ضريبة التقدم

ضريبة التقدم | مرابط

الكاتب: عبد الوهاب المسيري

603 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

قد أثبت التَّقدم أن تكْلفته عالية، وأنه لم يشف كثيرًا من أمراض الإنسان الروحية، والنفسية بل فاقمهما. والتقدم حسب ما تعلمناه، هو تطبيق النموذج الغربي في التنمية والاستهلاك. وهو نموذج مبنيٌ على غزو الطبيعة والسطوِ عليها ( 20% من سكان العالم من أهل الغرب يستهلكون 80% من مصادرها الطبيعية ). والآن، ماذا لو "تقدمت" الصين والهند حسب المقولات الغربية؟ ألا يعني هذا مليار سيارة ٍجديدة تسير في الطرقات، يخرج عادمها وتلوث جو الكرة الأرضية وتحرق الأوكسجين، خاصةً إذا ما تقدمت "البرازيل" هي الأخرى، وبدأت في اجتثاث غابات المطر الاستوائية ( لتؤسس المصانع والطرقات وتحقق "التقدم المنشود" على الطريقة الغربية، فهذا حقها القومي) فإنها بذلك تكون قد اجتثت مصدر ثلث الأوكسجين في العالم. إذا كانت فكرة التقدم الغربية تستند إلى لا محدودية الموارد الطبيعية، فإن الممارسة أثبتت عكس ذلك، وهناك مشكلة النفايات الآخذة في التزايد بشكل مخيف ( يقال أنه في غضون عدة أعوام، لو استمر التقدم على ماهو عليه، فإننا سنحتاج لست كواكب في حجم الكرة الارضية كمصدر للمواد الخام وكوكبين آخرين للتَّخلص من نفايات الاستهلاك الوحشي المرتبط بالتقدم). وبطبيعة الحال، هناك النفايات النووية، التي لم نَعرف طريقة أكيدة للتخلص منها بعد. إن التقدم الذي كان من المفترض ان يحقق سعادة الإنسان الأرضية أصبح يهدد وجوده على هذا الكوكب. وهناك سؤال أطرحه دائما على نفسي وعلى الآخرين: هل جهاز الإنسان العصبي قادر على استيعاب كل هذه الأحاسيس والأفكار والمعلومات التي ترسل له يوميا من بيئته الاجتماعية التي يزداد إيقاعها سرعة ووحشية ؟! وهو السؤال الذي يجب أن نتوقف قليلا لنسأله

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#المسيري #التقدم
اقرأ أيضا
قاعدة الخمس ثواني ج1 | مرابط
ثقافة

قاعدة الخمس ثواني ج1


كتاب اليوم اسمه قاعدة الخمس ثوان the 5 second rule مؤلفة الكتاب هي ميل روبينز والكتاب تحدث عن تكنيك أو خدعة نفسية بسيطة تسميها المؤلفة قاعدة الخمس ثوان والمؤلفة ابتكرت هذه القاعدة أو التكنيك خلال مرحلة سيئة في حياتها حيث سقطت من قمة النجاح إلى قاع الفشل وباستخدام هذا التكنيك عادت الأمور إلى مسارها من جديد وحققت نجاحا أكبر من السابق

بقلم: علي محمد علي
504
الإنسان ذئب لأخيه الإنسان | مرابط
الإلحاد

الإنسان ذئب لأخيه الإنسان


في عالم إلحادي ليست الأنانية القصوى رذيلة إذ أننا لن نجد سببا ماديا لإدانة الرغبة في احتكار أسباب المتعة.. في عالم مظلم بلا خير ولا شر لا يمكن أن نجد أساسا وجوديا لإدانة من يروي عطشه لسعادته الشخصية على حساب غيره إذ إن سعادة الآخرين أمر غير جدير بالاعتبار

بقلم: د. سامي عامري
1392
موقف شحرور من وجود الله | مرابط
فكر مقالات

موقف شحرور من وجود الله


يقول شحرور: الإيمان بالله عندي تسليم وأنا مسلم بوجود الله واليوم الآخر وهذه مسلمة والمسلمة هي أمر لا يمكن البرهان عليه علميا كما لا يمكن دحضه علميا ولهذا لا يجوز للملحد المنكر لوجود الله أن يقول: أنا ملحد لأن الإلحاد موقف علمي ولا يجوز للمؤمن بوجود الله في المقابل أن يقول: أنا مؤمن لأن الإيمان موقف علمي وعندي أن الإلحاد أو الإيمان خيار يختاره الشخص بنفسه ولنفسه وفي هذا المقال فحص وتمحيص لمسألة وجود الله عند شحرور

بقلم: يوسف سمرين
2710
لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها | مرابط
تعزيز اليقين فكر مقالات

لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها


فالذي صلح به أول هذه الأمة حتى أصبح سلفا صالحا هو هذا القرآن الذي وصفه منزله بأنه إمام وأنه موعظة وأنه نور وأنه بينات وأنه برهان وأنه بيان وأنه هدى وأنه فرقان وأنه رحمة وأنه شفاء لما في الصدور وأنه يهدي للتي هي أقوم وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأنه قول فصل وما هو بالهز ل ووصفه من أنزل على قلبه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه لا يخلق جديده ولا يبلى على الترداد ولا تنقضي عجائبه وبأن فيه نبأ من قبلنا وحكم ما بعدنا ثم هو بعد حجة لنا أو علينا

بقلم: محمد البشير الإبراهيمي
1603
الإيمان يزيد وينقص | مرابط
تعزيز اليقين تفريغات

الإيمان يزيد وينقص


محاضرة ماتعة للشيخ ابن عثيمين يجيب فيها عن سؤال طرح عليه: عرفنا في لقاءاتنا الماضية -وخاصة في اللقاء الماضي القريب- عرفنا الإيمان وعرفنا أركان الإيمان الستة وتحدثتم عنها الحديث الذي نرجو أن يكون فيه البركة للمستمعين لكن هناك سؤال لا بد من طرحه في هذا اللقاء وهو: هل الإيمان يزيد وينقص ونود أن نعرف بأي شيء تحصل الزيادة وبأي شيء يحصل النقصان

بقلم: ابن عثيمين
551
الأهواء المتدينة | مرابط
فكر مقالات

الأهواء المتدينة


نتعامل في واقعنا المعاصر مع إشكال جديد يمكن تسميته بالأهواء المتدينة هذا الإشكال يظهر في أن ترك الالتزام بالأحكام الذي هو من جنس التقصير والهوى أصبح محسنا مزينا في نفس المسلم متوافقا مع الدين مقربا إلى الحق فلم تعد تلك المخالفات متضمنة مفسدة المخالفة فقط بل أضيف لها مفسدة التحسين والتزيين للهوى والباطل

بقلم: فهد بن صالح العجلان
1127