مقاييس الجمال وانتحار الفتيات

مقاييس الجمال وانتحار الفتيات | مرابط

الكاتب: د إياد قنيبي

703 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

كنت أحدث بناتي أمس عن الدراسات التي تقول أن نسبةً من حالات الانتحار وسط الفتيات واليافعات هي نتيجة لكراهية أشكالهن ! فقالت لي إحدى بناتي: "نعم صحيح...كثيرًا ما نسمع منهن عبارة: شكلي بشع!" 
المشكلة أكبر مما يتصور كثير من الآباء...تمضي الفتاة أوقاتًا على منصات مثل أنستغرام... حيث تتبادل صور "الفنانات" و"المغنيات" و "المشهورات"...ثم تجلس الفتاة تقارن نفسها بهؤلاء "القدوات الجمالية"! 
لا تعلم الفتاة أن الكثير من هؤلاء يجرين عمليات جراحية ويعانين نفسيًا لتحافظ على مظهرها الخارجي... 
لا تعرف أن هؤلاء هن أوضح أمثلة على تسليع المرأة "objectification"، معاملتها كسلعة، لا كإنسانة.. وأن كثيرًا منهن يخفين تحت طبقة الجلد ومساحيقها وكريماتها نفسًا مسحوقة، مضطربة، مشتتة، ضعيفة، خائفة... 
لم تتعلم الفتاة من والدَيها ولا في مدرستها ولا مجتمعها أن قيمتها هي في دينها وجمال خُلُقها ورجاحة عقلها وطيبة قلبها...وهي كلها أمورٌ مكتسبة لا تحتاج معها إلى مساحيق ولا عمليات، ولا تزداد مع الأيام إلا جمالًا، بخلاف جمال المظهر الذي قد يخبو ويذبل.. 
لم تكن تربيتها على قول الله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم) (رواه مسلم). 
بل وحتى مقاييس الشباب والرجال عند الزواج كثيرا ما تكون متعلقة بالمظهر الخارجي وتهمل طيبة القلب وطهارة النفس... 
والنتيجة: الفتاة كارهة لمنظرها (والذي هو بالنسبة لها المقياس لقيمتها كما)...فتصبح نظرتها لنفسها مهزوزة، بل وقد تعترض على قدَرها ! 
يا ابنتي....كوني قوية مستقلة، قوية بإيمانك واعتزازك بدينك وما منحك الله من مقومات، ومستقلة عن المعايير الباطلة التي يتداولها بعض بنات جيلك ومجتمعك...قيمتك ليس هؤلاء من يحددونها، فهم لا يملكون لأنفسهم سعادة ولا طمأنينة فضلا عن أن يمنحوها لك. واجمعي قلبك على رضا من ينظر إلى قلبك سبحانه، لتعيشي راضية مطمئنة مرضية.

 


 

المصدر:

قناة تليجرام الخاصة بالدكتور إياد قنيبي

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الانتحار #الجمال
اقرأ أيضا
حقيقة الإخلاص | مرابط
اقتباسات وقطوف

حقيقة الإخلاص


مقتطف هام من محاضرة للشيخ سفر الحوالي بعنوان من أعمال القلوب الإخلاص يتحدث فيها عن حقيقة الإخلاص في دين الإسلام ويستدل بعدد من الآيات والسور التي تتناول هذه المسألة بشكل مفصل حيث نجد بعض السور القرآنية العظمى التي تتحدث عن التوحيد تشترط ذلك وإن لم تنص عليه نصا كما في سورة الأنعام فإن أكثر معانيها وموضوعاتها تتعلق بتوحيد الله وتجريد العبادة له ونفي الشرك عنه

بقلم: سفر الحوالي
417
مآلات تدهور اليقين | مرابط
فكر

مآلات تدهور اليقين


يسرد ابن تيمية في مواضع عديدة من مرافعاته جملة من الاعترافات والسير الذاتية لأئمة من أهل الكلام والمتفلسفة القدامى مشيرا إلى مآلاتهم المروعة نتيجة انحراف أنظارهم عن الحق ودخولهم في متاهات الرذائل النظرية فيذكر حكايات عن الشهرستاني والرازي وأبي الحديد والآمدي والخونجي وغيرهم ويقول أن أكثر الفضلاء العارفين بالكلام والفلسفة بل والتصوف تجدهم في العلم الإلهي حيارى.

بقلم: عبد الله الوهيبي
323
استفسارات الحرية | مرابط
مناقشات

استفسارات الحرية


هذا الكتاب الذي سماه مؤلفه فضاءات الحرية وهو دراسة تفصيلية غزيرة مليئة بالمناقشات والحجج والاستشكالات والإيرادات والشواهد والمعطيات حول الخطوط الفاصلة بين الحرية في التصور الإسلامي والحرية في التصور الليبرالي الغربي الحديث فالمؤلف بشكل عام- يبتدئ كل فصل بعرض ميادين الحرية الواسعة في الإسلام في هذا المجال ثم يتبعها بمناطق الاختلاف والتمايز عن الحرية الليبرالية الغربية في هذا الباب

بقلم: إبراهيم السكران
2314
منهج عبادة | مرابط
مقالات اقتباسات وقطوف

منهج عبادة


من أبرز سمات المنهج الإسلامي أنه منهج عبادة ولكن العبادة في هذا المنهج ليست مقصورة على مناسك التعبد المعروفة من صلاة وصيام وزكاة وإنما هي معنى أعمق من ذلك جدا إنها الصلة الدائمة بالله هذه الصلة في الحقيقة هي منهج التربية كله تتفرع منه جميع التفريعات وتعود في النهاية إليه

بقلم: محمد قطب
2074
النسبوية وما بعد الحداثة الجزء الأول | مرابط
فكر مقالات الجندرية

النسبوية وما بعد الحداثة الجزء الأول


النسبوية وإن كانت فلسفة قائمة بذاتها إلا أنها أيضا عماد نظريات ما بعد الحداثة وأثرها عارم في مئات الأفكار الغربية والعالمية وفي اليسار الليبرالي خاصة وسنتخير الحديث عما يوضحها لنا كموثر على المسار الفلسفي اللوطي موضحين كيف كانت تلك الفلسفة أحد أسس التكوين

بقلم: عمرو عبد العزيز
2227
لماذا لا يثق الليبراليون بالليبراليات: الجزء الأول | مرابط
فكر مقالات الليبرالية

لماذا لا يثق الليبراليون بالليبراليات: الجزء الأول


يستطيع الليبرالي أن يعيش ازدواجية عنيفة بين شخصيته التي يظهر بها أمام أضواء الإعلام وفي سطور مؤلفاته أو مقالاته وشخصيته الحقيقية التي تظهر عندما تنطفئ هذه الأضواء وعندما يعم الظلام ويجف مداد القلم هنا تظهر هذه الازدواجية لترى الانحلال الأخلاقي والنظرة الشهوانية الجنسية للمرأة التي تقبع داخله بينما ينادي ليل نهار بحرية المرأة والتعامل معها على أنها إنسان له حقوق وكرامة قبل كل شيء وفي هذا المقال سترى الكثير من الشهادات بألسنة الليبراليين أنفسهم لتدرك وهم الليبرالية

بقلم: إبراهيم السكران
2007