ولما تداول بعض أهل العلم الحديث عن أقرب طرق الإيمان وأجل أعمال القلوب التي تقود إلى الله ذكر ابن القيم أن طريقة شيخه في حياته هي هذا الطريق ذاته! كما يقول ابن القيم: (ورأيت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- في المنام، وكأني ذكرت له شيئا من أعمال القلب، وأخذت في تعظيمه ومنفعته، لا أذكره الآن، فقال: "أما أنا فطريقتي الفرح بالله، والسرور به" أو نحو هذا من العبارة، وهكذا كانت حاله في الحياة، يبدو ذلك على ظاهره، وينادي به عليه حاله)[مدارج السالكين: 2/174].
وبكل صراحة .. فإنني حين قرأت هذا الكلام لابن القيم تحلقت حولي الدهشة حتى ألجمتني فما أطقت الحديث، فلست أدري أأتعجب من الأحوال الإيمانية لابن تيمية تغمده الله برضوانه؟! أم أتعجب من رؤيا ابن القيم التي تغوص في أدق مسائل أعمال القلوب؟! إنه ليس الفرق في الفراش والوسادة .. ولكنه الفرق في القلوب التي تنام على هذه الهموم المرفرفة في ملكوت الإيمان.
والفرح بالله، وبأعمال الإيمان التي تقرب إلى الله؛ جاءت الإشارة إليه في آيات متعددة بلفظ الفرح، وبلفظ الاستبشار، وغيره، ولذلك قال ابن القيم (فالفرح بالله، وبرسوله، وبالإيمان، وبالسنة، وبالعلم، وبالقرآن؛ من أعلى مقامات العارفين)[مدارج السالكين:3/150]
المصدر:
إبراهيم السكران، مقال خسائر الأوهام