأول: لماذا نقرأ؟ وما هي أهمية القراءة؟
السؤال الثاني: ماذا نقرأ؟ وما هي الكتب التي نقرؤها؟
السؤال الثالث: كيف نقرأ؟

والكلام عن لماذا نقرأ، وماذا نقرأ قد يكون أكثر أهمية من كيفية القراءة، ولعلنا نتعرض لهذين السؤالين في درس قريب إن شاء الله.

لا بد أن تكون قراءتنا -أيها الإخوة- قراءة واعية، المنهج الجاهلي يقول: القراءة للقراءة، الفن للفن، أي أنهم يجعلون القراءة غاية وليست وسيلة، ولذلك فهم يقرءون ما هب ودب، دون تمحيص ولا تمييز، أما المسلم فإن القراءة عنده وسيلة لتحقيق الهدف وهو أشياء متعددة، وعلى رأسها طلب العلم الذي يعرف به المسلم كيف يعبد ربه، هذا الهدف، الوسيلة: القراءة، وهذا المنهج الجاهلي الذي أشرنا إليه وهو: القراءة من أجل القراءة مهما كانت المهم أن يقرأ، ويعتبر الشعب مثقفًا إذا كان فيه أعداد كبيرة من القراء بغض النظر عما يقرءون، هذا المفهوم الجاهلي، قد نتج عنه في مجتمعات المسلمين تكوين فئة من القراء بما يصلح أن نطلق على هذه الفئة: القارئ الإمعة، الذي يكون بوقًا مضخمًا لهجمات أعداء الإسلام، لأنه لا يعرف ماذا يقرأ، فيقرأ الضار، ويقرأ أشياء سطرتها أيدي أعداء الإسلام وينشرها بين الناس، دون وعي ولا إدراك.

 

المرحلة التأسيسية

كيف تكون قراءتنا واعية؟ لا بد أن يكون التكوين العقدي للقارئ المسلم سليمًا وقويًا حتى يستطيع أن يقرأ بوعي، وهذا يعني أن تكون قراءاته الأولية تأسيسية ينتقي ماذا يقرأ في البداية، حتى يؤسس وعيًا يستطيع من خلاله أن يعرف بعد ذلك إذا قرأ في أي كتاب، هل هذا يتفق مع الإسلام، أم هو ضد الإسلام، أم بغير تكوين وبغير تأسيس وتربية، لا يمكن للناس أن يعرفوا هل ما يقرءون مخالف للشريعة أو موافق للشريعة. يجب أن نقرأ بطريقة نقدية، يعني: أن ننقد ما نقرأ على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة، وما نعرفه من الأدلة الشرعية ورصيدنا من الأحاديث الصحيحة والسقيمة، على ضوء تأسيسًا السابق نستطيع أن ننقد ما نقرأ، أو موثوقية العلماء الذين ينقل عنهم الكاتب.

ومن الأخطاء أن يغير الشخص قناعاته فجأة لأدنى قراءة يقرؤها، مثل بعض المسائل الفقهية، تجد بعض الناس يغير قناعته الفقهية لأدنى قراءة، بل يجب أن يمحص ويفكر وينقد قبل أن يتبنى فكرة أو موقفًا أو رأيًا، ومن الخطأ أن ننسى ما قرأناه من قبل، وما سمعناه من قبل، وما تعلمناه من قبل لأجل أول قراءة نقرؤها، لا بد أن تمر مرحلة تكوين القناعة مرورًا تأسيسيًا صعبًا، حتى نستطيع بعد ذلك أن نصمد أمام كل ما نقرؤه من الأفكار التي تصادم القناعات الشرعية التي لدينا.

وبعض الناس -أيها الإخوة- عندهم عقدة، وهي الثقة بكل شيء مطبوع، أحيانًا يعرض لك شخص من الناس فكرة خاطئة، تقول له: يا أخي! هذا الكلام خطأ، هذا الكلام مصادم للشريعة، يقول لك: هذا مكتوب في الكتاب، انظر! لو كان خطأ ما كانوا طبعوه.

