مهارة الحفظ

مهارة الحفظ | مرابط

الكاتب: إبراهيم السكران

391 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

الحفظ كغيره من المهارات البشرية كالتفكير والتأمل والتحليل والنقد والكتابة والإلقاء والجدل الخ، وهذه المهارات كلها لها لياقة تزيد بالمران وتضمر بالعطالة.

فمن كان يكتب البحوث المسهبة إذا تركها زمنًا استثقل لاحقًا كتابة مقالة قصيرة، ومن كان ينشئ القصائد الطوال إذا تركها زمنًا تكاءدت عليه أبيات الإخوانيات والمفاكهة، ومن ترك التأمل والتدبر والاجتهاد في التحليل والربط إذا هجر ذلك يصبح شديد النفور من مناقشات الكلام العلمي الدقيق، حتى تراه أحيانًا لا يقف الأمر عنده على صعوبة الفهم بل يكاد يصرف نفسه عن السماع لشدة الوطأة.

ولذلك راج في كلام العلماء قولهم "المزاولات تثمر الملكات".

وهكذا "قدرة الحفظ" لها لياقة تنمو بالمراس والمران والدربة والمزاولة، ومعيار اللياقة أمران: أن تزيد كفاءة وفعالية المهارة، وأن تثمر المهارة نتائجها دون مشقّة وتعب مفرط. وهذان يحصلان كما سبق بكثرة التمرين واستمراره.

وإذا كان الجهد المبذول في الحفظ منظّمًا، بأن يكون له مقدار يومي محدد يزيد تدريجيًا بنسبة طفيفة، ووقت يومي محدد، وصبر ومصابرة على "الانتظام"؛ فإنه يثمر في وقت قصير نتائج مبهرة.

وأشد الأمور في بناء اللياقة الذهنية عمومًا ليس هو بذل الجهد في آحاد الأوقات، بل الصبر على "الانتظام" والدأب اليومي على هذا الأمر.

وأكثر عمل شُداة العلم هو الإفراط في الحفظ أسبوعًا ونحوه، ثم هجر ذلك، ثم إذا سمع أو قرأ ما يبعث همته للحفظ عاد لمثل ذلك ثم انطفأ، وهذا لا يبني لياقة الحفظ البتة، بل يتسبب في ترهل ونحول مهارة الحفظ.

وهذا الكلام باعتبار جنس قدرة الحفظ بصورة عامة، مع عدم إغفال مسألة تفاوت الإمكانات والقدرات الفردية، وكما قال العلماء "الناس يتفاوتون في قوى الأذهان كما يتفاوتون في قوى الأبدان".

والله أعلم،،

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الحفظ
اقرأ أيضا
ظهور العقيدة في الوعي المتيقظ والشعور المتوقد | مرابط
تعزيز اليقين فكر مقالات

ظهور العقيدة في الوعي المتيقظ والشعور المتوقد


إذا سألنا هنا عن نشأة العقيدة الإلهية فليس سؤالنا منشأ هذه الضرورة الكامنة في العقل الباطن والتي هي من الأوليات التي لا يسأل عن مصدرها وإنما السؤال عن العوامل والملابسات التي تكون قد رفعت هذه الحقيقة إلى مستوى الوعي المتيقظ ثم لم تكتف بإبرازها أمام العقل قضية نظرية بل حولتها إلى فكرة حية ملهبة للمشاعر وطبعت موضوعها بطابع خاص يجعله ذاتا علوية تتوجه إليها القلوب بالرغبة والرهبة والدعاء والخضوع

بقلم: محمد عبد الله دراز
2004
حقيقة التوكل على الله | مرابط
تعزيز اليقين

حقيقة التوكل على الله


فأما دعوى التوكل مع ترك الأسباب فإنما هي في الحقيقة عجز وكسل وأما الاعتماد على الأسباب دون تفويض الأمور إلى الله وحسن تدبيره أو مع ضعف تفويض الأمور إليه فإنما هو شرك ينافي توحيد الله تعالى إما في أصله وإما في كماله بحسب ما يقوم بقلب العبد من ذلك.

بقلم: عبد الله القرني
335
صراع الهوى والإيمان | مرابط
اقتباسات وقطوف

صراع الهوى والإيمان


المؤمن يتصارع إيمانه وهواه فقد يطيف به الشيطان فيغفله عن قوة إيمانه فيغلبه هواه فيصرعه وهو حال مباشرة المعصية ينازع نفسه فلا تصفو له لذتها ثم لا يكاد جنبه يقع على الأرض حتى يتذكر فيستعيد قوة إيمانه فيثب يعض أنامله أسفا وحزنا على غفلته التي أعان بها عدوه على نفسه عازما على أن لا يعود لمثل تلك الغفلة.

بقلم: عبد الرحمن المعلمي اليماني
343
الضباب العقلي | مرابط
ثقافة

الضباب العقلي


إن قضاء الكثير من الوقت أمام شاشة التلفزيون يصيب العقل بنوع من الخمول فالشخص الذي يكثر من مشاهدة التلفزيون تجده ثقيلا بطيء الحركة ويميل بشدة إلى أحلام اليقظة ويتعب من إعماله لعقله وسرعان ما يفقد التركيز

بقلم: محمد علي فرح
605
أصل الأخلاق المذمومة | مرابط
اقتباسات وقطوف

أصل الأخلاق المذمومة


أصل الأخلاق المذمومة كلها الكبر والمهانة والدناءة وأصل الأخلاق المحمودة كلها الخشوع وعلو الهمة فالفخر والبطر والأشر والعجب والحسد والبغي والخيلاء والظلم والقسوة والتجبر والإعراض وإباء قبول النصيحة والاستئثار وطلب العلو وحب الجاه والرئاسة وأن يحمد بما لم يفعل وأمثال ذلك كلها ناشئة من الكبر

بقلم: ابن القيم
543
التسربات الفكرية | مرابط
فكر مقالات

التسربات الفكرية


لا تمر ساعة دون أن يدخل محمد إلى أحد المواقع الالكترونية ليناقش عددا من أصحاب الطوائف والتوجهات المختلفة في مسائل وقضايا كثيرة ثم بعد أشهر من الجدل والحوار المستمر يظهر محمد برؤى وأفكار منحرفة يظنها ضرورية وأساسية للدفاع عن أحكام الشريعة وتصحيح صورة الإسلام والسنة تكثر هذه الإشكالية في واقعنا المعاصر الذي يتسم بالانفتاح وسهولة التواصل فما هو أصلها وما حلها يوضح لنا الكاتب في هذا المقال

بقلم: فهد بن صالح العجلان
1892