إن المرأة بهذا الهوس اللا متعقل في مطاردة الجمال الذي يوهمها به الإعلام كل ما تقوم به هو تأخير موعد الخيبة التي تنتظرها، تلك المرحلة اليائسة التي ستخامرها حين يسرق الزمن من عمرها السنوات، ليقول جسدها الحقيقي كلمته، ولينطق وجهها الحقيقي صدقه. وإثبات مقدرتها الثقافية وبراعتها الاقتصادية وإمكاناتها السياسية، المرأة اليوم تبحث عن جسدها وسط أجساد الممثلات وعن أنفها وسط أنوف الشقراوات وعن خصرها وسط خصور المغنيات. ووفقا لناعومي وولف، صاحبة كتاب خرافة الجمال، فإن: هذه الضغوطات الإعلامية والمرئية للبحث عن الجمال يجعلها تخفق اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، بل ويوصلها لكره الذات الناتج عن الفشل المحتوم للوصول للصورة المثالية، لماذا؟ ﻷنها تطارد معايير شبحية لا وجود لها إلا في تصورات الشعراء وإبداعات منتجي الأفلام ومحترفي تعديل الصور.
المصدر:
مجلة أوج، العدد الأول 2016