سبحان الله العظيم!! التقليد الأعمى لكل ما هو مكتوب، آفة أصيب بها كثير من قراء المسلمين، وبعض الناس يشكون في معلوماتهم المؤكدة لمجرد أن الشيء المخالف مطبوع في كتاب!

ونحن أيها الإخوة: قد نلتمس الأعذار للكتاب فنقول: ربما أخطأ لكذا.. ربما وهم لكذا.. لكن هذا لا يجعلنا نتابعهم في أخطائهم مهما كان الكاتب عظيمًا.
ملاحظة التناقضات التي يقع فيها الكاتب

وكذلك من القراءة الواعية أن نلاحظ التناقضات التي يقع فيها الكاتب أثناء الكتاب، وإن تباعدت المواضع، أحيانًا يأتي كاتب بفكرة في موضع، ثم يأتي بعكسها في موضع آخر، القارئ الواعي يحفظ ماذا قال هنا وماذا قال هنا، ثم تجده يراجع فيقول: عجبًا إنه كتب في البداية أشياء غير التي كتبها هنا، فأيهما هو الصحيح يا ترى؟

 

تقويم الأشخاص والكتب

ومن القراءة الواعية أيضًا: أن نقرأ لنقوم الأشخاص والكتب، وننصح بناء على ذلك الناس بها، والمسلم عندما يقرأ فإنه يكون متجردًا، فمن الخطأ مثلًا أن يصدر القارئ حكمًا مسبقًا على أفكار الكتاب من خلال اسم المؤلف فقط، أو الناشر أو العنوان -مثلًا- بل يقرأ ويفكر، ونحن بهذا الكلام لا ندعو إلى الإقبال على كتب المبتدعة، أو الناس الذين نعرف أنهم مضلون من خلال كتاباتهم، كلا، لا ندعو الناس لهذا أبدًا، بل إننا ندعوهم إلى الحذر عند قراءة كتب المبتدعة، بل إن كتب المبتدعة أصلًا لا يصلح أن يقرأها أي شخص، الناس في البداية لا بد أن يقرءوا الكتب السليمة، كتب أهل السنة والجماعة، بل إننا ندعو الناس ألا يفتحوا صدورهم لأي فكرة، وخصوصًا إذا كان المؤلف مجهولًا، والقراءة الواعية هي التي تكشف لنا خداع المضللين، الذين يجتزئون أشياء من أحاديث مثلًا، يجتزئون: يأخذ جزءًا.

كأن يقول: حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (لعن الله اليهود والنصارى) ويحذف: (اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) لماذا يحذفها؟ لأن له غرضًا، لأنه يعتقد ببناء المساجد على القبور، فيحذف جزء الحديث ويقول لك: انظر هذا الحديث الذي تستدلون به، ليس فيه دليل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لعن الله اليهود والنصارى) وكذلك بعض المضللين يأخذون من كلام علمائنا الثقات جزءًا ويتركون الأجزاء الباقية، سواء كانت قبله أو بعده، ويقول: انظر فلان العالم يقول: كذا، لكن لأنه أتى بجزء من الكلام غير المقصود، كما فعله الكوثري المتعصب الهالك الذي كان ينقل كلام بعض أئمة الجرح والتعديل في شخص، ويخفي الأقوال الأخرى مثلًا، وكشف زيفه العالم الجليل عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله في كتابه: التنكيل.

