الدفع أهون من الرفع

الدفع أهون من الرفع | مرابط

الكاتب: د. جمال الباشا

337 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

السؤال الأكثر رواجًا بين فئة الشباب وهم يواجهون موجات من عواصف الفتن والإفساد العصرية العاتية، التي تهدد دينهم وإيمانهم: ما السبيلُ الأمثل إلى التصدي لتلك الهجمات؟ وفيما يلي وصفةٌ علاجيةٌ تقعيديةٌ نافعةٌ ناجعة، فاشدُد بها يديك.

إن مما لا يسعُ الراغبَ في تزكية نفسه جهلُه، أنّ القلب السليم هو قلبُ سلم من ثلاثة أمور:
• أولا: سلم من الشرك والنفاق، فهو على التوحيد والإخلاص.
• ثانيا: سلم من البدعة فهو على سبيل هدى وسنة.
• ثالثا: سلم من المعصية والتعلق بها، فهو على طاعة واستقامة.

وأمراض القلوب تنقسم إلى مجموعتين رئيستين:
* الأولى: أمراض (شهوات).
* الثانية: أمراض (شبهات).
وكلُّ مرضٍ منها يبدأ صغيرًا ثم يتعاظم حتى يصبح كبيرًا مزمنًا، وهو (الإدمان).

فعلاج أمراض الشهوات إنما يكون بالصبر ومجاهدة النفس أول وهلة، وسيُعانُ المرءُ على دفعها بصدق اللُّجوء إلى الله، والبراءة من الحول والقوة الذاتية إلى حول الله وقوته، والتفكير بسوء العاقبة.

وأما علاج أمراض الشبهات فإنما يكون باليقين، الذي منشؤه التعلُّم، وكذلك هدايةُ الله التي ينالها من صدَق الله في طلبها.
وبالجملة؛ فكل الأمراض التي في المجموعتين تخضع لقاعدةٍ طبيةٍ شهيرةٍ هي:
(الوقاية خير من العلاج)، ويقابلها القاعدةُ الشرعية الكلية المهمّة، وهي نافعة في كل شيءٍ: (الدفع أهونُ من الرفع) !!

فدفعُ العدو الصائل وهو على حدود البلاد أيسرُ من رفعه بعد دخولها واحتلالها.. ولبسُ الدرع الواقي أيسرُ من نزع السهام.

وكذا أمراضُ القلوب، والشهوات على وجهٍ أخصّ، فدفعُها بشيءٍ من مجاهدة النفس أوّل هجومها أهونُ بكثيرٍ من مُدافعتها بعد أن تصبح عاداتٍ يدمن عليها صاحبُها.

ومقاومةُ الشاب داعي نفسه لتناول السيجارة الأولى أسهلُ بكثيرٍ من مقاومة داعيها للإقلاع عنها بعد الإدمان. ومثل ذلك دفعُ النظرة الأولى، والمكالمة الأولى، والأغنية الأولى، والجرعة الأولى، والرشوة الأولى،... وهكذا دواليك.

أيها السالك الباحث عن صلاح قلبه: إنها وصفةٌ علاجيةٌ تربويةٌ عظيمةٌ القدر فاجعلها نصب عينيك، وكلما حدثتك نفسك بأمر سوء، فقل لها: (يا نفس ... الدفع أهون من الرفع).

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الشبهات #الفتن
اقرأ أيضا
العقيدة الصحيحة وما يضادها من العقائد الفاسدة ج1 | مرابط
تفريغات

العقيدة الصحيحة وما يضادها من العقائد الفاسدة ج1


إنني لا أريد أن أحدثكم عن المرارة والأسى التي كانت تخيم على الذين لم يعرفوا هدي السماء من الفلاسفة والمفكرين ولكني أحدثكم عن الذين ينتسبون إلى الإسلام ولكنهم انحرفوا في مسارهم شيئا ما فلما شارفت شمس العمر على المغيب ناحوا على أنفسهم وأعلنوا للناس من حولهم أنهم لم يصلوا إلى اليقين الذي جروا وراءه طويلا

بقلم: عمر الأشقر
756
معنى الثقافة في التاريخ | مرابط
اقتباسات وقطوف

معنى الثقافة في التاريخ


لا يمكن لنا أن نتصور تاريخا بلا ثقافة فالشعب الذي يفقد ثقافته يفقد حتما تاريخه. والثقافة -بما تتضمنه من فكرة دينية انتظمت الملحمة الإنسانية في جميع أدوارها من لدن آدم- لا يسوغ أن تعد علما يتعلمه الإنسان بل هي محيط يحيط به وإطار يتحرك داخله

بقلم: مالك بن نبي
326
بين صبر الكرام وصبر اللئام | مرابط
اقتباسات وقطوف

بين صبر الكرام وصبر اللئام


كل أحد لا بد أن يصبر على بعض ما يكره إما اختيارا وإما اضطرارا فالكريم يصبر اختيارا لعلمه بحسن عاقبة الصبر وأنه يحمد عليه ويذم على الجزع وأنه إن لم يصبر لم يرد الجزع عليه فائتا ولم ينتزع عنه مكروها وأما اللئيم فإنه يصبر اضطرارا فإنه يحوم حول ساحة الجزع فلا يراها تجدى عليه شيئا فيصبر صبر الموثق للضرب

بقلم: ابن القيم
594
لقاء العظيمين | مرابط
مقالات

لقاء العظيمين


تخيل معي أنه قد اجتمع اليوم أهم رمزين من رموز الفكر العربي أو أهم رجلين من رجال السياسة في في عالمنا العربي أو دع المقترح يكون أكثر مرونة ولنتخيل اجتماعا انعقد اليوم يضم أهم شخصيتين في العالم الإسلامي برأيك وفي تقديرك: ما هو الموضوع الذي تتوقع أن يفتح على طاولة الاجتماع

بقلم: إبراهيم السكران
823
تحرير نسبة الأقوال إلى أصحابها | مرابط
مقالات

تحرير نسبة الأقوال إلى أصحابها


ندرك هنا أهمية الحذر من الخطأ في نسبة الأقوال البدعية إلى الأئمة نتيجة الاعتماد على ما يرويه من تأثر ببعض البدع المحدثة حتى يصير يفسر كلام إمام من أئمة أهل السنة والأثر -كما حصل هنا مع الإمام أحمد- على قواعد أهل الكلام المناقضة لمنهجه وما علم عنه بالضرورة فلا هو حكى أقوال الإمام بألفاظها كما وردت عنه ولا هو فسرها على وفق ما علم عنه

بقلم: عبد الله القرني
393
لشد ما اجترأت المرأة في هذا العصر | مرابط
اقتباسات وقطوف المرأة

لشد ما اجترأت المرأة في هذا العصر


مقتطف للأستاذ محمود شاكر يعلق فيه على اجتراء المرأة في العصر الحديث ويقف على معنى الحرية التي تعنيها المرأة ونظرتها التي لا تخلو من الجور إلى الرجل ومآلات هذه النظرة إذا وصلت إلى كل بيت من بيوت المسلمين وإذا سمعتها كل واحدة من النساء ومالت إليها

بقلم: محمود شاكر
1770