قاعدة الخمس ثواني ج2

قاعدة الخمس ثواني ج2 | مرابط

الكاتب: علي محمد علي

422 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

 

قاعدة الخمس ثوان

المؤلفة كانت تمر بحالة من الإحباط والفشل بعدما تركت عملها وفشلت في الحصول على عمل جديد.. كما أن زوجها تعثّر في عمله الخاص وأصبحا مديونين وزواجهما مهدد بالفشل مع وجود أطفال.. كانت فترة سيئة لدرجة أنها لم تكن تستطيع الاستيقاظ صباحا كنوع من الهروب من الواقع السيئ.. وهذا الهروب بالطبع كان يزيد الأمور سوءًا.

 

فصارحت نفسها أنها لو أرادت تغيير هذا الواقع السيئ فعليها على الأقل أن تستيقظ باكرًا لتؤدي مسؤولياتها. ألهمها مشهد العد العكسي لانطلاق صاروخ رأته على التليفزيون.. وقالت أنها بدءًا من الغد بمجرد ما أن يرن المنبه سوف تعد عدًا عكسيًا من رقم 5 حتى 1، وبعدها تنطلق من على السرير مثلما انطلق الصاروخ من على منصة الإطلاق.

 

وبالفعل اليوم التالي بمجرد أن رن المنبه.. عدت عكسيًا: 5.. 4.. 3.. 2.. 1.. انطلق! وقامت من على السرير فورًا تقول أنها كانت المرة الأولى من شهور طويلة التي تنجح فيها في النهوض من على السرير فعلا بمجرد ما أن سمعت رنين المنبه، واستمر معها ذلك بنجاح بعدها.

 

السر في فكرة العد العكسي هي أنها خدعة نفسية تمنع بها مخك من الاسترسال في الأفكار التي تجعلك متردد أو تمنعك من الفعل.. لأنك كلما أعطيت مخك فرصة أكبر ليختلق الأعذار فغالبًا سينجح فعلًا في اختلاق أعذار تمنعك أو حتى يؤخرك عن الفعل بشكل يضرك!

 

بدأت المؤلفة بعدها في استخدام هذه القاعدة البسيطة في أمور حياتها الأخرى.. من تلك الأمور مثلًا أنها كانت تعرف أن عليها محادثة أشخاص من معارفها القدامى تسألهم عن فرص عمل متاحة لها.. لكن مشاعر الإحراج والتوتر كانت تمنعها دائمًا من الاتصال.. فبدأت حينها بمجرد ما أن تتذكر اسم شخص يمكنه مساعدتها -وقبل أن يسترسل مخها في الأفكار والمشاعر التي تمنعها- تعد عكسيًا 5.. 4.. 3.. 2.. 1.. انطلق. وتمسك الهاتف وتتصل فورًا.وبغض النظر عن انتهاء المكالمة بإيجاد قرصة عمل أو لا.. ما يهم أنها استطاعت إجراء المكالمة بعدما كانت تعجز عن هذا لشهور طويلة!

 

بدأت ظروف المؤلفة في التحسن مع الوقت وبدأت تستعيد النجاح في حياتها بالتدريج.. كما بدأت في مشاركة هذه الحيلة البسيطة مع غيرها من الناس وكانت تسمع منهم ردود إيجابية عن نجاح قاعدة الخمس ثواني تلك معهم، لدرجة أن بعد فترة قررت كتابة كتاب عن الموضوع.

 

أرى أن هذا الأسلوب البسيط يمكن أن ينجح مع كثير من الناس فعلًا.. حتى لو لم ينجح في كل الأمور.. فوارد جدًا أن ينجح معك في عدة أمور مهمة. وهذا كافٍ جدأ خاصة أنه أسلوب بسيط للغابة ولا يحتاج لمجهود.

 

عندي نصيحتين قد يزيدا من فرص نجاح قاعدة الخمس ثوان معك:

النصيحة الأولى.. أنصحك بأن تبدأ العد من 3 لا من 5.. صحيح أن هذا سيغير اسم القاعدة تمامًا لكن لا مشكلة.. فأنا أرى أن خمس نوانٍ فترة طويلة بما يكفي لأن تسمح لمخك بالبدء في اختلاق الأعذار.. أو على الأقل هذا هو ما حدث معي ومع بعض الناس ممن جربوا هذا الأسلوب.. عد: 3..2..1 وقل أي كلمة تستفزك للحركة مثل.. انطلق.. يلا.. هويا.. أو أي شيء كهذا

 

النصيحة الثائية.. من مصلحتك أن ينجح معك هذا الأسلوب البسيط لأنه سيساعدك على الإنجاز والتنغيير. فساعد نفسك على نجاحه! إن أردت البحث عن عذر لتقول جربته ولم ينفع لتبرر لنفسك الاستمرار على حالك فأنت الخاسر.. المؤلفة باعت الكتاب وحققت الأرباح بالفعل! لا أطلب منك أن تضحك على نفسك.. لكن أقول لك جرب ولديك الرغبة في نجاح الأسلوب لا الرغبة في إثبات فشله.. ففي النهاية لن يستفيد أحد أو يخسر سواك!