 

أسباب النفور من القراءة

وأما بالنسبة للمشكلة الحاصلة اليوم بين أكثر الناس وبين الكتاب وهي: النفور، الذي يصل إلى حد العداوة، بعض الناس لا يريدون أن يقرءوا نهائيًا -المراد الكتب المفيدة كتب العلم الشرعي- وإلا الناس أكثرهم يقرءون الجرائد، يقرءون المجلات التافهة وأخبار الرياضة، يقرءون في الغالب ولا يوجد أحد لا يقرأ نهائيًا، إلا إذا كان أميًا، لكن المشكلة أيها الإخوة! لماذا لا يقبل الناس على الكتاب الإسلامي، لماذا ينفرون من القراءة، لماذا توجد عقدة عند بعض الناس وعداوة بينه وبين الكتاب، كيف ننشئ العلاقة بين المسلم والكتاب؟ كيف نجعل الكتاب صديقًا؟ بحيث يصبح الأمر كما قال القائل: إذا قرأت كتابًا جديدًا للمرة الأولى، شعرت أنني كسبت صديقًا جديدًا، وإذا قرأت ثانية أحسست بأنني أقابل صديقًا قديمًا

 

صعوبات أول الكتاب

في الحقيقة أن هناك أسبابًا للعداوة والنفور بين الناس وبين الكتاب منها مثلًا: الاصطدام بأمور صعبة في بداية القراءة منها مثلًا: عدم معرفة المصطلحات المتكررة أثناء القراءة.
المكث لمدة طويلة في مكان واحد وطول الموضوع. كذلك: أن بعض الناس طبيعتهم حركية ويحبون الذهاب والمجيء لا يحبون الجلوس في مكان واحد لمدة طويلة.

منها مثلًا: طول الكتاب أو طول الموضوع، وهكذا. فإن هذه المشكلات لها علاجات ولا شك، فمنها مثلًا: أن القارئ المسلم ينبغي أن يقرأ في الكتب السهلة في البداية قبل الكتب الصعبة، الخطأ الذي يصد بعض الناس عن القراءة أنه يقرأ كتبًا متقدمة في الفن، أقصد الموضوع العلمي، الفن كلمة شريفة، كلمة جميلة عند المسلمين، ويقولون: فن الفقه، فن التجويد، فن القراءات، فن الأصول، فن النحو، فن الصرف، وهكذا، لكن الآن أهل الجاهلية هم الذين استخدموا هذه الكلمة، استخدامًا معينًا، وجعلوا لها مدلولًا معينًا في نفس المستمع، فهو إذا سمع كلمة الفن، فإنها تعني الموسيقى، الغناء، الرقص، نحت التماثيل، وكما يسمونها الفنون الجميلة، ولا أقبح منها عند الله.

نعود فنقول: إن القراءة في الكتب المتقدمة في الفن قبل الكتب المبسطة أو الأساسية من الأخطاء التي تجعل بعض الناس ينفرون من القراءة، فمثلًا: لماذا يقرأ الشخص المراجع الكبيرة قبل الكتب الصغيرة المبسطة؟ لماذا يبدأ بالأصعب قبل الأسهل؟ بعض الناس عندهم نوع من الغرور، فيقول: أنا مثلها، وأنا على مستوى القراءة ولا يهمني أنه كبير أو صغير، ولكن النتيجة تنعكس على نفسيته، فمثلًا: أليس من الخطأ أن يبدأ إنسان يريد أن يقرأ في الفقه بكتاب المغني قبل كتاب العدة ؟ أليس من المفروض مثلًا: أن الإنسان إذا أراد أن يقرأ بالتفسير.

نأتي بأمثلة توضح الفكرة، وفي نفس الوقت نعطي شيئًا في الموضوع، لو أردت أن تقرأ في التفسير -مثلًا- وأنت لم تقرأ نهائيًا من قبل، أليس من الأفضل أن تأخذ كتابًا مبسطًا في التفسير جدًا مثل: زبدة التفسير من فتح القدير، فتح القدير للشوكاني، بسطه محمد سليمان الأشقر، مثلًا: في كتاب: زبدة التفسير، كلمة ومعناها، مع أشياء أخرى إضافية مفيدة، ثم إذا أردت أن تتوسع تأخذ مثلًا تفسير ابن سعدي رحمه الله، الذي ليس فيه ذكر المرويات بالأسانيد التي تنفر بعض الناس، وهو بأسلوب -أيضًا- مبسط وسهل، ثم إذا أردت أن تنتقل إلى تفسير ابن كثير، تنتقل إلى تفسير ابن كثير ثم إلى غيره مما هو أطول وأصعب.

