في وصف شيخ الإسلام ابن تيمية وأصحابه

في وصف شيخ الإسلام ابن تيمية وأصحابه | مرابط

الكاتب: عماد الدين الواسطي

485 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

واجتمعت بطائفة بدمشق منّ الله بهم عليّ، فوجدتهم عارفين بأيام النبوة، والسير الصحابية، ومعاني التنزيل، وأصول العقائد المستخرجة من الكتاب والسنة. عارفين بأذواق السالكين وبداياتهم، وتفاصيل أحوالهم، يرونها من كمال الدين، لا يتم الدين إلا بها، ولا تشبه أنفاسهم أنفاس أهل العصر من فقهائهم وصوفيتهم. 

 

وما شبهت أنفاسهم إلا بأنفاس القرن الأول والثاني والثالث، في عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم.  وكأني – باجتماعي بهم ورؤيتهم – وجدت أبا بكر وعمر وعثمان وعليّ، ووجدت التابعين كسعيد بن المسيّب، والحسن البصريّ، والربيع بن خثيم، وثابت البناني، وأمثالهم. 

 

وكأني وجدت برؤيتهم مالكًا والشافعي والسفيانين والحمادين وابن المبارك وإسحاق وأحمد بن حنبل وأقرانهم ونظراءهم. فإني وجدتهم عارفين بحقائق العلم الذي أنزل من السماء على محمد صلى الله عليه وسلم، مسارعين إلى إقامة أوامر الله تعالى، كمسارعة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، معظّمين للدين، مُهتمِّين بإقامته وإظهار شرائعه وشعائره، حَنِقِيْنَ على من هتك حدود الدين، أو انتقص شريعة من شرائعه، اعتقادًا أو عملًا.

 

وليستْ أصولهم أصول المتكلّمين، بل أصول عقائدهم على الآيات والأخبار الصحيحة، وأمرّوا الصفات كما جاءت بلا تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه، وأثبتوا حقائقها لله كما يليق به من الاستواء أو النزول، وجميع الصفات، وظهر لهم - مع ذلك - معارف صحيحة، وأنوار ظاهرة من معرفة الله تعالى، ومعرفة صفاته القائمة بذاته؛ ذوقًا وحالًا، مع العلم والنظر، ووجدت آثارها في قلوبهم عند صلاتهم وأذكارهم ودعوتهم إلى الله تعالى

 


 

المصدر:

ًرحلة ابن شيخ الحزَّامِيِّين، بتحقيق أبي الفضل القونوي، (ص45-46).

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#ابن-تيمية
اقرأ أيضا
كيف نتغلب على حالة هدر الوقت | مرابط
تفريغات ثقافة

كيف نتغلب على حالة هدر الوقت


يجب أن نقول في البداية: إن الواحد منا مهما أبدى من الكفاءة والألمعية في تنظيم وقته والاستفادة منه فإنه لن يستطيع استثماره على نحو تام فالعنصر الروحي الذي يتمتع به الإنسان يفقده المرونة الكافية للعمل المتواصل ولذا فإن طبيعة عمله تظل مغايرة لطبيعة عمل الآلة كما أن الظروف والأحوال المحيطة هي الأخرى تحول دون ذلك ولذا لا بد إذا أن نقنع باستثمار نسبي واستفادة منقوصة

بقلم: د عبد الكريم بكار
505
مهارة الحفظ | مرابط
ثقافة

مهارة الحفظ


قدرة الحفظ لها لياقة تنمو بالمراس والمران والدربة والمزاولة ومعيار اللياقة أمران: أن تزيد كفاءة وفعالية المهارة وأن تثمر المهارة نتائجها دون مشقة وتعب مفرط. وهذان يحصلان كما سبق بكثرة التمرين واستمراره.

بقلم: إبراهيم السكران
396
خطر حب الشهرة | مرابط
فكر تفريغات

خطر حب الشهرة


حب الشهرة والصيت هذا المرض موجود في نفوس الكثيرين وهذا المرض موجود عند الفسقة وقد يكون موجودا أيضا عند بعض أهل الدين فعند الفسقة الآن هناك شيء اسمه عالم الأضواء وعالم الشهرة ويقال: فلان أو فلانة من الممثلين والممثلات دخل عالم الشهرة بفلم كذا وفلانة من المغنيات دخلت عالم الشهرة بأغنية كذا وفلان من اللاعبين دخل عالم الشهرة وعالم الأضواء بهدف من الأهداف الرياضية بمباراة كذا وهكذا من أنواع الشهرة الدنيوية المذمومة القبيحة المضيعة للوقت الصارفة للجهد بغير طاعة الله والمورثة للإثم والعدوان والمثي...

بقلم: محمد صالح المنجد
2419
شبهة: هل نستجيب للنص أم لأقوال الفقهاء؟ | مرابط
أباطيل وشبهات مقالات

شبهة: هل نستجيب للنص أم لأقوال الفقهاء؟


الفقهاء ليسوا معصومين ولا يلزم أن يصيب كل واحد منهم الحق بل لا يلزم أن يصيبه أكثرهم وإن كان لا يخرج عن مجموعهم لكن المسلم غير المتفقه في الدين إذا اتبعهم فقد استجاب لأمر الله له وأبرأ ذمته وإن أخطأوا أما من اتبع هواه واستحسن رأيه من غير تفقه في الدين أو سؤال من انشغل بذلك فقد خالف أمر الله وإن أصاب الحق في نفس الأمر وعرض نفسه بذلك للإثم والعقوبة

بقلم: كريم حلمي
406
الأمة الوسط الجزء الأول | مرابط
تفريغات

الأمة الوسط الجزء الأول


من المتفق عليه أن الخصيصة الأولى والمقوم الأساسي للأمة الوسط هو كونها أمة ربانية وهذه الخصيصة خاصة بهذه الأمة لا تشاركها فيها الأمم الأخرى فالأمة الإسلامية أمة ربانية في عقيدتها وتصورها وتشريعها وأخلاقها وقيمها لأن هذا كله منزل من عند الله تبارك وتعالى

بقلم: عمر الأشقر
947
أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الأول ج1 | مرابط
تفريغات

أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الأول ج1


وما يذكره العلماء من النصوص في الأسانيد الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة وأماراتها إنما هو شيء يسير من أشراط الساعة وذلك أن الإنسان إذا توفرت لديه جميع الشروط التي بتحققها يتحقق المشروط يعلم حينئذ أن الإنسان قد توفر فيه العلم اليقين في معرفة وقوع قيام الساعة

بقلم: عبد العزيز الطريفي
600