لعله قد يكون من المفيد ألا نتحدث عن حق المرأة في العمل، أي العمل المنتج ماديًا الذي يؤدي إلى منتج مادي (سلع - خدمات). ونعيد صياغة رؤية الناس بحيث يعاد تعريف العمل فيصبح "العمل الإنساني"، أي العمل المنتج إنسانيًا، وبذلك نؤكد أسبقية العمل الإنساني على المادي والطبيعي. وهنا تصبح الأمومة أهم الأعمال المنتجة، وماذا يمكن أن يكون أكثر أهمية من تحويل الطفل الطبيعي إلى إنسان اجتماعي؟ ومن ثم يقل إحساس المرأة العاملة في المنزل بالغربة وعدم الجدوى، ويزداد احترام الرجل لها، ويكف الجميع عن القول بأن المرأة العاملة في المنزل لا تعمل، وكأن عمل سكرتيرة في إحدى شركات التصدير والاستيراد أو إحدى شركات السياحة أكثر أهمية وجدوى من تنشئة الأطفال!
ولعلنا قد نكتشف طرقا جديدة لإعادة إنتاج الأسرة الممتدة بما توفره للإنسان من طمأنينة داخل المدينة الحديثة ذات الطرق القاسية والإيقاع المرعب، كأن نطور طرزًا معمارية تُفعّل الجيرة كمؤسسة وسيطة تشبه في وظيفتها الأسرة الممتدة.
المصدر:
د. عبد الوهاب المسيري، قضية المرأة بين التحرير والتمركز حول الأنثى