ملخص: مقتطف لابن قيم الجوزية، رحمه الله، من كتاب مفتاح دار السعادة، يعلق فيه على قول الله تبارك وتعالى "لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا"، ولماذا عبر سبحانه بالآلهة وليس الأرباب، وكيف أن هذا الفساد يعود إلى عبادة غير الله تعالى أي أنه في معنى الألوهية
يقول ابن القيم:
أي: لو كان في السماوات والأرض آلهة تُعبد غير الله لفسدتا وبطلتا، ولم يقل: أرباب، بل قال: آلهة، والإله: المعبود المألوه، وهذا يدل على أنه من الممتنع المستحيل عقلًا أن يشرع الله عبادة غيره أبدًا، وأنه لو كان معه معبود سواه لفسدت السماوات والأرض، فقُبح عبادة غيره قد استقرت في الفطر والعقول، وإن لم يرد النهي عنه في الشرع، بل العقل يدل على أنه أقبح القبيح على الإطلاق، وأنه من المحال أن يشرعه الله قط، فصلاح العالم في أن يكون الله وحده هو المعبود، وفساده وهلاكه في أن يُعبد معه غيره، ومحال أن يشرع لعباده ما فيه فساد العالم وهلاكه، بل هو المنزّه عن ذلك
المصدر:
- ابن القيم، مفتاح دار السعادة، 11/2