يمكن أن نلخص فائدة الحفاظ على الهوية في أمور ثلاثة:
- أولها: حماية الأمة من عوامل الانصهار في الهويات الوافدة، فإن الإنسان بطبعه لا يمكن أن يكون خلوًا من كل هوية؛ فإن لم يحافظ على هويته الأصلية تبنى هوية غيره.
- والثاني: تطوير الأمة وإخراجها من ويلات التبعية الحضارية؛ فالهوية يمكن أن تدخل في نموذج البناء والإعمار، الذي ينبغي استلهامه من البيئة الأصلية للأمة.
- والثالث: التخلص من آثار الهزيمة الحضارية؛ فإن صاحب الهوية معتز بها، مستعل بانتمائه إليها، بحيث لا يضره واقع الهزيمة الذي يعيش فيه
ولا ريب أن العالم اليوم يعج بالتنوع والاختلاف، ويتسم بالتغير الدائم وندرة الأرضيات الثابتة في ميدان الفكر، مما يجعل غياب الهوية مصيبة تنذر بانحراف جسيم، كما أن الانغلاق التام على هوية تقليدية غير مؤصلة من الناحية العلمية، يمكن أن يؤدي إلى إعاقة التقدم المنشود، وتخيل نوع اكتفاء يمحو الحاجة إلى التطور.
إذا علم هذا، فما هوية المسلم الأصلية التي يجب الحرص على التشبع بها، والتخلص مما يناقضها؟
إنها بكل وضوح وصراحة: الإسلام
الإسلام وحده..،
المسلم: مسلم قبل أن يكون عربيا أو عجميا.. هو مسلم قبل أن يكون أسود أو أبيض.. وهو مسلم قبل أن يكون من هذا البلد أو ذاك.
وقد عقد الله تعالى المحبة والموالاة والنصرة بين المسلمين، وأرشد إلى البغض والبراء والمعاداة بينهم وبين الكافرين، وذلك فيما لا يحصى من الأدلة القرآنية والنبوية. حتى قال بعض العلماء: إنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم -يعني الولاء والبراء- بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده.
المصدر:
البشير عصام المراكشي، العلمنة من الداخل، ص141