 

قبل عرض بعض الأمثلة للتطبيق.. دعني أأكد أنك يجب أن تستخدم هذه القاعدة فقط عندما يكون الفعل الذي تود القيام به في مصلحتك ومفيد لك لكن مزاجك أو مشاعرك ضد الفعل. بمعنى أن تكون في حالة اختيار ما بين أن تقوم بشيء في مصلحتك وبين ألا تقوم به. لكن إن كنت محتارا بين أمرين لا تعرف أيهما في مصلحتك فهذه القاعدة لن تساعدك وليست مناسبة للموقف.

 

هنالك 3 أنواع من الأفعال التي قد تساعدك القاعدة في إنجازها:

النوع الأول: مواجهة الكسل

مثل الاستيقاظ من النوم -ووضحنا هذا سابقًا- أو ممارسة الرياضة.. لو كنت تخطط لعمل تمارين معينة لكن وقت التنفيذ شعرت بالكسل وعدم الرغبة وبدأ مخك في اختلاق الأعذار اقطع عليه الطريق فورا: 3..2..1.. وانطلق. قم بأي شيء ولو مجرد أن تقوم من مكانك البس ملابس وحذاء التمارين.. لا زلت تشعر بالكسل؟ ابدأ 3..2..1 واخرج من باب البيت، وهكذا...

 

النوع الثاني: مواجهة التسويف والمعاطلة

أثناء تحضير نص هذا الكتيب.. كانت نفسي تقول لي: "يكفي ما كتبته اليوم" قم نم وأكمل غدًا، لكنتي أعرف أن من مصلحتي إكمال النص لأضمن نشر الحلقة في موعدها. فكنت بسرعة أقول: 3.. 2.. 1..انطلق. وافتح المؤقت الذي استخدمه في العمل وأبدأ جلسة عمل جديدة لمدة ربع.. وعادة ما كنت أنجز خلالها قدرا جيدا من النص والحمد لله.

يإمكانك أن تفعل هذا أنت أيضًا.. إن وجدت نفسك مترددا وليس لديك مزاجا للعمل رغم معرفتك أن مصلحتك وما يفيدك هو أن تبدأ في الحال.. لا تدع لمخك فرصة لاختلاق الأعذار.. قم فورًا بتشغيل مؤقت على هاتفك أو على الكمبيوتر لمدة ربع ساعة وابدأ عمل لهذه المدة فقط. وقرر بعدها.. لا تستسلم لمشاعرك من أول مرة!

 

النوع الثالث: مواجهة التردد وضعف الثقة بالنفس

قد تكون في اجتماع مثلًا وعندك فكرة جيدة لكنك تتردد في الكلام وتخاف ألا تعجبهم فكرتك.. لا تسمح لمشاعرك بالسيطرة عليك.. بسرعة عِد: 3-... وتكلم ! ستندم أكثر لو سبقك بالكلام شخص آخر واقترح نفس فكرتك أو فكرة شبيهة.

 

إن كان هناك مكالمة مهمة عليك أن تجريها لكن الموضوع ثقيل على نفسك أو مُحرج عد: 3..2..1.. واتصل! تذكر أن المشاعر السلبية التي نشعر بها قبل الفعل عادة ما تكون مبالغ فيها بدون داع. طالما العقل يقول أن هذا الفعل في مصلحتك. تجاهل مشاعرك.. مشاعرك ستتغير عندما تبدأ بالفعل.

 

معظم البشر عندما يسترجعون الماضي بندم.. غالبًا يكون ندمهم على الأمور التي لم يفعلوها أكبر من ندمهم على الأمور التي فعلوها. خاصة عندما يكتشفون أنه لم يكن هناك مانع حقيقي يمنعهم من الفعل.. وأن الفعل كان في نطاق قدراتهم لكنهم استسلموا لمشاعرهم السلبية وحرموا أنفسهم من إنجاز ما يستحق الإنجاز في الحياة.

