لماذا نحتاج إلى الخالق طالما عرفنا القوانين؟

لماذا نحتاج إلى الخالق طالما عرفنا القوانين؟ | مرابط

الكاتب: د. هيثم طلعت

409 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

س/ نحن نعرف القوانين التي تحكم الكون ونعرف سبب الزلازل جيدًا، فلماذا نحتاج إلى الخالق طالما عرفنا القوانين؟

ج/ يفترض الملحد أنَّ القوانين تكفي لخلق الكون وظهوره، وقد اعتمد بعض الملحدين على فكرة "قانون الجاذبية" وأنَّه كافٍ لظهور الكون، وبغض النظر عن سقوط هذا الزعم ذاتيًا بمجرد التفكير في مصدر قانون الجاذبية، أو مَن الذي قننه أو مَن الذي أعطاه صفة التدخل وإظهار الأثر؟

بغض النظر عن هذه البديهيات الأولية فإنَّ قانون الجاذبية لا يؤدي إلى دحرجة كرة البلياردو!

فالقانون وحده عاجز عن أي شيء بدون ظهور الشيء.

فقانون الجاذبية لن يُنتج كرة بلياردو وإنما فقط يُحركها إذا ظهرت وضُربت بعصا البلياردو.

فقانون الجاذبية ليس شيئًا مستقلاً وإنما هو وصف لحدث طبيعي.

وقانون الجاذبية لن يُحرِّك كرة البلياردو دون قوة تضغط على عصا البلياردو وتحركها وهنا فقط تتحرك كرة البلياردو ويظهر أثر قانون الجاذبية.

لكن الملحد يفترض أن وجود قانون الجاذبية يكفي لخلق كرة البلياردو وعصا البلياردو ودحرجة الكرة!

أيهما أكثر قربًا من العقل والمنطق في سبب ظهور هذا الكون: الخالق أم القانون؟

وبالمثل فقوانين الاحتراق الداخلي في موتور السيارة لن تخلق موتور سيارة.

ولو أضفنا قوانين الاحتراق الداخلي إلى موتور السيارة فإن الموتور أيضًا لن يعمل، فلابد من البنزين الذي يعطي طاقة، ولابد من شرارة الاحتراق ولابد قبل ذلك من وجود الموتور، وهنا فحسب تظهر قوانين الاحتراق الداخلي ويعمل الموتور!

فليس من العقل افتراض أن قوانين الاحتراق الداخلي تكفي لخلق الموتور وشرارة الاحتراق والبنزين والسائق والطريق.

ففكرة الاكتفاء بالقانون لتفسير ظهور الكون هي فكرة لا تنتمي للعقل في شيء.

ثم إن هذه الفكرة لو افترضناها ستُدخلنا في تسلسل الفاعلين الذي شرحناه في إجابة السؤال السابق، فمن الذي خلق هذا القانون ومن الذي أوجده، ولو زعموا أنه قانونًا آخر سندخل في تسلسل الفاعلين الذي يقضي بعدم ظهور أي قانون أو أي موجودات.


المصدر:
الإسلام والإلحاد وجهًا لوجه، د. هيثم طلعت

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الإلحاد #قوانين-الطبيعة
اقرأ أيضا
النسوية من الفكر إلى العرف | مرابط
النسوية

النسوية من الفكر إلى العرف


النسوية لم تعد فكرا لقد تحولت إلى عرف في كثير من المجتمعات وهذه أخطر مراحل تطور الأفكار أي أنها لم تعد تؤثر في المثقفين لقد تحولت إلى نمط عيش أغلب المجتمعات المسلمة

بقلم: د. حامد الإدريسي
432
ذكر المتحابين في الله | مرابط
اقتباسات وقطوف

ذكر المتحابين في الله


حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن ميسرة عن العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تبارك وتعالى: المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي وحدثنا علي بن الجعد حدثنا عبد الحميد بن بهرام حدثنا شهر بن حوشب حدثني عايذ الله بن عبد الله أن معاذ بن جبل حدثه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المتحابون بجلال الله عز وجل في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله

بقلم: ابن أبي الدنيا
873
طلب المرأة المساواة | مرابط
فكر مقالات المرأة

طلب المرأة المساواة


على أن من تبين ضعف المرأة ثم ما وهبته من جمال الظاهر ورأى كيف تحتال به على مطالبها وتستخدمه في مآربها وأنها لا تعدل به شيئا من مفاخر الحياة ولو أوتيت العلم والحكمة أو رزقت الملك والعظمة علم أنه حل منها محل القوة من الرجل وأنها إنما وهبته ليكون سلاحها الذي تحفظ به حياتها في هذا الوجود لئن صدئ في هذه الأيام إفرنده أو تثلم حده فأولى بها أن تعمد إلى صقله وشحذه من أن تصول بسلاح سواه لا يدفع عنها أذى ولا يرد من مصاوليها أحدا

بقلم: عباس محمود العقاد
2244
الإنسان في تصوير الإسلام | مرابط
تعزيز اليقين فكر اقتباسات وقطوف

الإنسان في تصوير الإسلام


الإنسان في تصوير الإسلام هو ذلك الكائن المزدوج الطبيعة المكون من قبضة من طين الأرض ونفخة من روح الله ممتزجتين مترابطتين غير منفصلتين ومن ثم لا يكون قبضة طين خالصة فيهبط كالجماد أو الحيوان ولا نفخة روح خالصة فيؤله أو يتأله

بقلم: محمد قطب
2490
أعظم الظلم في ميزان الوحي | مرابط
مقالات

أعظم الظلم في ميزان الوحي


قال تعالى: ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها ۚ إنا من المجرمين منتقمون السجدة : 22 وهذا المعنى تشهد الفطر والعقول السليمة بحسنه فالرب تعالى له أعظم الحق لكماله وإنعامه فجحد حقه والإعراض عن آياته أعظم ظلم وجرم فالله تعالى أرسل لهذا الظالم من ذكره بآيات ربه الذي يريد سبحانه تربيته وتكميل نعمته على أيدي رسله تأمره وتذكره مصالحه الدينية والدنيوية وتنهاه عن مضاره الدينية والدنيوية التي تقتضي أن يقابلها بالإيمان والتسليم والانقياد والشكر..

بقلم: د. طارق عنقاوي
406
الانقياد المشروط | مرابط
فكر مقالات

الانقياد المشروط


اعتاد كثير من ذوي التوجهات المنحرفة عن النص الشرعي أن يقلب في كتب الفقهاء أو يستفيد من التقنية الحديثة لاستخراج الأقوال والاختيارات الفقهية القديمة والحديثة التي يرونها تتفق مع بعض رؤاهم ليصنعوا من أجزائها زورقا آمنا لتجاوز أمواج الاعتراض والنكير التي لا تزداد نحو عبثهم إلا دفعا وتصاعدا وقف بعدها يشير بطرف عينه إلى كل من يذكره بقول الله وقول رسوله - صلى الله عليه وسلم - بأن فلانا يرى كذا وأنه يرى رجحان اختيار فلان وأن المسألة فيها اختلاف فلا يصح التضييق على الناس ما دام في المسألة خلاف لأحد...

بقلم: فهد بن صالح العجلان
917