السؤال الأكثر رواجًا بين فئة الشباب وهم يواجهون موجات من عواصف الفتن والإفساد العصرية العاتية، التي تهدد دينهم وإيمانهم: ما السبيلُ الأمثل إلى التصدي لتلك الهجمات؟ وفيما يلي وصفةٌ علاجيةٌ تقعيديةٌ نافعةٌ ناجعة، فاشدُد بها يديك.
إن مما لا يسعُ الراغبَ في تزكية نفسه جهلُه، أنّ القلب السليم هو قلبُ سلم من ثلاثة أمور:
• أولا: سلم من الشرك والنفاق، فهو على التوحيد والإخلاص.
• ثانيا: سلم من البدعة فهو على سبيل هدى وسنة.
• ثالثا: سلم من المعصية والتعلق بها، فهو على طاعة واستقامة.
وأمراض القلوب تنقسم إلى مجموعتين رئيستين:
* الأولى: أمراض (شهوات).
* الثانية: أمراض (شبهات).
وكلُّ مرضٍ منها يبدأ صغيرًا ثم يتعاظم حتى يصبح كبيرًا مزمنًا، وهو (الإدمان).
فعلاج أمراض الشهوات إنما يكون بالصبر ومجاهدة النفس أول وهلة، وسيُعانُ المرءُ على دفعها بصدق اللُّجوء إلى الله، والبراءة من الحول والقوة الذاتية إلى حول الله وقوته، والتفكير بسوء العاقبة.
وأما علاج أمراض الشبهات فإنما يكون باليقين، الذي منشؤه التعلُّم، وكذلك هدايةُ الله التي ينالها من صدَق الله في طلبها.
وبالجملة؛ فكل الأمراض التي في المجموعتين تخضع لقاعدةٍ طبيةٍ شهيرةٍ هي:
(الوقاية خير من العلاج)، ويقابلها القاعدةُ الشرعية الكلية المهمّة، وهي نافعة في كل شيءٍ: (الدفع أهونُ من الرفع) !!
فدفعُ العدو الصائل وهو على حدود البلاد أيسرُ من رفعه بعد دخولها واحتلالها.. ولبسُ الدرع الواقي أيسرُ من نزع السهام.
وكذا أمراضُ القلوب، والشهوات على وجهٍ أخصّ، فدفعُها بشيءٍ من مجاهدة النفس أوّل هجومها أهونُ بكثيرٍ من مُدافعتها بعد أن تصبح عاداتٍ يدمن عليها صاحبُها.
ومقاومةُ الشاب داعي نفسه لتناول السيجارة الأولى أسهلُ بكثيرٍ من مقاومة داعيها للإقلاع عنها بعد الإدمان. ومثل ذلك دفعُ النظرة الأولى، والمكالمة الأولى، والأغنية الأولى، والجرعة الأولى، والرشوة الأولى،... وهكذا دواليك.
أيها السالك الباحث عن صلاح قلبه: إنها وصفةٌ علاجيةٌ تربويةٌ عظيمةٌ القدر فاجعلها نصب عينيك، وكلما حدثتك نفسك بأمر سوء، فقل لها: (يا نفس ... الدفع أهون من الرفع).