أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الثاني ج4

أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الثاني ج4 | مرابط

الكاتب: عبد العزيز الطريفي

991 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

ظهور الخوارج

ومن علامات الساعة: ظهور الخوارج، وظهور الخوارج قد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في البخاري من حديث سويد بن غفلة عن علي بن أبي طالب، وقد تقدم الإشارة إليه، وفيه دليل على جواز المبادرة بقتال الخوارج من غير أن يبادروا بقتل؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وفي قتلهم أجر لمن قتلهم). قال شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله: وأجمع العلماء على مشروعية قتالهم.

وأما الواحد منهم إذا ظهر هل يبادر بقتله ولو لم يقاتل أم لا؟ اختلف العلماء في هذا، وهو روايتين في مذهب الإمام أحمد، والصواب في ذلك أنه يبادر بقتله، وهذا الذي رجحه جماعة من العلماء كـابن قدامة و ابن تيمية وغيره من العلماء.

 

تقارب الزمان

ومن علامات الساعة: تقارب الزمان، أي: أنه يقرب فيخرج عن المعتاد، إما على وجه الحقيقة، وإما على المعنى، وهذا قد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، ومن حديث سعيد عن أبي هريرة قال: قال عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان)، وقد جاء تفسيره عند الإمام مسلم عليه رحمة الله في صحيحه من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة كاحتراق السعفة من النخل)، يعني: أنها تمضي بسرعة، وهذا معناه قد يؤخذ من أن الساعة كاشتعال السعفة.

وهذا المعنى (كاشتعال السعفة) أي أنها سرعة المضي، قد يحمل على عدة معانٍ: من هذه المعاني: رغد العيش، وقوة تلذذ الناس بالنعيم، حتى تمضي هذه الأيام والأعوام فلا يشعرون بها، بخلاف أيام الشقاء والبؤس، فإن اليوم يطول، وأما أيام الرخاء فإنها تمضي بسرعة، وقد أشار إلى هذا المعنى جماعة من العلماء كـالخطابي وغيره. وقال بعض العلماء: تقارب الزمان أي أنهم يختلطون فيتقاربون في الجهل والعلم، ويكون على السواء في هذا الباب.

والذي يظهر والله أعلم أن المراد بتقارب الزمان معانٍ منها: أن يتقارب من جهة المعنى، فمن جهة الاستمتاع واللذة تمضي الساعة بسرعة، وهذا مشاهد لدى الناس لكثرة النعيم والإغداق في العيش. ومن هذه المعاني أن يتقارب الزمان من جهة المسافة، فالإنسان بدل أن يقضي في ذهابه إلى مكة أسابيع وأشهرًا يرتحل، فإنه يأخذها في ساعات أو أقل من ذلك بالسفر، وهذا نوع من تقارب الزمان، وحينئذٍ يحمل عليه معنى وهو أن يتقارب البعيد، فتقرب المسافة، وهذا من المعاني.

وقد يكون المعنى على الحقيقة، وهذا قد جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن النواس بن سمعان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكر الدجال قالوا: (سألناه: كم مكوثنا؟ قال: مكثه أربعين. قال: يوم كجمعة، ويوم كشهر، ويوم كسنة، قالوا: يا رسول الله! اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاتنا هذه؟ قال: لا، اقدروا لها قدرها)، وفي قوله عليه الصلاة والسلام: (اقدروا لها قدرها) إشارة إلى تغير عجلة الزمن، وهو إما أن يكون تغير قانون ثبات الزمن في الأرض، وهو ما يسمى بالجاذبية الذي يرتبط به دوران الأرض حول نفسها، أو دورانها حول الشمس كما يقول الفلكيون، فتكون حينئذٍ الحركة بطيئة مما يطول الزمن، وحينئذٍ يقدر هذا بحساب الساعات، فقد يكون في اليوم الواحد يصلي الإنسان صلوات أيام متعددة؛ ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تكفي صلاة واحدة)، مما يدل على أن تغير الزمن على الحقيقة.

