والحداثة الداروينية لها أثرها علي نسيج المجتمع، وعلي منظوماته الحاكمة.. ولنذكر بعض الظواهر الاجتماعية السلبية المختلفة:
تآكل الأسرة، تراجع التواصل بين الناس، الأمراض النفسية، تزايد الإحساس بالاغتراب والوحدة والغربة، ظهور الإنسان ذي البعد الواحد، هيمنة النماذج الكمية والبيروقراطية علي الإنسان، تزايد العنف والجريمة (يعد قطاع السجون هو أسرع القطاعات توسعا في الاقتصاد الأمريكي)، الإباحية (التكاليف المادية لإنتاجها والتكاليف المعنوية لاستهلاكها)، السلع التافهة (التي لاتضيف إلي معرفة الإنسان ولاتعمق من إحساسه، والتي تستغرق وقتا إجتماعيا في إنتاجها واستهلاكها)، تضخم الدولة وهيمنتها من خلال أجهزتها الأمنية والتربوية علي الأفراد، تضخم قطاع اللذة والميديا وغزوها حياة الإنسان الخاصة ودورها الضخم في صياغة صورة الإنسان وطموحاته وأحلامه، برغم أن القائمين علي هذا القطاع لم يتم انتخابهم ولاتتم مساءلتهم، تزايد الإنفاق علي التسلح وأدوات الدمار الشامل (يقال إنه لأول مرة في التاريخ البشري ينفق الإنسان علي السلاح أكثر مما ينفق علي الطعام والملبس)، ظهور إمكانية تدمير الكرة الأرضية إما فجأة (من خلال الأسلحة النووية) أو بالتدريج (من خلال التلوث), وكل مايسببه هذا من قلق للإنسان الحديث، وعند هذه النقطة تلتقي الآثار المادية بالآثار المعنوية بحيث لايمكن التفريق بين الواحد والآخر.
المصدر:
مقالة الحداثة ورائحة البارود