يقولون: كبت الشباب في المجتمع المسلم سبب لانحرافهم!
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فدائما ما نسمع أن الكبت في المجتمع المسلم والتضييق على الحريات -كما يقولون- ومنع الاختلاط بين الجنسين كل هذا أدى إلى جعل كثير من الشباب يتحرشون بالنساء في الأسواق والأماكن العامة ويسعى إلى تكوين علاقات محرمة مع النساء التي يتمكن من إيقاعهن في فخ العلاقات المعلوم!
ويستدلون على ذلك بالمثل المشهور "كل ممنوع مرغوب" ثم يدعون إلى رفع هذه الأسباب التي أدت إلى انحراف الشباب! هذا الكلام دائما نسمعه ويتكرر كثيرا وبعض الناس أصبح عندهم من الحقائق اليقينية!
وفي الحقيقة أن تعليق انحراف كثير من الشباب على هذه الأحكام الشرعية كمنع الاختلاط أو الحجاب الشرعي تعليق خاطئ وتحليل باطل لأسباب المشكلة، فالمجتمع الأمريكي على سبيل المثال والذي تتوافر فيه جميع صور الإباحية من نوادي ليلية خاصة بالجنس إلى نساء مرخص لهن العمل كبغايا إلى اختلاط في جميع نواحي حياتهم إلى تكوين صداقات بين الشباب والنساء أمام نظر أهاليهم بل ويعلم الأهل أن بينهما علاقة جنسية كما يقال إلى عدم حظر أي موقع في الإنترنت بسبب أن محتواه جنسي وغيرها الكثير من صور الإباحية فهذا المجتمع يجب -وبحسب كلام من يردد تلك المقولات عن الكبت وغيره في المجتمع المسلم- أن يكون خاليا من التحرشات الجنسية أو جرائم الاغتصاب أو أن تكون النسبة فيه متدنية فكل شيء متاح ولكن الحقيقة الصادمة أن نسب جرائم الاغتصاب وبحسب بحث لوزارة العدل الأمريكية عام ٢٠٠٧ صادمة للغاية حيث تعرضت عشرين مليون امرأة أمريكية للاغتصاب في فترة من فترات حياتها!!!
هذا رابط البحث من موقع وزارة العدل الأمريكية
https://www.ncjrs.gov/pdffiles1/nij/grants/219181.pdf
وفي في عام 2005 حصلت 190.600 حالة إغتصاب, وفي عام 2007 حصلت 248.300 حالة إغتصاب
https://www.bjs.gov/content/pub/pdf/cv07.pdf
وفي أمريكا أيضًا يُجهض(=يقتل) سنويًا أكثر من مليون جنين!
https://www.cdc.gov/mmwr/preview/mmwrhtml/ss5511a1.htm
بل إن أعلى عشر دول في معدلات الاغتصاب كلها دول الانفتاح فيها على أشده ومع ذلك تصدرت قائمة أعلى الدول في معدلات الاغتصاب، والمفترض في نظرية منتكسي الفطرة أن تكون الدول المسلمة والتي يقل فيها اختلاط النساء بالرجال ضمن هذه القائمة!
فدل هذا على أن تعليق انحراف الشباب على تلك الأسباب تعليق باطل.
حينئذ نسأل: ما السبب في انحراف الشباب وتحرشهم بالنساء ووو؟
قبل الجواب:
يجب أن نعلم أن ميل الرجل إلى المرأة هو ميل غريزي قال تعالى (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
والله حينما زين ذلك في نفوس الرجال شرع لهم سبلا يقرها العقل بعيدا عن الحيوانية والفوضى فشرع الزواج وحث عليه فقال نبيه ﷺ (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج) في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه
والباءة القيام بمسؤليات الزواج المالية وغيرها كما قال بعض أهل العلم.
ووضع للزواج شروطا تحفظ به الحقوق للطرفين خاصة المرأة التي كانت فريسة سهلة في الجاهلية
ثم قال النبي ﷺ في تتمة الحديث:( ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) والوجاء أي وقاية عن الزنى ومقدماته والصوم علاج لكسر الشهوة حقا فالشهوة تتولد بعد أن يأكل الإنسان ويشبع أما من خفف في طعامه فإن حدة الشهوة عنده تنكسر كما هو معلوم طبيا وشرعيا.
ووجه الإسلام إلى غض البصر عن محركات الشهوة فلا يطلق الرجل نظره في النساء بل عليه أن يغض بصره وكذلك المرأة تغض بصرها ووجه الإسلام إلى عدم الخلوة بمن لا تحل الخلوة معها ووجه الإسلام إلى عدم تلين المرأة في الكلام مع من لا يحل حتى تنقطع مادة الطمع التي توجد في بعض القلوب كل هذه التوجيهات وغيرها حفاظا على العفاف وبعدا عن الفجور والإسفاف.
إذا وضعنا هذه المقدمة نصب أعيننا سهل علينا الجواب على السؤال المطروح لماذا ينحرف الشباب إذن في مجتمع يلتزم غالب النساء في الحجاب الشرعي ولا اختلاط فيه؟
الجواب:
هو بعد كثير الشباب والنساء عن أحكام الدين فلا يغضون البصر ويطلقون أعينهم في كل محرم وانتشار الأغاني التي فيها من الكلام الفاحش غير الأغاني المصورة التي فيها تبرج وسفور وتخنث وتكسر بالجسم وإبراز للمفاتن وكل مستور!
ثم أطلق الشيطان سمه في ستر النساء فأبدل عباءة الرأس الفضفاضة عباءة كتف ضيقة تبرز مفاتن الجسم
وغيرها من أسباب ومحركات الشهوة التي باتت في متناول الأيدي فكيف لا ينحرف كثير من الشباب؟
فمن يدعو إلى الاختلاط وتنفيس الكبت كما يزعم إنما
يدعو إلى مزيد من أسباب الانحراف فبالتالي ستزيد
جرائم الاغتصاب وتنتشر في محيطه ولا أقصد بهذا كل من يطرح هذا الطرح بل بعض من يطرح هذا الطرح جاهل بحقائق الأمور غره حسن كلام القوم فظن صوابهم والبعض الآخر باعثه الدياثة وعدم الغيرة نسأل الله العافية
هذا وصل اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
