مشكلة إطلاق البصر

مشكلة إطلاق البصر | مرابط

الكاتب: حسين عبد الرازق

230 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

كُلُّ مرارةٍ تشعرُ بها وأنت تُجاهد نفسك على غضِّ البصر عمّا حرّم الله فهي أهونُ ألف مرةٍ من مرارة إطلاق البصر
فالذي عوَدَ عيْنيه على رؤية الحرام شيئا فشيئا ستتتبعُ عينُه وحدَها مواضع الحرام (في الشارع، في التلفزيون، في النت، في أي مكان) وستفرحُ بها، وترى فيها مُتعتَها وبهجتَها

وبذلك يكون هو الجاني والمَجني عليه والظالم والمظلوم:

١- لأن العين لم تُخلق لترى ذلك، فتوجيهُها له ظلمٌ لها

٢- شقاءٌ على النفس وشعورٌ بالحرمان، لأن العين ترى ما لا تملك في صورةٍ مُبهرة، فمن جهةٍ: تتمنّاه وتتخيله، ومن جهة أخرى: لا تقنع بالحلال المُتاح عندها، ويُفسد علاقته بأهله لأنه سيُقارنُ، والشيطانُ لا شك سيُصغرُ أهله (الحلال) في عينِه ويُفخّم له الحرام 

٣- إطلاق البصر هو البوابةُ لسلسلة من المحرمات أشدّ منه بكثير قد تصل إلى الفاحشة.. نعم واللهِ 

٤- لن يتوقف خطرُها على مجرد النظر بل في التفكير والتخيُّل وحديث النفس والتمنّي والشهوة.. وهذا مُفسِدٌ للنفس والبدن وصارفٌ عن التفكير في الخير والعمل النافع، وسيُعطّله لا محالة أو يُقلِّل كفاءته في العمل الصالح النافع

وكذلك: كم من امرأة أطلقت نظرها وقلبها وخيالَها على رجالٍ فأفسدتْ حياتَها مع زوجها، وإن لم تكن متزوجة فهو ضرر عظيم أيضا حيث يشغل تفكيرها بما لا ينفع ويُشتت عقلها، وربما أدخلها في مشاهدة الحرام، ويجعلها تطلب صورة مثالية مُتخيّلَة لزوج المستقبل تُفسدُ عليها اختيارَها لمن يتقدّم لها، وهذا حصل كثيرا 

وفي هذا الزمان الذي صار فيها المُنكرات والحرام والمناظر القبيحة في كل مكان (في الشارع، في الإعلام في الإعلانات، في النت..) يحتاج العبدُ استعانةً عظيمة بالله مُتجددة كل يوم، بل ربما طول اليوم، ويحتاج صبرا ومُجاهدة وتذكُّرًا لسوء عاقبة إطلاق البصر، وحُسن عاقبة غضِّه

(قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)
ذلك أزكى لهم

وبكلمةٍ:
فإنّ إنكار القلب ومجاهدة النفس على ذلك والصبر (حتى لو ضعفت قليلا)، وحُزنَ النفس على التقصير في ذلك والاستغفار خيرٌ من التطبيع مع المحرمات دون إنكار قلب أو اكتراث!

وإرادةٌ تتعثّرُ في ترك الحرام، خيرٌ من عزيمةٍ استحكمتْ على العَيْش معه! 

وربُّك سبحانه معك، لن يُضيعك
وعليك بدُعاء يوسف الكريم 
(إلّا تصرفْ عنّي كيدَهُنّ أصْبُ إليهنّ وأكُن من الجاهلين)

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#إطلاق-البصر
اقرأ أيضا
الركون إلى الدنيا | مرابط
تفريغات

الركون إلى الدنيا


والله عز وجل مع أنه رفع الهمة وبث الأمل ونشط المسلمين فقد علم المسلمين المنهج الواقعي في معالجة الأمور فليس معنى رفع الهمة الغفلة عن الأخطاء وعدم ذكر العيوب لا فلابد أن نذكر ولكن بصيغة لطيفة ولنرفع الهمة ونصلح الأوضاع ولنكن إيجابيين نكتشف الأخطاء ونصلحها ونرفع الهمة عند المسلمين ولا نقرع الأبدان ولا نلهب الظهور بالسياط ولكن بلطف وبرقة وببث الأمل

