
س/ نحن نعرف القوانين التي تحكم الكون ونعرف سبب الزلازل جيدًا، فلماذا نحتاج إلى الخالق طالما عرفنا القوانين؟
ج/ يفترض الملحد أنَّ القوانين تكفي لخلق الكون وظهوره، وقد اعتمد بعض الملحدين على فكرة "قانون الجاذبية" وأنَّه كافٍ لظهور الكون، وبغض النظر عن سقوط هذا الزعم ذاتيًا بمجرد التفكير في مصدر قانون الجاذبية، أو مَن الذي قننه أو مَن الذي أعطاه صفة التدخل وإظهار الأثر؟
بغض النظر عن هذه البديهيات الأولية فإنَّ قانون الجاذبية لا يؤدي إلى دحرجة كرة البلياردو!
فالقانون وحده عاجز عن أي شيء بدون ظهور الشيء.
فقانون الجاذبية لن يُنتج كرة بلياردو وإنما فقط يُحركها إذا ظهرت وضُربت بعصا البلياردو.
فقانون الجاذبية ليس شيئًا مستقلاً وإنما هو وصف لحدث طبيعي.
وقانون الجاذبية لن يُحرِّك كرة البلياردو دون قوة تضغط على عصا البلياردو وتحركها وهنا فقط تتحرك كرة البلياردو ويظهر أثر قانون الجاذبية.
لكن الملحد يفترض أن وجود قانون الجاذبية يكفي لخلق كرة البلياردو وعصا البلياردو ودحرجة الكرة!
أيهما أكثر قربًا من العقل والمنطق في سبب ظهور هذا الكون: الخالق أم القانون؟
وبالمثل فقوانين الاحتراق الداخلي في موتور السيارة لن تخلق موتور سيارة.
ولو أضفنا قوانين الاحتراق الداخلي إلى موتور السيارة فإن الموتور أيضًا لن يعمل، فلابد من البنزين الذي يعطي طاقة، ولابد من شرارة الاحتراق ولابد قبل ذلك من وجود الموتور، وهنا فحسب تظهر قوانين الاحتراق الداخلي ويعمل الموتور!
فليس من العقل افتراض أن قوانين الاحتراق الداخلي تكفي لخلق الموتور وشرارة الاحتراق والبنزين والسائق والطريق.
ففكرة الاكتفاء بالقانون لتفسير ظهور الكون هي فكرة لا تنتمي للعقل في شيء.
ثم إن هذه الفكرة لو افترضناها ستُدخلنا في تسلسل الفاعلين الذي شرحناه في إجابة السؤال السابق، فمن الذي خلق هذا القانون ومن الذي أوجده، ولو زعموا أنه قانونًا آخر سندخل في تسلسل الفاعلين الذي يقضي بعدم ظهور أي قانون أو أي موجودات.
المصدر:
الإسلام والإلحاد وجهًا لوجه، د. هيثم طلعت