المثالية الزائدة

المثالية الزائدة | مرابط

الكاتب: م أحمد حسن

583 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

المثالية الزائدة: وهي مسألة متفرعة من الابتلاء، فإذا لم ير المرء بعض وجوه الشر منذ الصغر، فغالبا ما يكون عيشك في سلام مساعدا على انحصار فكرك في عالم مثالي.. عالم تظن أن كل من فيه مثلك، يفكرون نفس تفكيرك الطيب، ويضمرون نفس نواياك الحسنة، لكن مرور سنوات العمر كفيل بإظهار الوجه الحقيقي للحياة، وإظهار الفارق بين أن تفكر بمثالية وبين أن تطغى المثالية الزائدة على عقلك وتفكيرك.

فالدنيا ليست كما تظن، والناس أيضًا ليسوا كما تتخيل، ففيهم الكاذب على الله والخائن للناس، وفيهم الظالم والجبار والمرتشي وشاهد الزور، وفيهم القاتل والسارق.. إلى غير ذلك مما هو كفيل بعقلنة نظرتك للحياة، هذا كله لا إشكال فيه..

بل الإشكال عند الذين يسبب لهم ذلك صدمة في مثاليتهم؛ فمثلًا: هو كمؤمن ملتزم يُصدم عندما يرى موقفا لا يليق من مسلم من المفترض أنه ملتزم مثله، أو حتى من داعية أو شيخ، وعلى هذا قس، حتى مواقف الحياة الأخرى بعيدا عن الدين؛ الغش في العمل والوظيفة.. الزوجة المتمردة.. أو الزوج المتسلط.. الأقارب الجاحدين.. موت الأطفال والأبرياء.. إلى غير ذلك مما يطول عدّه..

كل ذلك يكون له وقع إفساد الإيمان أو بث التشكيك عند المتأثرين به، والذين تجمعهم عوامل مثل:
استعظام ابتلاء الصالحين، أنت أو غيرك
استعظام بعض المواقف السيئة من الملتزمين
استعظام بعض الآراء والمواقف للشيوخ والدعاة
استشكالات في مرض أو موت الأطفال والأبرياء

وغيرها الكثير مما تجعله المثالية الزائدة غاية في الحساسية لصاحبها، للدرجة التي قد تفتنه في وقت من الأوقات للأسف، ونسي صاحبها أن الحياة الحقيقية على وجه الكمال هي الجنة في الآخرة بإذن الله "وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"

 


 

المصدر:

م. أحمد حسن، أسس غائبة: 25 مسألة في مشكلة الشر، ص143

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#المثالية
اقرأ أيضا
أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الثاني ج4 | مرابط
تفريغات

أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الثاني ج4


ومن علامات وأمارات وأشراط الساعة: تطاول الناس بالبنيان وفيه إشارة إلى الجزئية التي تقدم الإشارة إليها وهي البنيان الذي يعلو جبال مكة أي: يفوقها وربما كان عليها الناس يتطاولون بالبنيان كما جاء في الصحيح من حديث عبد الله بن عمر عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله جبريل قال: وما أمارتها قال: أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة رعاة الشاة يتطاولون في البنيان

بقلم: عبد العزيز الطريفي
1130
الروح في اليقين والهم في الشك | مرابط
مقالات

الروح في اليقين والهم في الشك


الزهد في الدنيا هو طريق راحة قلبك من الهم فإنها هم دائم ما دامت. والزهد فيها يرجع إلى ثلاثة أصول كلها قلبي المنشأ ليس فيها ما هو جارحي! وكلها ينشأ من عبادة اليقين بالله وحده وهي قلبية.

بقلم: خالد بهاء الدين
438
البيئة قرارك | مرابط
مقالات

البيئة قرارك


لقد قدر الله سبحانه على العباد أحولا قهرية لم يجعل لهم فيها الخيار وذلك لكمال ربوبيته وقدرته ومشيئته فليس للعبد أن يختار هيئته وملامح وجهه ولا انتقاء والديه ونسبه ولا أرض ولادته ونشأته لكن في المقابل منحه الله تعالى حرية الاختيار بين سبيل الرشد وسبيل الغي

بقلم: د. جمال الباشا
458
مسالك النقد التيمي للمذهب الأشعري | مرابط
مناظرات مناقشات

مسالك النقد التيمي للمذهب الأشعري


يعد ابن تيمية من أشهر العلماء الذين قاموا بنقد المذهب الأشعري ومن أكثرهم توغلا في تتيع تفاصيله بالنقض والاعتراض. وقد سلك في نقده للمذهب الأشعري عددا من المسالك المنهجية هي أشبه بالمداخل العلمية الكبرى التي يجب أن تحاكم إليها كل المذاهب العقدية.

بقلم: د. سلطان العميري
672
الحياد الأجوف | مرابط
فكر مقالات

الحياد الأجوف


لا يجد المتابع صعوبة ليدرك حجم الاختلاف وتعدد الرؤى وكثرة الأطروحات في واقعنا المعاصر بصورة هي من سمات هذا العصر ومن المؤثرات الكبيرة على أهله بالطبع هذه الأطروحات الكثيرة متباينة وواسعة المدى من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال ولكل مقالة منها منتصرون ومنظرون وهؤلاء من لا أريد الحديث عنهم هنا وإنما أريد أن يكون حديثي عن الجمهور المشاهد الذي تلقى هذه الأفكار على رأسه في حرب لم يكد يشهد لها التاريخ مثالا في الضراوة والتتابع هذا المستمع والمتابع كيف يصنع مع هذه الحرب ومع أي قوم يصطف

بقلم: الشيخ حسن بن علي البار
1166
إنهم يبرمجونك! | مرابط
اقتباسات وقطوف

إنهم يبرمجونك!


إنهم يبرمجونك يا رجل عن بعد إنه تتم برمجتك يا رجل! تشاهد هذا في الأخبار فتقول: لقد شاهدت هذا في الأخبار.. إنها حقيقة.. لا ليست كذلك إنها هراء! نعم إن هذه هي حقيقة هذا الجهاز المسمى بالتلفاز إنه يقوم ببرمجة عقولنا إنه يقوم بقصف العقل بمجموعة هائلة من الصور بدون تسلسل منطقي لها

بقلم: محمد علي فرح
419