ولعل هذا يسبق طلوع الشمس من مغربها، وهذا هو الظاهر لمعانٍ، منها: أن النبي عليه الصلاة والسلام أشار إلى التكليف بالصلاة، فقال: (اقدروا لها قدرها)، وقد يشار إلى معنى آخر وهو أنه ظهر من الدول ما يطول فيها الزمن فيكون الليل سرمدًا، ومن الدول من يكون فيها النهار سرمدًا، ويشق عليهم من جهة الصلاة والصوم ونحو ذلك، فلا يرون الشمس ربما قريب السنة، ومنهم من لا يرى الليل كذلك، وهذا يختلف بحسب الفصول وتقلبها، وحينئذٍ يؤمرون بأن يقدر لها القدر. وقد يكون هذا متضمنًا لإشارة سعة الفتوحات، وبعد البلدان، وحينئذٍ يدخل هذا في باب التقارب بوجهين: التقارب الزمني، والتقارب المعنوي، وهذا محتمل أيضًا.

 

من علامات الساعة الخاصة بمكة

ومن أشراط الساعة: الأنفاق التي ظهرت في مكة التي فتحت من عقود، وبعضها من عقود وما زالت إلى الآن، وقد جاء النص فيها صحيحًا عند ابن أبي شيبة في المصنف من حديث شعبة عن يعلى عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: (إذا رأيت مكة قد بعجت) البعج هو الشق والثقب، (قد بعجت كظائم) يعني: حفر وآبار، (ورأيت البنيان على الجبال، فاعلم أن الأمر قد أظلك). وإسناده صحيح، وهذا وإن كان موقوفًا فله حكم الرفع، والأنفاق ظهرت في قوله: (قد بعجت كظائم) يعني: أنفاق، كما فسره غير واحد من أئمة اللغة، وهو ظاهر في تفسير كلمة بعج، والكظائم هي الآبار والحفر؛ ولهذا لا تخلو جهة من جهات مكة من نفق يمر معه الناس ذهابًا وإيابًا.

ومن العلامات المقترنة بهذا: علو البنيان، وهي الناطحات التي بنيت في مكة، والبنيان الذي كان على الجبال، كما قال هنا: (وإذا رأيت البناء على الجبال فاعلم أن الأمر قد أظلك) يعني: قد قربت الساعة، وأظل الإنسان الشيء أدركه، كالإنسان يستظل تحت شجرة، أي: أدركته الشجرة، واستظل بداره قد دخل فيها.

وقد يكون من أشراطها هدم الكعبة، وتجديد البنيان، وقد جاء هذا عند ابن أبي شيبة في المصنف من حديث شعبة عن يعلى عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال: (كيف بكم إذا هدمتم الكعبة حجرًا حجرًا. قال: ونحن على الإسلام؟ قال: وأنتم على الإسلام، فتعيدونها على خير ما كانت)، و(على) يعني: على أحسن ما كانت، تشيدون بناءها على أفضل ما كان، مما يدل على أن نقض الكعبة وتجديدها بالبناء، وعلى هذه الهندسة الموجودة بنقضها حجرًا حجرًا، وتبنى على هذا.

ومعلوم أنهم في ما مضى أن الكعبة قد أزيلت من جوانب متعددة في سنوات متعددة، ولو لوحظ مسألة الإزالة على السنوات المتعددة لشمل جميع الأجزاء، وشيدت على أفضل بناء، ولا أعلم هل أزيلت إزالة تامة، وشيدت تشييدًا تامًا، فهذا لا أظنه وقع، ولكن قد أزيلت من جهات متعددة في أزمنة متعددة حتى شمل ذلك البناء تامًا، وحتى أعيد على أحسن ما كان، وهذا بأيدي المسلمين، ولا يعني هذا أن هذا الفعل مذموم؛ ولهذا قال: (وأنتم على الإسلام) يعني (وتعيدونه على أمثل ما كان) أو (على أحسن ما كان بناء) وهذا من علامات الساعة.

 

تطاول البنيان

ومن علامات وأمارات وأشراط الساعة: تطاول الناس بالبنيان، وفيه إشارة إلى الجزئية التي تقدم الإشارة إليها وهي البنيان الذي يعلو جبال مكة، أي: يفوقها، وربما كان عليها الناس يتطاولون بالبنيان، كما جاء في الصحيح من حديث عبد الله بن عمر عن عمر بن الخطاب (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله جبريل، قال: وما أمارتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان)، وهذا ظهر، ومن المعلوم أن جزيرة العرب جل وأكثر سكانها هم من رعاة الشاة، فأصبح من هؤلاء ممن قد رعى الشاة يتطاول بالبنيان، وهذا مشاهد.

