من أسباب ضياع الوقت

من أسباب ضياع الوقت | مرابط

الكاتب: د عبد الكريم بكار

656 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

لماذا يضيع الوقت؟

الوقت المستغل هو الوقت الذي نقضيه في الوفاء بالتزاماتنا الوظيفية والإنتاجية، وكذلك الوقت الذي نقضيه فيما يعد مهمًا للبقاء على قيد الحياة، مثل: النوم، والأكل، والرياضة، والعناية بالصحة. أما وقت الفراغ فهو الوقت الذي يمضي دون أن نقوم بأي عملٍ مفيدٍ أو مهم، إنه وقتٌ يمضي دون أن نعرف ماذا نصنع به. هناك نوعٌ من أوقات الفراغ، يضيع أثناء تأديتنا لأعمالنا، وذلك حين لا نؤدي أعمالنا بطريقةٍ صحيحةٍ وجادة، كما هو شأن كثير من الموظفين.

إذا تساءلنا: لماذا يضيع الوقت؛ أمكننا أن نعثر على عددٍ من الأسباب، أذكر منها الآتي:

1- الكسل: فحينما ينام الإنسان أكثر من ثمان ساعاتٍ في اليوم، أو يتقلب على فراشه تاركًا خلف ظهره المهام التي عليه أن ينجزها، فإن داءه آنذاك هو الكسل، وهبوط الهمة.

الشعوب المتقدمة تقضي الكثير من أوقات الفراغ في الرياضة، وممارسة الهوايات، وتعلم مهاراتٍ جديدة، أما الشعوب النامية فإن الكثير من أبنائها يقضون الكثير من فراغهم في الجلوس على أبواب بيوتهم، أو في الاستلقاء على فرشهم، أو أمام التلفاز، أو السهر إلى ساعات الفجر الأولى.

2- عدم وجود هدف: سببٌ من أسباب ضياع الوقت، فالحاضر سيتفلت من بين أيدينا ما لم نضبطه من خلال الطموحات، والآمال المستقبلية، والأهداف المنتظرة. المهم دائمًا: أن نحدد وقتًا لإنجاز ما نريد إنجازه، وإلا فمن الممكن أن يضيع الكثير من الأوقات، حين نقوم بنقل التنفيذ من يومٍ إلى يوم، ومن شهر إلى شهر.

إذا كانت أهدافنا متواضعة، لا تشغل سوى جزءٍ من أوقات الفراغ، فإن الوقت سيضيع هدرًا، وهذا ما نجده لدى كثيرين، حيث إن البيئة المتخلفة، والأسر المحطمة، تحملان المرء حملًا على جعل أهدافه صغيرة، وطموحاته محدودة.

ليست مهمة الهدف قاصرةً على شغل الوقت، وإنما المساعدة على القيام بالأعمال المهمة أيضًا، فالهدف الواضح، ذو التوقيت المحدد، يخلصنا من مشكلة الانشغال بالأنشطة الغير مهمة عن الاشتغال بالأنشطة المهمة، حتى إذا أصاب أحدنا الكلل؛ لم يجد العزيمة لإنجاز ما هو أحوج إلى إنجازه.

3- سوء التنظيم: حيث إن الأعمال التافهة التي يمكن أن تبدد الوقت أكثر من أن تحصى، لو أننا نظرنا في أنشطتنا اليومية، لوجدنا أن جزءًا كبيرًا منها كان يمكن تفويضه إلى شخصٍ آخر، موظف، أو ابن، أو زوجة، وقسمٌ آخر يمكن حذفه، والاستغناء عنه، أو دمجه في نشاطٍ آخر.

يذهب كثيرٌ من الوقت في السفر والتنقل، مع أنه يمكن توفيره عن طريق الاتصال بالهاتف، أو إرسال رسالة، أو التسوق بالجملة بدل المفرق .... إلخ.