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#قاعدة-الخمس-ثوان
اقرأ أيضا
نشوء دولة التتار ج1 | مرابط
تفريغات

نشوء دولة التتار ج1


في هذه المحاضرة ألخص ما حدث في هذه الفترة من أحداث وأسأل الله عز وجل أن يمكننا من استعراض كل الأمور بإيجاز نتحدث اليوم عن ظهور قوة جديدة على سطح الأرض في القرن السابع الهجري هذه القوة أدت إلى تغييرات هائلة في العالم بصفة عامة وفي العالم الإسلامي بصفة خاصة قوة بشعة أكلت الأخضر واليابس ولم يكن لها هدف في حياتها إلا التدمير والإبادة

بقلم: د راغب السرجاني
801
أيها المسلم.. لا تنقطع عن نبيك | مرابط
اقتباسات وقطوف

أيها المسلم.. لا تنقطع عن نبيك


وعجيب أن يجهل المسلمون حكمة ذكر النبي العظيم خمس مرات في الأذان كل يوم ينادى باسمه الشريف ملء الجو ثم حكمة ذكره في كل صلاة من الفريضة والسنة والنافلة يهمس باسمه الكريم ملء النفس! وهل الحكمة من ذلك إلا الفرض عليهم ألا ينقطعوا عن نبيهم ولا يوما واحدا من التاريخ

بقلم: مصطفى صادق الرافعي
503
مشكلة خفاء الله | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين مقالات الإلحاد

مشكلة خفاء الله


يعترض الملاحدة على دعوى وجود إله بالقول: إذا كان الإله موجودا حقيقة فيجب أن يكون وجوده شديد الظهور فلا يرتاب فيه بشر يدرك يمينه من شماله ولكن واقعنا اليوم يخبر أن طوائف من الناس ملحدة لا تجد حجة تلزمها بهذا الاعتقاد وتعرف هذه الشبهة المنتشرة بين الملاحدة بمشكلة الخفاء الإلهي divine hiddenness وهي تقوم على زعمين أولهما: أنه إذا كان الله موجودا فلا بد أن يكون وجوده واضحا للجميع بلا أدنى ريبة وثانيهما: أن وجود الله غير بين لجل الناس وفي المقال الذي بين يدينا يقف المؤلف على هذه الشبهة ويمحصها و

بقلم: سامي عامري
1902
قل ولا تقل: قاعدة الاستبدال | مرابط
لسانيات

قل ولا تقل: قاعدة الاستبدال


على الرغم من شيوع هذه القاعدة ومعرفة معظم المشتغلين والناطقين بالعربية بها فإن الخطأ فيها شائع جدا على مستوى الممارسة. والقاعدة هنا تقول إن باء الجر تدخل على المتروك لا على المأخوذ عند استخدام فعل التبديل بدل أو أي فعل من نفس مادته استبدل تبدل أبدل.. أو أي من مشتقات هذه الأفعال.

بقلم: محمود عبد الرازق جمعة
1045
أين أخطأ المقاصديون الجدد في نظرتهم إلى مقاصد الشريعة ج2 | مرابط
فكر

أين أخطأ المقاصديون الجدد في نظرتهم إلى مقاصد الشريعة ج2


يبدو أن موضوع مقاصد الشريعة يحظى باهتمام بالغ في الساحات العربية خصوصا بعد أحداث سبتمبر فالسياسيون اهتموا به لتمرير أجندتهم السياسية والإعلاميون تمسكوا بها لتبرير مخالفة الإعلام للشريعة وكثير من الدعاة تمسك بها من أجل المزيد من المكتسبات سواء لدى عامة الناس أو لدى شرائح الملأ وتولت مقاصد الشريعة مع ظاهرة الخروج عن مألوف الشريعة المعهود لدى المسلمين بحجة نبذ التقليد والعمل بالدليل مهمة تمرير لبرلة الإسلام وعصرنته وكان أخطر ما في الأمر تبني شرائح إسلامية عديدة لهذا الفكر الأصولي الفقهي فكانوا...

بقلم: الدكتور هيثم بن جواد الحداد
1959
أبو بكر الصديق والدعوة إلى الإسلام | مرابط
تاريخ

أبو بكر الصديق والدعوة إلى الإسلام


ولعل منشأ هذا الحب العميق للإسلام عند الصديق رضي الله عنه هو الإخلاص الشديد في قلبه فالعمل المخلص لا يرتبط بوجود أشخاص أو هيئات أو ظروف إنما هو مرتبط بالله جل وعلا وبالتالي فالإخلاص يدفع صاحبه إلى العمل الدءوب في كل الأوقات وبالحماسة نفسها وهذا ما دفع الصديق رضي الله عنه إلى أن يبقى على هذه الروح في حمل الرسالة حتى بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وإلى موته هو شخصيا رضي الله عنه فقد ظل يحمل هم الدعوة ويتحمل مسئولية الإسلام وكأنه ليس على الأرض مسلم غيره

بقلم: د راغب السرجاني
1446