المسلمة والفكر المادي للرزق

المسلمة والفكر المادي للرزق | مرابط

الكاتب: قاسم اكحيلات

397 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

العلمانية نخرت فكر كثير من المسلمات، فجعلت المسلمة تفكر تفكيرا ماديا لدرجة صارت المسلمة تخاف من الرزق! فصارت تتساءل ماذا لو مات والدي؟ ماذا لو طلقت أو ترملت؟! متناسية بوجود رب اسمه الرزاق الكريم الرحيم.. المسلمة لا تفكر كما تكفر مريم، ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا ‌شَرْقِيًّا ﴾ [مريم: 16]. لم تقل كيف سأرزق وأنا بعيدة عن مصادر الرزق؟. فكان رزقها ﴿ وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (٢٥) ﴾ [مريم: 25]. مريم لا تقدر على تحريك نخلة، ولكن لما توكلت على ربها رزقها. 

المسلمة لم تقرأ قول ربنا ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران: 37]. امرأة عمران لم تكن تعمل وكان رزقها يأتيها رغدا من عند ربها، ﴿هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران: 37]. ليس الأمر خاصا بها بل بكل متوكل على ربه.

وهل كل الحاصلات على الشواهد يجدن عملا؟. ماذا لو ضيعت عمرك في الاختلاط وأخذت شهادة ولم تجدي عملا؟ ماذا لو طلق زوجك وقد بلغت سنا لم تعودي صالحة للعمل ولن تقبل بك أي مؤسسة؟. ماذا لو حصلت على شهادة ومرضت مرضا لا يمكنك من العمل.. وهكذا نستمر على الافتراضات التي ينقصها الإيمان.

رزقك لا يتعلق بشهادة، بل بيقين، «عن بن عمر قال: جاء سائل إلى النبي ﷺ ، فإذا ‌تمرة ‌عائرة، فأعطاه إياها، وقال النبي ﷺ: خذها. لو لم تأتها لأتتك». [الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (8/ 33)]. هذا خطاب لكل مؤمنة، رزقك لا يتعلق بزوج هو مجرد سبب، ﴿وَإِنْ ‌يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 130].  رزقك لا يتعلق بأب أو زوج ﴿وَإِنْ ‌يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 130].

ومن ظن أن ‍‍الرزق يأتي بحيلة... فقد كذبته نفسه وهو آثم.
يفوت الغنى من لا ينام عن السرى... وآخر يأتي رزقه وهو نائم.
فما الفقر في ضعف احتيال ولا الغنى... بكد وللأرزاق في الناس قاسم.
سأصبر إن دهر أناخ بكلكل... وأرضى بحكم الله ما الله حاكم.
لقد عشت في ضيق من الدهر مدة... وفي سعة والعرض مني سالم.

قال النبي ﷺ: «لا يحملنكم ‌استبطاء ‌الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته». [شعب الإيمان (13/ 19 ط الرشد)].

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الفكر-المادي
اقرأ أيضا
من أسباب ضياع الوقت | مرابط
تفريغات اقتباسات وقطوف

من أسباب ضياع الوقت


الوقت المستغل هو الوقت الذي نقضيه في الوفاء بالتزاماتنا الوظيفية والإنتاجية وكذلك الوقت الذي نقضيه فيما يعد مهما للبقاء على قيد الحياة مثل: النوم والأكل والرياضة والعناية بالصحة أما وقت الفراغ فهو الوقت الذي يمضي دون أن نقوم بأي عمل مفيد أو مهم إنه وقت يمضي دون أن نعرف ماذا نصنع به هناك نوع من أوقات الفراغ يضيع أثناء تأديتنا لأعمالنا وذلك حين لا نؤدي أعمالنا بطريقة صحيحة وجادة كما هو شأن كثير من الموظفين

بقلم: د عبد الكريم بكار
729
من حياة عمر بن عبد العزيز ج3 | مرابط
تفريغات

من حياة عمر بن عبد العزيز ج3


وتأتي وفاة عمر الذي كان أعظم ما قاده إلى الله ذكر الموت اشتد عليه المرض وأدخل عليه الأطباء ووضعوا له العلاج المناسب والشفاء بيد رب العالمين فقال: والله لو كان دوائي في أن أرفع يدي اليمني إلى أذني ما فعلت والله ما أنا بحريص على الدنيا فقد مللتها ولكني أسأل الله أن يسلم

بقلم: خالد الراشد
711
الانتفاع بالقرآن الكريم | مرابط
اقتباسات وقطوف

الانتفاع بالقرآن الكريم


كثيرا ما يحدث أن يقرأ المسلم القرآن الكريم ويشعر أنه لا ينتفع به وهذا لوجود عدد من الحوائل التي تمنع ذلك وبين يديكم نصيحة غالية من الإمام ابن القيم منتقاة من كتاب الفوائد يضع أمامنا طريقا لاحبا للانتفاع بالقرآن الكريم فإذا أردت أن تنتفع بالقرآن اقرأ هذه النصيحة النفيسة وتمسك بها

بقلم: ابن القيم
919
عن النسوية الإسلامية | مرابط
اقتباسات وقطوف النسوية

عن النسوية الإسلامية


إن هذه القراءة النسوية للإسلام هي بعينها القراءة النسوية الغربية للنصرانية واليهودية فالقراءة هنا تتم بعيون غربية للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وذلك من خلال الدعوة إلى مناهضة ما يسمى بالتفسير الأبوي الذكوري للإسلام والعمل على تأسيس ما يعرف بالتفسير النسوي الذي يركز على النوع والجنوسة

بقلم: سامية العنزي
526
المرأة بين الماضي والحاضر | مرابط
اقتباسات وقطوف المرأة

المرأة بين الماضي والحاضر


عاشت المرأة حقبة من دهرها هادئة مطمئنة في بيتها راضية عن نفسها وعن عيشها ترى السعادة كل السعادة في واجب تؤديه لنفسها أو وقفة تقفها بين يدي ربها أو عطفة تعطفها على ولدها أو جلسة تجلسها إلى جارتها وترى الشرف كل الشرف في خضوعها لأبيها وائتمارها بأمر زوجها ونزولها عند رضاهما وكانت تفهم معنى الحب وتجهل معنى الغرام فتحب زوجها كما تحب ولدها لأنه ولدها فإن رأى النساء أن الحب أساس الزواج رأت أن الزواج أساس الحب

بقلم: مصطفى لطفى المنفلوطي
729
فصل ما بيننا وبين المبتدعة | مرابط
اقتباسات وقطوف

فصل ما بيننا وبين المبتدعة


واعلم أن فصل ما بيننا وبين المبتدعة هو مسألة العقل فإنهم أسسوا دينهم على المعقول وجعلوا الاتباع والمأثور تبعا للمعقول وأما أهل السنة قالوا: الأصل في الدين الاتباع والمعقول تبع ولو كان أساس الدين على المعقول لاستغنى الخلق عن الوحي

بقلم: أبو القاسم الأصبهاني
2603