4- تطفل الآخرين وفوضاهم: إن مشكلة الواحد منا ليست دائمًا ذاتية، وإنما قد يكون مصدرها الآخرين، فمن المألوف في كثيرٍ من البلدان، ولا سيما القرى والأرياف، أن يزور الناس بعضهم بعضًا من غير موعدٍ سابق، كما أن من المألوف أن يكلمك شخصٌ بالهاتف، فيطيل الكلام من غير حاجةٍ أو فائدة، كما أن بعض الأشخاص يظهرون من السماحة، والكرم الذاتي، ما يشجع الآخرين على طرح مشكلاتهم عليهم، وطلب المساعدة منهم، مما يبدد الوقت في كثيرٍ من الأحيان دون أي مردود مكافئ، وهكذا البيئات التي لم تترسخ فيها المفاهيم الحضارية لا تساعد من يعيش فيها على تنظيم وقته، واستغلاله الاستغلال الأمثل.

 


 

المصدر:

محاضرة العيش في الزمن الصعب للدكتور عبد الكريم بكار

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#ضياع-الوقت
اقرأ أيضا
شبهة حول ميراث المرأة | مرابط
أباطيل وشبهات اقتباسات وقطوف المرأة

شبهة حول ميراث المرأة


أن الميراث له حالات متعددة منها ما تعطى فيه المرأة أكثر من نصيب الرجل ومنها ما تعطى فيه مساوية للرجل ومنها ما ترث فيه الأنثى ولا يرث الرجل ومنها ما يكون نصيبها فيه أقل من نصيب الرجل ولكنهم يجهلون أو يتجاهلون

بقلم: أحمد يوسف السيد
452
إسلام الوجه لله والإحسان هما أصلا الشريعة | مرابط
مقالات

إسلام الوجه لله والإحسان هما أصلا الشريعة


وهذان الوصفان - وهما إسلام الوجه لله والإحسان - هما الأصلان المتقدمان وهما: كون العمل خالصا لله صوابا موافقا للسنة والشريعة وذلك أن إسلام الوجه لله هو متضمن للقصد والنية لله كما قال بعضهم: أستغفر الله ذنبا لست محصيه رب العباد إليه الوجه والعمل

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
639
مبدأ النبوة وادعاء النبوة | مرابط
تعزيز اليقين فكر مقالات

مبدأ النبوة وادعاء النبوة


إن حياة الأنبياء وتاريخهم يمنعاننا من أن نعدهم مؤمنين مندفعين دون تعقل وبكل بساطة إلى الخوارق والمعجزات أو أن نحكم بأنهم معتوهون بأصل خلقتهم اختلت عقولهم وبصائرهم بنقائص مزمنة فهم يمثلون -على العكس- الإنسان في أسمى حالات كماله البدني والخلقي والعقلي

بقلم: مالك بن نبي
591
معركة النسيان والتذكر | مرابط
مقالات

معركة النسيان والتذكر


وداء النسيان هذا هو الذي قد يجعل الإنسان إذا نزل به البلاء انهمك في أسباب الدنيا وغفل عن الفرار إلى الله سبحانه وشكاية البث والحزن إليه! ومن ذلك أننا نؤمن بالجنة والنار لكن من آمن بذلك حق الإيمان كأنه رأي عين لم يعص الله سبحانه لكننا نعصي وذلك لأننا ننسى كما اشتكى حنظلة للنبي صلى الله عليه وسلم: عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات ونسينا كثيرا

بقلم: كريم حلمي
305
التزمت ولم أجد الراحة | مرابط
اقتباسات وقطوف

التزمت ولم أجد الراحة


التزمت ولم أجد الراحة التي كنت أطلبها تلك العبارة نسمعها كثيرا على ألسنة الملتزمين الجدد ويبدو أنها تنطوي على إشكالية واضحة كما أنها تثبط من يسمعها من غير الملتزمين وتزهده في طريق الالتزام وهذا المقتطف للدكتور إياد قنيبي يجيب فيه عن هذه الإشكالية

بقلم: إياد قنيبي
1139
القلب لا يعيش إلا في العواصف والمحن | مرابط
اقتباسات وقطوف

القلب لا يعيش إلا في العواصف والمحن


وهذا القلب إنما يستمد مادة حياته من المحن ومن العوارض ومن المتاعب فالجوارح تستمد حياتها من الراحة أما القلب فهو يستمد حياته من المحن ففيها سلامة القلب فالقلب لا يعيش إلا في العواصف والمحن ولذلك اختار الله عز وجل البلاء فجعله من نصيب أوليائه

بقلم: أبو إسحق الحويني
448