بقلم: د راغب السرجاني
847
الدليل العقلي عند السلف ج3 | مرابط
أبحاث

الدليل العقلي عند السلف ج3


والحق أنهم -أي السلف- أيقنوا بغناء الدلائل الشرعية بالبراهين العقلية الفطرية وكفايتها عن الابتداع في دين الله وهذا جوهر الخلاف بينهم وبين مخالفيهم فإن المخالفين لما اعتقدوا أن الدلائل النقلية تعرى عن البراهين العقلية قادهم ذلك إلى ابتداع دلائل على مسائل الدين بل جمعوا بين الابتداع في الدلائل والإحداث في المسائل. ولو أنهم علموا أن دلائل القرآن العقلية لها صفة الثبات والاستمرارية إلى يوم الدين بحيث لا يفتقر في الاستدلال على أصول الدين إلى غيرها لما وقعوا في هذه المشاقة.

بقلم: عيسى بن محسن النعمي
298
مسالك الهوى الخفي | مرابط
مقالات

مسالك الهوى الخفي


افرض أنك قرأت آية فلاح لك منها موافقة قول لإمامك وقرأت أخرى فلاح لك منها مخالفة قول آخر له. أيكون نظرك إليهما سواء لا تبالي أن يتبين منهما بعد التدبر صحة ما لاح لك أو عدم صحته؟. افرض أنك وقفت على حديثين لا تعرف صحتهما ولا ضعفهما أحدهما يوافق قولا لإمامك والآخر يخالفه. أيكون نظرك فيهما سواء لا تبالي أن يصح سند كل منهما أو يضعف؟.

بقلم: عبد الرحمن المعلمي اليماني
260
الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف | مرابط
مقالات

الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف


هذا البيت الذي غاب رجله عن الفعل والتربية سيخرج أبناء وبنات لا يستطعون إقامة بيوت سوية بصورة طبيعية لأنهم فقدوا الجزء التربوي الأهم في فترة التنشأة.الكلام على مرارته معروف نعيشه جميعا .. إذن ما الحل: الحل القريب: أن نحاول المحافظة على بنية الأسرة الطبيعية بكل ما نملك على روابطنا ببعضنا مهما كانت حالتنا المعيشية .. أن نوطن أنفسنا على التحمل في سبيل عدم خسارتنا لأنفسنا.

بقلم: محمد حشمت
341
سلسلة كيف تصبح عالما: الدرس الثاني ج2 | مرابط
تفريغات

سلسلة كيف تصبح عالما: الدرس الثاني ج2


ما حال أمتنا في العلوم الحياتية ما حال أمتنا في علوم الطب والهندسة لا شك أن أمتنا تعاني حالة من التردي في العلوم الحياتية وليس هذا كلاما عاطفيا إنما هناك ظواهر ومشاهدات واستقراءات نريد أن نتحدث عنها اليوم فأي مشكلة لها حل وأول وسائل الحل أن تعرف الواقع ليست هذه دعوة للإحباط ولا دعوة للتشاؤم فعندما يأتي إلينا مريض يعالج من مرض كذا أو كذا لابد أن تعرف واقع المريض: هل عنده أمراض أخرى عمره كم سنة ما هي ظروفه هل عمل عمليات قبل ذلك أم لا أخذ أدوية أو لم يأخذ

بقلم: د راغب السرجاني
656
كيف تقضي على حياة أولادك المستقبلية؟ | مرابط
المرأة

كيف تقضي على حياة أولادك المستقبلية؟


هذه الفتاة التي قضت قرابة عشرين عاما بعيدا عن أعمال البيت وتدبيره ومسئوليته بمجرد أن ترتبط وتتزوج هل ستتحول مرة واحدة إلى حب الاستقرار والقرار في البيت وخدمة الزوج والأولاد وتأسيس بيت صالح ورعاية زوجها وأولادها والاهتمام بنظافتها الشخصية في طورها وكل هذه الأمور؟

بقلم: محمد حشمت
259