يقول الإمام الذهبي في معجم شيوخه عن ابن تيمية:
هو شيخنا وشيخ الإسلام، وفريد العصر علما ومعرفة وشجاعة وذكاء وتنويرًا إلاهيًا، وكرمًا ونصحًا للأمة، وأمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر.
سمع الحديث وأكثر بنفسه من طلبه وكتابته وخرج ونظر في الرجال والطبقات وحصَّل ما لم يُحصِّله غيره.
وبرع في تفسير القرآن وغاص في دقائق معانيه بطبع سيال وخاطر وقاد إلى مواضع الإشكال، واستنبط شيئًا لم يسبق إليه.
وبرع في الحديث وحفظه فقلَّ من يحفظ ما يحفظ من الحديث، مع شدة استحضاره له وقت الدليل.
وفاق الناس في معرفة الفقه واختلاف المذاهب وفتاوى الصحابة والتابعين.
واتقن العربية أصولًا وفروعًا.
ونظر في العقليات، وعرف أقوال المتكلمين ورد عليهم ونبه على خطئهم وحذر منه، ونصر السنة بأوضح حجج وأبهر براهين.
وأوذي في الله تعالى من المخالفين، وأخيف في نصره السنة المحفوظة، حتى أعلى الله مناره وجمع قلوب أهل التقوى على محبته والدعاء له، وكبت أعداءه، وهدى به رجالا كثيرًا من أهل الملل والنحل، وجبل قلوب الملوك والأمراء على الانقياد له غالبًا.
وأحيى به الشام بل الإسلام بعد أن كان ينثلم خصوصًا في كائنة التتار.
وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلي
فلو حلفتُ بين الركن والمقام أني ما رأيت بعيني مثله وأنه ما رأى هو مثل نفسه لما حنثت