وكذلك أليس من الحكمة إذا أردت أن تقرأ في السيرة النبوية أن تبدأ بكتاب دروس وعبر -مثلًا- للسباعي رحمه الله، ثم تنتقل للرحيق المختوم للمباركفوري، هذا قبل أن تصل إلى البداية والنهاية لـابن كثير. كذلك إذا أردت أن تقرأ في العقيدة، أليس من المناسب أن تقرأ لمعة الاعتقاد مع شرحه، ثم الواسطية، قبل أن تنتقل إلى الطحاوية فـالسفارينية، أليس من المناسب إذا أردت أن تقرأ في الحديث على سبيل المثال: أن تقرأ الأربعين النووية مع شرح مبسط، قبل أن تنتقل إلى رياض الصالحين ومشكاة المصابيح بعد ذلك، ومن الأمور التي تجعل بعض الناس ينفرون من القراءة في كتب القدامى، من علمائنا الأجلاء، أن هذه الكتب التي يسمونها بالكتب الصفراء، مع أنها الآن والحمد لله بدأت تطبع طبعات بيضاء، وأكثر العلم موجود فيها، ومؤلفات الأولين قليلة ولكنها كثيرة البركة، ومؤلفات المتأخرين كثيرة ولكنها قليلة البركة.

 

البلاغة وظروف العصر

من الأسباب التي تنفر بعض الناس من الكتب القديمة -أقصد التي ألفت قديمًا- التي كتبها علماء المسلمين الأجلاء: أسلوب الكتاب، أسلوب الكتاب الذي قد يكون مكتوبًا بلغة ذلك العصر، ويناسب مستوى القارئ في ذلك العصر، وذلك العصر كان مستوى القراء يختلف في العربية عما عليه قراؤنا الآن وهذا بلا شك، والقراءة في كتب القدامى إذا انتقيت ومشيت بالأسلوب المبسط ستصل إلى مستوى تستطيع به أن تقرأ كتب القدامى، ولو استصعبت عليك بعض الألفاظ، لكن ستخرج بفوائد عظيمة.

 

كتب القدامى

كذلك أن كتب القدامى قد كتبت في عصر كان الإسلام فيه في عزة، وعندما يكتب الكاتب بروح العزة الإسلامية وروح الانتصار يكون أسلوبه وروح كتابته تختلف عما يكتب به أحد الكتاب الآن في الوقت الذي أصبح المسلمون فيه في ذلة وهزيمة، وهذه نقطة مهمة جدًا، قراءة كتب الماضين تأسس في نفوسنا الثقة بهذا الدين لأنهم يكتبون من منطلق القوة، ومن منطلق الاستعلاء، ولذلك نرشد الناس أن يقرءوا الكتب الحديثة التي يكتب فيها الكاتب المسلم من روح الاستعلاء كما هي كتابات سيد قطب رحمه الله مثلًا، هناك كتاب يتأثرون بالانهزامية الموجودة الآن، فتحس وأنت تقرأ بالانهزام، وتحس بأن الكاتب يتراجع عن كثير من الأمور الإسلامية الشرعية، تحت ضغط الحضارة الغربية مثلًا.

ولذلك الحذر الحذر -أيها الإخوة- عندما تقرأ للكتاب المحدثين، وهذا يقودنا إلى مسألة وهي الاهتمام باللغة العربية، وتعميق فهمنا لهذه اللغة، والوقوف أمام من يدعو إلى إشاعة اللهجات العامية كما يريد المستشرقون وأعداء الدين، فخرجوا علينا بلغة شرشر ونحو ذلك من الأمور التافهة، وهنا قاعدة: كلما كان الكتاب ألصق بالقرآن والسنة، أي: فيه استشهادات من القرآن والسنة كثيرة، كلما كان أيسر، وكلما كان المؤلف الذي يكتب قريبًا من القرآن والسنة، كان كتابه أيسر وأبسط وأقرب للفهم، لأن الله قال: "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ" [القمر:17].

