اكتساب الهمة

اكتساب الهمة | مرابط

الكاتب: كريم حلمي

302 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

السؤال:
هل الهمة شيء مكتسب؟ يعني هل باستطاعة الإنسان أن يرفع همته في شيء ما ؟ كيف السبيل لذلك إن كانت مكتسبة ؟

الإجابة:
سيكولوجيًا .. الموضوع مختلف فيه على عدة مستويات، لكن تقريب الأمر أن (الهمة) أو (العزم) - وغيرها الكثير - جزءٌ منها يكون تابعًأ لطبيعة المرء وشخصيته ونشأته، وجزءٌ منها كبيرٌ قابلٌ للاكتساب ..

ولا شك أن قابلية اكتساب الهمة والعزم = كبيرة؛ فالله جل وعلا كلّف العباد جميعًا - إلا من استثنى الله منهم - بتكاليف متساوية في الجملة، وكل هذه التكاليف تفتقر إلى الهمة وصدق العزم، كالصلاة والصيام والإنفاق والحج وترك الشهوات المحرمة والمنكرات الفاحشة، وإذا كانت الهمة غير مكتسبة ومستطاعة التحصيل، لكانت التكليفات ظلمًا لطائفةٍ من العباد، تعالى الله عن ذلك.

والحياة تدفع لنا كل يوم صورًا عظيمًة لأناس هزموا اليأس، وتغلبوا على أنفسهم، وصاروا من أصحاب الهمم العالية، كان ذلك في الدنيا أو في الآخرة.

ومن هذا الباب = قصة أبي محجن الثقفي رضي الله عنه في شرب الخمر، ففيها مغالبة النفس واكتساب الهمة في أمر من الأمور.

واكتساب الهمة لا يكون - في المقام الأول - إلا بمجاهدة النفس ومعالجتها، ومكابدة دفع أهوائها، ليس لها وصفةٌ سحرية، أو خطوات لتتبع، ولكنها قرار صادق وعزم أكيد ومجاهدة مستمرة ..

ولكن هناك أشياء تعين عليها، مثل بعض وسائل التهديف والمتابعة والمحاسبة وإدارة الوقت، ومثل الصحبة الصالحة والاجتماع على المعالي، وكذلك دراسة الشواغل والبحث في قطعها أو تخفيفها، وكذلك تحقيق الاستقرار النفسي قدر الإمكان، فهذا هامٌ جدًا لتفرّغ النفس إلى المعالي .. وأشياء عدة لا يتسع المقام لتفصيلها ..

ويُنظر في ذلك: كتاب (علو الهمة) للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم، وكتيب (الهمة) لمحمد بن موسى الشريف، وكذلك (الحرب على الكسل) للدكتور خالد أبو شادي .. وابدأ بالأخيرين لصغر حجمهما

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الهمة
اقرأ أيضا
أحاديث المقاهي وإهدار الطاقات | مرابط
اقتباسات وقطوف

أحاديث المقاهي وإهدار الطاقات


مقتطف رائع لمالك بن نبي من كتاب شروط النهضة يرصد فيه حالة متكررة نراها دائما في مجتمعاتنا العربية ألا وهي الخطب الرنانة التي تلقى على المقاهي كثيرا ما نسمع هناك عبارات نطالب بحقوقنا يجب أن يتغير الواقع ويكون كذا وكذا كلها خطب ومقالات وأحاديث وجدالات رنانة ولكنها لا تفضي إلى أي شيء

بقلم: مالك بن نبي
2148
موضوعات رسالة العبودية لابن تيمية | مرابط
تفريغات

موضوعات رسالة العبودية لابن تيمية


يلاحظ أن ابن تيمية في جوابه على السؤال المتعلق بالعبودية بدأ في بيان حقيقة العبودية الشرعية ثم انتقل إلى موقف الصوفية من العبودية وبالذات في موضوع الإرادة الكونية والإرادة الشرعية والعبودية الاضطرارية والعبودية الاختيارية ثم رجع مرة أخرى إلى موضوع العبودية الشرعية ثم انتهى إلى قوله: فصل ولما بدأ بفصل بدأ في العبودية لغير الله وأخذ يتحدث عن العبودية لغير الله وذكر دقائق في التعبد لغير الله حتى في أمور مكروهة

بقلم: عبد الرحيم السلمي
397
الأصول الفكرية للنسوية: البطريركية والقمع الذكوري | مرابط
فكر مقالات النسوية

الأصول الفكرية للنسوية: البطريركية والقمع الذكوري


يستعرض المقال واحدا من أهم الأسس والقواعد التي تقوم عليها الحركة النسوية بشكل عام على مدار التاريخ ألا وهو التسلط الذكوري أو السلطة الذكورية كما تراها النسويات وهنا توضح لنا المؤلفة منبع هذه الفكرة وتشكلها لدى التيار النسوي وكيف تستهدف النسويات كسر الإطار الذكوري في كل أشكال العلاقات

بقلم: د وضحى بنت مسفر القحطاني
2311
آية تقوض مسلك التأويل والتفويض في الصفات | مرابط
مناقشات

آية تقوض مسلك التأويل والتفويض في الصفات


إذا تأمل السني كتاب الله عز وجل وسنة نبيه ﷺ لوجد فيهما الرد على جميع شبه أهل الباطل والسلف على إثبات الصفات لله سبحانه وتعالى بما وصف به نفسه أو وصفه رسوله ﷺ أو وصفه به الصحابة ومن تبعهم بإحسان.. والآيات التي تنسف طريقة الأشعرية كثيرة ومنها آية في سورة ص يناقشها هذا المقال.

بقلم: حمود بن ثامر
410
الحقيقة الكبرى الناظمة للقرآن | مرابط
مقالات

الحقيقة الكبرى الناظمة للقرآن


يحدثك القرآن عن ظاهرة المصائب والأضرار التي تصيب الإنسان في حياته الشخصية وبالرغم من أن الله شرع لنا اتخاذ الأسباب كالأدوية للشفاء من المرض والتماس الرزق لرفع الفقر إلا أن القرآن يكثف دائرة الضوء على أمر آخر أهم وهو أن يرتبط الفؤاد بالله سبحانه وتعالى وهو يصارع هذه البلاءات

بقلم: إبراهيم السكران
318
من الغافل؟ | مرابط
تفريغات

من الغافل؟


وكل يوم تطلع فيه الشمس عليك صدقة -كما قال النبي صلى الله عليه وسلم- وكل يوم محسوب عليك وأقرب مثال نراه نحن -الآن- في حياتنا هو هذا التقويم الذي يعلق في البيوت وفي المساجد إذا أخذت كل يوم منه ورقة تفاجأ وإذا به قد انتهى وهكذا العمر كل يوم تأخذ منه ورقة وإذا بالعمر فجأة ينتهي فهذا فيه عبرة لمن اعتبر.

بقلم: سفر الحوالي
367