ويوجد الآن من كبار السن من سبق له الرعي وهو الآن يملك ناطحات سحاب، وهذا معلوم، ولو سأل عنه الإنسان لوجد من ذلك أعيانًا، وإن لم يجد أعيانًا لوجد من أصلابهم من يتطاول بالبنيان.

وقوله: (يتطاولون بالبنيان) أي يقول أحدهم: أنا أطول من فلان بناية؛ ولهذا ظهر في الأزمنة المتأخرة الموسوعات التي يدخلها: أطول الناس بناء في البلد الفلاني، أو أطول عمارة أو ناطحة سحاب في البلد هي الناطحة الفلانية، فأصبح الناس يتطاولون في البنيان، وهذا مصداقًا لما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام: (يتطاولون في البنيان).

 

ولادة الأمة لربتها

ومن أشراطها (أن تلد الأمة ربتاها)، واختلف في المراد بهذا، فقيل: كثرة الجهاد في سبيل الله، وشيوعه، ويتبعه السبي، ويكثر الإماء، حتى توطئ الإماء فتلد سيدها، فيكون حرًا. وقيل: إنه يكثر العقوق في آخر الزمان، فيتسلط الرجل على أمه حتى تكون عنده كالأمة؛ ولهذا قال: (حتى تلد الأمة ربتها)، وكل ذلك محتمل.

والجهاد ظهر وشاع واشتهر في عصر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك في عصر التابعين وأتباع التابعين، وبعد ذلك فتحت البلدان، ثم اضمحل شيئًا فشيئًا حتى يزول، ويأتي الكلام على مسألة اختفاء الجهاد، ومحاربة الجهاد في بعض الأخبار المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

قتال الترك

ومن علامات الساعة في هذا ما جاء في بعض النصوص من قتال الترك، وقد جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلون أقوامًا نعالهم الشعر، ووجوههم أو كأن ووجوههم المجان)، يعني: كالجلد السميك، وهذا قد وقع في قتال التتار، وهم المغول الذين كانوا في زمن شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله وقبله، الذين اجتاحوا بلاد الإسلام، وقد أطبق العلماء على هذا المعنى؛ أن القتال المقصود في هذا الحديث قد وقع.

 

خروج نار من الحجاز

ومن علامات الساعة: ظهور النار من الحجاز التي تضيء لها أعناق الإبل ببصرى، وقد جاء في الصحيح من حديث الزهري عن سعيد عن أبي هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى)، وبصرى هي بلاد حوران من الشام بجوار دمشق، وهذه قد ظهرت في القرن السابع عام ستمائة وأربعة وخمسين للهجرة، كما ذكره أبو شامة و النووي وغيرهما.

قال أبو شامة عليه رحمة الله وهو ممن شهد ذلك: خرجت نار في حرة المدينة، عرضها أربعة أميال، ترى من مسيرة شهر، يستضيء بها المسافرون إلى تيماء في طريقهم، تذيب الصخر حتى يصبح بعد ذلك كالفحم. ولعل هذا ما يسمى بثوران البراكين، وإذا كانت هذه النار يستضيء بها المسافرون ليلًا إلى تيماء، وبقية الشهر كاملًا على هذه الحال، وعرضها أربعة أميال فهذا دليل على كبرها وقوة اشتعالها، وقد جزم العلماء العارفون بأن هذه ظهرت.

