مهارة الحفظ

مهارة الحفظ | مرابط

الكاتب: إبراهيم السكران

290 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

الحفظ كغيره من المهارات البشرية كالتفكير والتأمل والتحليل والنقد والكتابة والإلقاء والجدل الخ، وهذه المهارات كلها لها لياقة تزيد بالمران وتضمر بالعطالة.

فمن كان يكتب البحوث المسهبة إذا تركها زمنًا استثقل لاحقًا كتابة مقالة قصيرة، ومن كان ينشئ القصائد الطوال إذا تركها زمنًا تكاءدت عليه أبيات الإخوانيات والمفاكهة، ومن ترك التأمل والتدبر والاجتهاد في التحليل والربط إذا هجر ذلك يصبح شديد النفور من مناقشات الكلام العلمي الدقيق، حتى تراه أحيانًا لا يقف الأمر عنده على صعوبة الفهم بل يكاد يصرف نفسه عن السماع لشدة الوطأة.

ولذلك راج في كلام العلماء قولهم "المزاولات تثمر الملكات".

وهكذا "قدرة الحفظ" لها لياقة تنمو بالمراس والمران والدربة والمزاولة، ومعيار اللياقة أمران: أن تزيد كفاءة وفعالية المهارة، وأن تثمر المهارة نتائجها دون مشقّة وتعب مفرط. وهذان يحصلان كما سبق بكثرة التمرين واستمراره.

وإذا كان الجهد المبذول في الحفظ منظّمًا، بأن يكون له مقدار يومي محدد يزيد تدريجيًا بنسبة طفيفة، ووقت يومي محدد، وصبر ومصابرة على "الانتظام"؛ فإنه يثمر في وقت قصير نتائج مبهرة.

وأشد الأمور في بناء اللياقة الذهنية عمومًا ليس هو بذل الجهد في آحاد الأوقات، بل الصبر على "الانتظام" والدأب اليومي على هذا الأمر.

وأكثر عمل شُداة العلم هو الإفراط في الحفظ أسبوعًا ونحوه، ثم هجر ذلك، ثم إذا سمع أو قرأ ما يبعث همته للحفظ عاد لمثل ذلك ثم انطفأ، وهذا لا يبني لياقة الحفظ البتة، بل يتسبب في ترهل ونحول مهارة الحفظ.

وهذا الكلام باعتبار جنس قدرة الحفظ بصورة عامة، مع عدم إغفال مسألة تفاوت الإمكانات والقدرات الفردية، وكما قال العلماء "الناس يتفاوتون في قوى الأذهان كما يتفاوتون في قوى الأبدان".

والله أعلم،،

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الحفظ
اقرأ أيضا
أعمال القلب وأعمال الجوارح | مرابط
تعزيز اليقين تفريغات

أعمال القلب وأعمال الجوارح


إن الله تعالى رب القلوب والألسن وليس رب القلوب فقط والقلوب لو صلحت لصلحت الجوارح لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب وهذا الحديث يفسد كل دعوى يدعيها بعض الناس إذا نصحته في أمر من الأمور مما أتى الله به قال لك: التقوى هاهنا وهي كلمة حق أريد بها باطل والكلمة قد تكون حقا في مدلولها العام لكن يريد بها القائل أو المتكلم معنى باطلا

بقلم: ابن عثيمين
413
لا تجتمع البدعة مع سنة | مرابط
اقتباسات وقطوف

لا تجتمع البدعة مع سنة


ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع ومن أدمن على قصص الملوك وسيرهم لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام ونظائر هذه كثيرة

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
325
استفسارات الحرية | مرابط
مناقشات

استفسارات الحرية


هذا الكتاب الذي سماه مؤلفه فضاءات الحرية وهو دراسة تفصيلية غزيرة مليئة بالمناقشات والحجج والاستشكالات والإيرادات والشواهد والمعطيات حول الخطوط الفاصلة بين الحرية في التصور الإسلامي والحرية في التصور الليبرالي الغربي الحديث فالمؤلف بشكل عام- يبتدئ كل فصل بعرض ميادين الحرية الواسعة في الإسلام في هذا المجال ثم يتبعها بمناطق الاختلاف والتمايز عن الحرية الليبرالية الغربية في هذا الباب

بقلم: إبراهيم السكران
2287
مختصر قصة التتار الجزء السادس | مرابط
تاريخ أبحاث

مختصر قصة التتار الجزء السادس


سلسلة مقالات مختصرة تضع أمامنا قصة التتار وكيف بدأت هجماتهم على بلاد المسلمين وكيف تغيرت الأوضاع في بلادنا الإسلامية إثر هذه الهجمات فانهار المدن وانفتحت البوابات وظهرت شخصيات قيادية وقفت في وجه هذا الإعصار التتري الرهيب سنقف على الكثير من الفوائد والعبر والمواقف الفارقة وسنعرف تاريخ أمتنا وما مرت به من محن فالمستقبل لا يصنعه من يجهل الماضي

بقلم: موقع قصة الإسلام
1251
مراجعة كتاب الردة بين الحد والحرية | مرابط
مناقشات

مراجعة كتاب الردة بين الحد والحرية


بعد خمسة عشر قرنا من استقرار أحكام الإسلام في نصوص الوحي وآثار الصحابة والتابعين وتقريرات المذاهب الأربعة تفاجأ المسلمون بالتفوق المادي للمجتمعات الغربية وتعلق الناس بثقافتها التي تمركز الحرية الليبرالية وتفاجأ المعنيون بأمر الإسلام أمام هذا السؤال أعني سؤال الموقف من الثقافة الليبرالية الغالبة فجماهير الفقهاء والدعاة مالوا إلى ضرورة التمسك بنص الإسلام كما أنزل وكما فهمته القرون المفضلة مع الأخذ بالأسباب والوسائل المادية المعاصرة وذهبت طوائف من العلمانيين إلى رفض أحكام الإسلام ببجاحة وضرورة...

بقلم: إبراهيم السكران
680
المذاهب والفرق المعاصرة: العلمانية ج2 | مرابط
تفريغات العالمانية

المذاهب والفرق المعاصرة: العلمانية ج2


نعلم أن هناك متآمرين على المسلمين لكن المنهج القرآني يبين لنا أننا إذا انحرفنا في أنفسنا فإن أعداءنا سيتمكنون منا لكن إذا استطعنا أن نلتزم بديننا الحق الذي جاء من عند الله سبحانه وتعالى فلن يكون لهم قدرة علينا ولهذا مشاكلنا تعود إلى أنفسنا وكثير من المصلحين عندما يناقش انهزامات المسلمين وتأخرهم عن الصدارة في العالم المعاصر يرد ذلك إلى كيد الأعداء فقط

بقلم: عبد الرحيم السلمي
707