المرأة بين الماضي والحاضر

المرأة بين الماضي والحاضر | مرابط

الكاتب: مصطفى لطفى المنفلوطي

544 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

عاشت المرأة حقبة من دهرها هادئة مطمئنة في بيتها، راضية عن نفسها، وعن عيشها، ترى السعادة كلَّ السعادة في واجب تؤديه لنفسها، أو وقفة تقفها بين يدي ربها، أو عطفة تعطفها على ولدها، أو جلسة تجلسها إلى جارتها، وترى الشرف كلَّ الشرف في خضوعها لأبيها، وائتمارها بأمر زوجها، ونزولها عند رضاهما، وكانت تفهم معنى الحبِّ، وتجهل معنى الغرام، فتحبُّ زوجها كما تحبُّ ولدها؛ لأنَّه ولدها، فإن رأى النساء أنَّ الحبَّ أساس الزواج رأت أنَّ الزواج أساس الحبِّ..

فقلتم لها: إنَّ هؤلاء الذين يستبدون بأمرك من أهلك ليسوا بأكبر منك عقلًا، ولا أفضل رأيًا، فلا حقَّ لهم في السلطان الذي يزعمونه لأنفسهم عليك. فازدرت أباها، وتمرَّدت على زوجها، وأصبح البيت الذي كان بالأمس عرسًا من الأعراس الضاحكة، مناحة لا تهدأ نارها.

وقلتم لها: إنَّ الحبَّ أساس الزواج. فما زالت تقلِّب عينيها في وجوه الرجال، صاعدة متحدرة، حتى شغلها الحبُّ عن الزواج.
وقلتم لها: إنَّ سعادة المرأة في حياتها أن يكون زوجها عشيقها. وما كانت تعرف إلَّا أنَّ الزوج غير العشيق، فأصبحت تطلب في كلِّ يوم زوجًا جديدًا، يُحيي من لوعة الحبِّ ما أمات القديم، فلا قديمًا استبقت، ولا جديدًا أفادت.

يا قوم إنَّا نضرع إليكم أن تتركوا البقية الباقية في نساء الأمة آمنات مطمئنات في بيوتهن، ولا تزعجوهن بأحلامكم وآمالكم، كما أزعجتم من قبلهن، فكلُّ جرح من جروح الأمة له دواء، إلا جرح الشرف فلا دواء له.

 


 

المصدر:

الحديقة لمحب الدين الخطيب

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#المرأة-المسلمة
اقرأ أيضا
فلسفة الزواج | مرابط
المرأة

فلسفة الزواج


إن العلاقة الوثيقة والحب العميق بين الرجل والمرأة ليسا ناشئين عما تتطلبه الحياة الدنيا من الحاجات فحسب فالمرأة ليست صاحبة زوجها في حياة دنيوية وحدها بل هي رفيقته أيضا في حياة أبدية خالدة. فما دامت هي صاحبته في حياة باقية فلا ينبغي لها أن تلفت نظر غير رفيقها الأبدي وصديقها الخالد إلى مفاتنها ولا تزعجه ولا تحمله على الغضب والغيرة.

بقلم: بديع الزمان النورسي
201
مغالطة يوثيفرو ضد دلالة الأخلاق والقيم على ضرورة وجود الله | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين فكر مقالات

مغالطة يوثيفرو ضد دلالة الأخلاق والقيم على ضرورة وجود الله


من أشهر الاعتراضات التي يوردها الملاحدة على دليل القيم والمبادئ ما يسمى معضلة يوثيفرو euthyphro وهو رجل من اليونان نسبت إليه المعضلة وقد كانت نتيجة حوار بينه وبين سقراط وكان يرى أن مصدر الأخلاق يرجع إلى الإله فقال له سقراط: هل الأخلاق حسنة لأن الله يريدها أم أن الله أرادها لأنها حسنة

بقلم: سلطان العميري
1098
عولمة المدن الخليجية المعاصرة | مرابط
فكر مقالات

عولمة المدن الخليجية المعاصرة


اجتاحت موجة العولمة كل مدن الخليج تقريبا خصوصا مع بداية تدفق النفط الخليجي وزيادة عمليات التنمية والتطوير ولكن الحقيقة أن هذه الموجة وهذا المسار الذي تتسابق فيه مدن الخليج أدى في النهاية إلى استنساخ مدن أوروبية وغربية فما الداعي أن تكون مكة في طرازها المعماري نسخة من لاس فيجاس أو شيكاغو وما الداعي لهذه الحركة التي قتلت وسحقت الروحانيات والتراث الخليجي والعربي القديم

بقلم: د علي عبد الرءوف
2066
نشوء دولة التتار ج1 | مرابط
تفريغات

نشوء دولة التتار ج1


في هذه المحاضرة ألخص ما حدث في هذه الفترة من أحداث وأسأل الله عز وجل أن يمكننا من استعراض كل الأمور بإيجاز نتحدث اليوم عن ظهور قوة جديدة على سطح الأرض في القرن السابع الهجري هذه القوة أدت إلى تغييرات هائلة في العالم بصفة عامة وفي العالم الإسلامي بصفة خاصة قوة بشعة أكلت الأخضر واليابس ولم يكن لها هدف في حياتها إلا التدمير والإبادة

بقلم: د راغب السرجاني
641
فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم | مرابط
اقتباسات وقطوف

فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم


مقتطف ماتع من كتاب شفاء العليل لابن قيم الجوزية يعلق فيه على قول الله تعالى فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ويبين لنا كيف أن من عقاب السيئة السيئة بعدها ومن ثواب الحسنة الحسنة بعدها ويضرب مثلا بقصة إبليس وإعراضه عن أمر ربه وكيف كانت عقوبته

بقلم: ابن القيم
1189
استحضار عظمة القرآن الكريم | مرابط
تعزيز اليقين تفريغات

استحضار عظمة القرآن الكريم


لك أن تتصور أن الذي خلقك وصورك وأنطقك وجعلك قابلا للتفكير والتأمل وجعل لديك هذه القدرة العقلية والقدرة على المقارنة والتحليل والنظر إلخ الذي أودع فيك هذه البصمة التي تختلف عن بصمة أخيك وأمك وأبيك وابنك وزوجتك إلخ والذي جعل فيك هذا المستودع من الخلايا والجينات والأعصاب واللحم والعظام والمفاصل إلخ هذا الذي أبدع هذا النظام كله والنظام الكوني: هو الذي أنزل هذا القرآن الكريم

بقلم: أحمد يوسف السيد
451