وينبغي -أيضًا- بالنسبة للمؤلفات القديمة، أن ننتقي أصحاب الأسلوب الرشيق، والقلم السيال، والعبارة الجميلة، مثل ابن القيم رحمه الله، لأنك إذا قرأت في كتبه، أو بعض كتبه على الأقل، تحس بانجذاب لكتب القدامى، هذا قبل أن تنتقل إلى قراءة كتب من في أسلوبهم شيء من التعقيد أو تداخل العبارات، أو كثرة الاستطرادات، بعض الناس يقولون: نقرأ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لكن لا نفهم، نقول: نعم. يحصل كثيرًا، ابن تيمية رحمه الله كان ذهنه سيالًا، كان يكتب وعندما يكتب تتدفق الأفكار، كالسيل العارم الجارف، فيخرج كل ما عنده ويفرغ في الكتاب.

ولذلك تجد في المسألة الواحدة أقاويل كثيرة جدًا وتعليقات ونقد وعرض بشكل مذهل، لكن قد لا يستطيع القارئ البسيط أن يفهم مثل هذا، لكن في نفس الوقت له رحمه الله كتب بسيطة مثل كتاب: العبودية مثلًا.

 

الكتابة باللغة العربية

ومن أسباب النفرة بين القارئ والكتاب: صعوبة اللغة، أن يكون مكتوبًا بلغة عربية قوية، أو تكون الكلمات غير معتادة الاستعمال في وسط الشخص القارئ، ولذلك من الممكن التغلب على مثل هذا بأن يكون لدى القارئ المسلم -مثلًا- قاموسًا مختصرًا جدًا مثل: مختار الصحاح، وهو كتاب يمكن أن يوضع في الجيب، فتجده كل كلمة ومعناها، أو القاموس المحيط، وإذا مرت عليه كلمات في الأحاديث غريبة فعنده كتاب: النهاية في غريب الأثر والحديث يستطيع به أن يفك رمز هذه الكلمة التي لا يعرف معناها.

فإذًا هناك كتب بسيطة يمكن أن يحتفظ بها القارئ، بجانبه تساعده أثناء القراءة، وهو سيلاقي صعوبة في البداية، لكن بعد فترة سيتعود، والكلمة الصعبة الآن إذا عرفت معناها في المستقبل لن تحتاج أن تنظر في معناها مرة أخرى أليس كذلك؟ وستتقوى الملكة اللغوية تدريجيًا مع كثرة القراءة، ونعود فنقول: إن تعلم قواعد اللغة العربية، شيء ضروري، فمعرفة الفاعل من المفعول، يؤثر كثيرًا عند القراءة، ومعرفة المضاف من المضاف إليه يؤثر كذلك، المبتدأ والخبر، الشرط، فعل الشرط وجواب الشرط، تقديم ما من شأنه التأخير، ماذا يعني في لغة العرب، وهكذا.

وإذا لم يفهم القارئ شيئًا في البداية، فليس من الضروري أنه يقف حتى يفهم، بل يتجاوز الآن ويكمل حتى يسهل عليه الأمر في المستقبل.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#كيف-تقرأ
اقرأ أيضا
الليبرالية السعودية والتأسيس المأزوم ج3 | مرابط
أبحاث الليبرالية

الليبرالية السعودية والتأسيس المأزوم ج3


المراقب الواعي إذا تجول في مخرجات التيار الليبرالي ووقف على أبرز محطاته وسلط الأضواء على مرتكزاته المعرفية تصيبه الدهشة بسبب ما يراه من الفقر الشديد في مؤهلات النمو الصحي وبسبب ما يلحظه من الهشاشة الكبيرة في مرتكزات شرعية وجوده في الساحة الفكرية وسيكتشف أن الليبرالية السعودية تعاني من أزمة فكرية ومنهجية عميقة أزمة في المصطلح وأزمة في الخلفيات الفلسفية وأزمة في السلوكيات اليومية وأزمة في الالتزام بالقيم وأزمة في الاتساق مع المبادئ وأزمة في الاطراد وأزمة في التوافق بين أسس الليبرالية وبين قطع...

