الزيادة على القروض

الزيادة على القروض | مرابط

الكاتب: قاسم اكحيلات

404 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

كل زيادة على قرض فهي ربا حتى لو كانت هدية، وقد بينا أن الهدية من الربا لما فيه من نفع للمقرض وكذا لما فيه من تودد لا ينبغي، لأن القرض الغرض منه الإحسان، فمن كان لا يهدي له صحابه قبل القرض ثم صار يهدي له فهذا ظاهر فيما ذكرنا.

أما الزيادة على القرض، أو دفع هدية فهذا يكون حلالا بشرطين: أن لا يكون قد اشترط عليه ذلك، وأن يكون عند السداد لا قبله، عن ‌أبي هريرة رضي الله عنه: «أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه بعيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطوه، فقالوا: ما نجد إلا سنا أفضل من سنه، فقال الرجل: أوفيتني أوفاك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطوه، فإن من ‌خيار ‌الناس ‌أحسنهم ‌قضاء.». (1)

وعن ‌جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد. قال مسعر: أراه قال: ضحى، فقال: صل ركعتين، وكان لي عليه دين، ‌فقضاني ‌وزادني.» (2)

قال إمامنا مالك: «إذا لم ‌يكن ‌ذلك ‌على ‌شرط ‌منهما ‌أو ‌عادة، فإن كان ذلك على شرط أو وأي أو عادة، فذلك مكروه، ولا خير فيه، قال: وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى جملا رباعيا خيارا مكان بكر استسلفه، وأن عبد الله بن عمر استسلف دراهم فقضى خيرا منها، فإن كان ذلك على طيب نفس من المستسلف، ولم يكن ذلك على شرط ولا وأي ولا عادة كان ذلك حلالا لا بأس به"». (3) ووفق كلام مالك فالعادة تكون في موضع الشرط.

الحاصل: الزيادة على القرض أو دفع هدية  لا يحل، وإنما يحل إن كان من غير شرط، وكذا يكون وعند السداد.


الإشارات المرجعية:

  1. [صحيح البخاري (3/ 116 ط السلطانية)].
  2. [صحيح البخاري (3/ 117 ط السلطانية)].
  3. [موطأ مالك - رواية يحيى (2/ 681 ت عبد الباقي)]
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الربا #القروض #البنوك
اقرأ أيضا
تعليل الأحكام: بين مقام التسليم واتباع الهوى | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين

تعليل الأحكام: بين مقام التسليم واتباع الهوى


لا يتوقف الانقياد للأمر الشرعي على البحث عن الحكمة أو العلة أو غير ذلك من التفاصيل التي غرق فيها المعاصرون وإنما مجرد ثبوت الأمر عن النبي كان كافيا جدا للامتثال والتنفيذ ولكننا اليوم نرى المسلم يكسر قاعدة التسلم بدعوى مخالفة الرأي أو عدم ثبوت الحكمة أو غير ذلك ويتجاهل أن اختبار تسليم العبد من ضمن مقاصد الشريعة الواضحة

بقلم: محمود خطاب
635
أتباع الرسل أكمل الناس عقولا | مرابط
اقتباسات وقطوف

أتباع الرسل أكمل الناس عقولا


وكلما كان الرجل عن الرسول أبعد كان عقله أقل وأفسد فأكمل الناس عقولا أتباع الرسل وأفسدهم عقولا المعرض عنهم وعما جاءوا به ولهذا كان أهل السنة والحديث أعقل الأمة وهم في الطوائف كالصحابة في الناس وهذه القاعدة مطردة في كل شيء عصي الرب سبحانه به فإنه يفسده على صاحبه

بقلم: ابن القيم
309
الكذب يفسد تصور المعلومات | مرابط
اقتباسات وقطوف

الكذب يفسد تصور المعلومات


كان الكذب أساس الفجور كما قال النبي إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وأول ما يسري الكذب من النفس إلى اللسان فيفسده ثم يسري إلى الجوارح فيفسد عليها أعمالها كما أفسد على اللسان أقواله فيعم الكذب أقواله وأعماله وأحواله فيستحكم عليه الفساد

بقلم: ابن القيم
613
وجوب هجر أهل البدع | مرابط
تفريغات

وجوب هجر أهل البدع


إن الرسول عليه الصلاة والسلام سن لنا هجران العصاة فهجركعب بن مالكوأصحابه:مرارة بن الربيعوهلال بن أميةلما تخلفوا عن غزوة تبوك وهجرهم المسلمون خمسين ليلة وهو يعلم أنهم يحبون الله ورسوله وبالتالي فهجر المبتدع من باب أولى لأن جرمه أعظم من جرم العاصي

بقلم: أبو إسحق الحويني
733
مرحلة ما قبل الزواج: تحدي الشهوات | مرابط
مقالات

مرحلة ما قبل الزواج: تحدي الشهوات


نحن نعيش في زمن ربما لم يمر على البشرية منذ خلق الله آدم عليه السلام إلى يومنا هذا زمن مثله من ناحية طبيعة انتشار الشهوات وبواعثها والتفنن في الدعوة إليها بشتى صور الدعاية والإعلامن حتى صارت الإباحيات صنعة متكاملة لها أهلها ومنتجوها وممثلوها وشركاتها ومصانعها ومخرجوها ومروجوها وأصبحت تجارة ضخمة تدخل أموالا طائلة على عرابيها.

بقلم: أحمد يوسف السيد
469
الوسائل المعينة على القراءة النافعة ج2 | مرابط
تفريغات

الوسائل المعينة على القراءة النافعة ج2


أمة الإسلام مكلفة بالقراءة فهي مخاطبة في أول سورة أنزلت على نبيها محمد صلى الله عليه وسلم بأن تقرأ فهي ضرورية وليست هواية وللقراءة الصحيحة النافعة ضوابط ووسائل ومجالات لا بد للمسلم من معرفتها حتى تكون قراءته نافعة وبين تفريغ لجزء من محاضرة الدكتور راغب السرجاني ويدور حول الوسائل المعينة على القراءة النافعة

بقلم: راغب السرجاني
877