لا شك أن من أصعب التحديات التي تواجه الشباب الراغب في الزواج: مشكلة التكاليف المالية المتمثلة في المهور ومكان الاحتفال، والوليمة، والمتطلبات والمستلزمات الأخرى المتعلقة بالزوجة وليلة الزواج، وهذا بالإضافة إلى تكاليف السكن والتأثيث وتوابع ذلك.في حين أن الأمر في السابق لم يكن بهذه الصورة المعقدة؛ سواء من الناحية المالية أو الاجتماعية، مما كان أثره عدم وجود مشكلة اجتماعية ضخمة اسمها: الزواج والعنوسة والطلاق.
ولأن هذه المشكلة تنبع من ثقافة مجتمعية واسعة نتيجة مؤثرات ثقافية وانعكاسات لتعقد الحياة بشكل عام؛ فإن الشباب لن يستطيعوا تجاوز الأزمة أو الخروج منها بشكل فردي، بل يجب أن يتم ذلك عبر تغيير المفاهيم وقلب الموازين؛ من خلال بث ثقافة مضادة لهذه العادات من قبل الشباب الواعي من الجنسين، ولا بد من تقديم نماذج عملية موثقة يحتسب في إظهارها بالفيديو لأجل تصحيح الخطأ وتقويم السلوك، وخاصة لو كانت الزوجة هي التي تسعى في ذلك، فأنا أعرف أن كثيرًا من الشباب لا يهمهم أن يكون الزواج ضخمًا أو مشهودًا من القاصي والداني، ولكن كثيرًا من البنات وأمهاتهن يتعنتن في الشروط والمعايير، والأمل في بنات الجيل الصاعد -الواعيات منهن- بكسر هذه الحواجز بالإصرار والعزيمة.
كما أن جزءًا كبيرًا من الحل يكمن في وعي أولياء الأمور بضرورة التيسير على الخُطاب، حتى لو وُوجهوا باعتراضات من داخل العائلة والأسرة، فيجب أن يؤخذ الأمر على محمل الجد، وإلا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير
المصدر:
أحمد يوسف السيد، إلى الجيل الصاعد، ص111