بقلم: سلطان العميري
1433
المرأة المسلمة ج2 | مرابط
تفريغات المرأة

المرأة المسلمة ج2


كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على رغم صغر سنها يوم دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم وهى بنت تسع سنين كما في الصحيح وتوفى عنها وعمرها 18 سنة ومع ذلك فقد كانت أنموذجا للحفظ والضبط والعلم حتى إنها حفظت للأمة خيرا كثيرا وقال أبو موسى -رضي الله عنه وأرضاه-: ما سألنا عائشة رضي الله عنها عن شيء إلا وجدنا عندها منه علما فهي معلمة الرجال

بقلم: سلمان العودة
525
أهمية اللغة العربية وبعض خصائصها | مرابط
لسانيات

أهمية اللغة العربية وبعض خصائصها


واللغة العربية هي مستودع ذخائر الأمة ومخزونها الثقافي لأن التراث الهائل العربي والإسلامي كله مقيد ومدون بالعربية ولا تخفي قيمة التراث عند الأمم فهو حلقة الوصل بين الأمة وعلمائها وهو الذي يحدد شخصيتها ويرسم ملامحها

بقلم: جامعة أم القرى
434
كلام محرج للاختلاطيين | مرابط
مقالات المرأة

كلام محرج للاختلاطيين


هل مجرد وجود الرجال والنساء في مكان واحد بغير تقارب لا يدخل في الاختلاط المحرم؟ هل المقصود بالاختلاط المحرم في كلام العلماء هو الامتزاج والتلاصق وتقارب الرجال بالنساء وذلك مثل ما يوجد في عامة الأفراح أو ما يوجد في الجامعات المختلطة من التقارب والتلاصق أو ما يوجد في الموالد؟ هل مجرد وجود النساء والرجال تحت سقف واحد بغير تقارب بأن يكون هؤلاء في جانب وهؤلاء في جانب ليس هو الاختلاط المنهي عنه في كلام العلماء أصلا؟ يجيبكم الشيخ قاسم اكحيلات.

بقلم: قاسم اكحيلات
463
مسالك الهوى الخفي | مرابط
مقالات

مسالك الهوى الخفي


افرض أنك قرأت آية فلاح لك منها موافقة قول لإمامك وقرأت أخرى فلاح لك منها مخالفة قول آخر له. أيكون نظرك إليهما سواء لا تبالي أن يتبين منهما بعد التدبر صحة ما لاح لك أو عدم صحته؟. افرض أنك وقفت على حديثين لا تعرف صحتهما ولا ضعفهما أحدهما يوافق قولا لإمامك والآخر يخالفه. أيكون نظرك فيهما سواء لا تبالي أن يصح سند كل منهما أو يضعف؟.

بقلم: عبد الرحمن المعلمي اليماني
250
إضاءة في سبيل العلم وطلبه | مرابط
مقالات

إضاءة في سبيل العلم وطلبه


هل جربت يا طالب العلم قبل كل كتاب تقرؤه أو درس تحضره أو مادة تسمعها أن تتضرع إلى الله وتسأله أن يبارك لك في هذه القراءة وهذا الدرس وأن يفتح على قلبك وأن ييسر لك سبيل العلم النافع وأن لا يكلك إلى نفسك وأن يجعل ذلك كله سبيلا إلى رضوانه.

بقلم: د. طلال الحسان
906