وهذه غير النار التي تظهر في آخر الزمان التي تضيء وتحشر الناس إلى أرض المحشر، وأرض المحشر هي الشام؛ ولهذا قال الله جل وعلا في كتابه العظيم:  لِأَوَّلِ الْحَشْرِ [الحشر:2]، وهي أرض الشام، كما جاء مفسرًا عن غير واحد كـعبد الله بن عباس عليه رضوان الله تعالى و عكرمة و قتادة وغيرهم، وقال به جماعة من المحققين كشيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله، وقد روى الإمام مسلم في الصحيح من حديث عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة عليه رضوان الله تعالى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(يحشر الناس ثلاث طرائق رغبة ورهبة: رجلان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، ثم تحشرهم نار إلى أرض المحشر، تصبح معهم حيث يصبحون، وتقيل معهم حيث يقيلون، وتمسي معهم حيث يمسون، وتبيت معهم حيث يبيتون)، مما يدل على أن النار تتبعهم شيئًا فشيئًا، فيذهبون رغبة ورهبة، حتى أن منهم من يريد المسارعة فعشرة يكون على بعير واحد، يريدون بذلك الوصول إلى أرض المحشر وهي بلاد الشام، فهذه النار تختلف عن النار الأولى.

بهذا القدر نكتفي، ونرجئ ما تبقى إلى المجلس القادم بإذن الله تعالى، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#أشراط-الساعة
اقرأ أيضا
الوسائل المعينة على القراءة النافعة ج1 | مرابط
تفريغات

الوسائل المعينة على القراءة النافعة ج1


أمة الإسلام مكلفة بالقراءة فهي مخاطبة في أول سورة أنزلت على نبيها محمد صلى الله عليه وسلم بأن تقرأ فهي ضرورية وليست هواية وللقراءة الصحيحة النافعة ضوابط ووسائل ومجالات لا بد للمسلم من معرفتها حتى تكون قراءته نافعة وبين تفريغ لجزء من محاضرة الدكتور راغب السرجاني ويدور حول الوسائل المعينة على القراءة النافعة

بقلم: راغب السرجاني
1735
كيف كان النبي يعالج الكرب والهم والغم والحزن؟ | مرابط
تعزيز اليقين

كيف كان النبي يعالج الكرب والهم والغم والحزن؟


فصل ماتع من كتاب الطب النبوي لابن القيم يبين فيه هدي النبي صلى الله عليه وسلم في علاج الهم والغم والكرب والحزن ويجمع فيه الأحاديث الواردة في هذه المسائل ودلالتها.

بقلم: ابن القيم
277
تصنيف الرجولة | مرابط
مقالات

تصنيف الرجولة


الرجولة عندهم أن تكون قوامتك شراكة وليست قيادة لأن القيادة معناها سائق وركاب رئيس ومرؤوس قائد وأتباع وهذا كله بالنسبة لهذا النوع من النساء ليس من الرجولة الحقيقية بل هي ذكورية متسلطة تريد أن تستولي على الدركسيون بمفردها وعدم اعتبار الشراكة بحال!

بقلم: محمد سعد الأزهري
224
صدق المرسلين | مرابط
اقتباسات وقطوف

صدق المرسلين


مقتطف من كتاب درء تعارض العقل مع النقل لشيخ الإسلام ابن تيمية يشير فيه إلى استحالة أخذ النبي صلى الله عليه وسلم أي شيء من أهل الكتاب ولكن التشابه فيما أخبر به الرسول وأي رسول قبله يوحي بأن المرسل واحد ويدل على صدق المرسلين وهذا ما ينكره أهل الكتاب

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
2401
أصلان ثابتان في الإسلام | مرابط
اقتباسات وقطوف

أصلان ثابتان في الإسلام


ودين الإسلام مبنى على أصلين: أن نعبد الله وحده لا شريك له وأن نعبده بما شرعه من الدين وهو ما أمرت به الرسل أمر إيجاب أو أمر استحباب فيعبد فى كل زمان بما أمر به فى ذلك الزمان. فلما كانت شريعة التوراة محكمة كان العاملون بها مسلمين وكذلك شريعة الإنجيل.

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
359
وأنذرهم يوم الحسرة | مرابط
فكر

وأنذرهم يوم الحسرة


وكم من صاحب جاه وسلطان يهاب الناس سطوته ود لو كان عبدا وضيعا مغمورا بين الناس لما يرى من مثالب تكبره واستعلائه على الخلق ويرى الحساب العسير للكبراء كل على قدر مكانته ومسؤوليته!! ولن يسلم من نوع حسرة أحد حتى المحسن يود لو أنه استفرغ وسعه وزاد في إحسانه ولسان حاله يا ليتني قدمت لحياتي!!

بقلم: د. جمال الباشا
356