الإنسانية في أصدق معانيها

الإنسانية في أصدق معانيها | مرابط

الكاتب: محمد وفيق زين العابدين

410 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

الإنسانية في أصدق معانيها = "وحملها الإنسانُ إنه كان ظلومًا جهولا"، "وخُلقَ الإنسانُ ضعيفا"، "إن الإنسانَ لظلومٌ كفار"، "إن الإنسانَ لربه لكَنود"، "إن الإنسان ليَطغى"، "وكان الإنسان عجولا"، "وكان الإنسانُ قتورا"، "وإن مسَّهُ الشرُّ فيئوسٌ قنوط"، "فإذا مسَّ الإنسانَ ضُرٌّ دعانا ثم إذا خوَّلناه نعمةً منا قال إنما أُوتيته على علم"…!

 

لماذا؟!
لماذا كان أغلب ذكر الإنسان في القرآن موضع ذم ونقص؟!
لأن هذه هي حقيقة الإنسان.. نقصٌ نعم، لكنه كمال في حق الله!

 

فكل كمال في حقه تعالى نقصٌ في حق الإنسان، وكل نقصٍ في حق الإنسان كمالٌ في حقه عزّ وجل.. فمن حيث جَهْل الإنسان؛ لا غنى له عن علمه تعالى وحكمته، ومن حيث ضعف الإنسان؛ لا غنى له عن قوَّته وعزته، ومن حيث ضلال الإنسان؛ لا غنى له عن رحمته وهدايته، ومن حيث فقر الإنسان؛ لا غنى له عن رزقه، ومن حيث ضياع الإنسان؛ لا غنى له عن تدبيره..

 

لذلك قيل في تفسير "وخُلق الإنسانُ ضعيفًا"؛ أي عاجزٌ عن مخالفة الهوى، يستميلُه هواه وشهوتُه ويستشيطُه خوفُه وحُزنُه!
وقال ابن تيمية: "الأصل في بني آدم الظلم والجهل، ومجرد النُطق بالشهادتين لا يُوجب انتقال الإنسان عن الظلم والجهل إلى العدل.. والجهل والظلم هما أصل كل شر"!

 

فالعالم؛ العالم بحجة الشرع، والقوي؛ قوي بالله، والمرحوم مرحوم بالتسليم والطاعة، والغني غني بالافتقار إلى الله، والواصل واصل بتدبير الله.. فمن جعل الإنسانية دينًا؛ جعل الإنسان إلهًا على الحقيقة!

 

أي إنسانية يدعون إليها؟!
التي تقر بحقوقٍ أبطلتها الفطرة السوية، أم التي تقر بحريةٍ أطلقها الشيطان؟! الإنسانية التي تعلو بالأنا على الطاعة، أم التي تُقدم الذات على التسليم؟!
الإنسانية التي يتسلط بها الإنسان على مُلك الله، أم التي تجحد حق الله على الإنسان؟! فالش*ذ طبيعة مثلية، والحجاب تقييد للمرأة، والإجهاض حرية في الجسد، والرحمة صكٌّ نمنحه لمن شاء ونحرم منه من نشاء.. إلخ!

 

كل إنسانية تعارض الدين؛ انحطاط، وكل حق لا يعتبره الشرع؛ باطل، وكل منظومة سوى منظومة الشرع لا قيمة لها ولا وزن، الصواب ما صوّبه الإسلام ولم يعارضه، والأخلاق ما أمر  بالتخلق به الإسلام ولم يناقضه.. وما دون ذلك انحرافٌ وخرافاتٌ وأوهام!

 


 

المصدر:

صفحة الفيسبوك الخاصة بالكاتب

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الإنسانية
اقرأ أيضا
صدقة السر | مرابط
مقالات

صدقة السر


سمة مميزة جوهرية في الشريعة ليست لغيرها هي فكرة عمل السر ..ليس من جهة إخلاص الفاعل فقط بل أكثر من جهة حفظ ماء وجه الضعيف وحماية نفسه ورعاية مشاعره ورفع أي حرج عنه تدفعه إليه طبيعة الحاجة والضعف التي يضطر معها لقبول ما لا يقبله غيره من إراقة ماء الوجه!

بقلم: محمد وفيق زين العابدين
316
هل المرأة العاملة هي صاحبة القيمة الأعلى؟ | مرابط
النسوية المرأة

هل المرأة العاملة هي صاحبة القيمة الأعلى؟


هناك نوعية من النساء يدعمهن بعض المنسونين من الرجال ترى أن المرأة العاملة هي صاحبة القيمة الأعلى من غير العاملة فربة البيت عندهم ليس لها قيمة لأنها لم تجد ذاتها ولم تبحث عن نفسها ولم تحارب من أجل كينونتها ولم تصنع لنفسها مسارا بعيدا عن قهر الرجل المنزلي ولم تجعل لها مصدرا للمال غير المصدر الأبوي أو الزوجي الذكوري عندها!!

بقلم: محمد سعد الأزهري
553
أنواع النظر | مرابط
اقتباسات وقطوف

أنواع النظر


مقتطف لشيخ الإسلام ابن تيمية من كتاب الرد على المنطقيين يناقش فيه نوعين من أنواع النظر العقلي وهما النظر الطلبي والنظر الاستدلالي ويوضح الفرق بينهما ثم يقارن بين هذين النوعين وبين نوعي النظر للعين وهما التحديق لطلب الرؤية والثاني هو نفس الرؤية

بقلم: شيخ الإسلام ابن تيمية
2628
العلاج بالطاقة جاهلية جديدة | مرابط
فكر

العلاج بالطاقة جاهلية جديدة


حاول جهال عصرنا التلبيس على الناس وإضفاء صفات شرعية على العلاج بالطاقة من خلال إطلاق مصطلحات إسلامية مثل: نور الله والبركة حتى جعلوا هذه الطقوس الوثنية لتساعد الناس -زعما- في حفظ القرآن من خلال التنفس العميق وهو عقيدة هندوسية معرفة تقوم على إدخال البرانا إلى داخل الجسم الباطن للتناغم مع الطاقة الكونية.

بقلم: قاسم اكحيلات
513
أثر الإيمان في بناء الأمم ج1 | مرابط
تفريغات

أثر الإيمان في بناء الأمم ج1


محاضرة هامة عن عن أثر الإيمان في بناء الأمم والأفراد -والكلام القادم- سيكون عن أسباب انهيار الأمم ولماذا تنهار أمم وشعوب ولماذا تبقى غيرها فالأمر يحتاج إلى وقت طويل ولكن خطورة الأمر وأهميته هي التي تجعلنا نتحدث عنه بما يفتح الله تبارك وتعالى به علينا

بقلم: د سفر الحوالي
541
نماذج التسليم للأمر الشرعي | مرابط
تعزيز اليقين

نماذج التسليم للأمر الشرعي


التسليم للأمر الشرعي من أعلى مقامات العبودية فلا يستقيم إسلام المسلم إلا على جسر الاستسلام لله والتسليم لأمره ولا يتوقف ذلك على معرفة الحكمة من الأمر والنهي ونذكر هنا مجموعة من النماذج والمشاهدات والأحداث التي ظهر فيها مقام التسليم بصورة ناصعة تشف عما يعتمل في قلوب الرعيل الأول من الإيمان واليقين والإذعان لرب العالمين

بقلم: محمود خطاب
2828