ذكر الربا وآكله في السنة

ذكر الربا وآكله في السنة | مرابط

الكاتب: سعيد بن مسفر

288 مشاهدة

تم النشر منذ سنتين

لقد شرح رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث التي سوف نتلوها ما طوي في هذه الآيات:

 

من السبع الموبقات

فمنها: ما أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين، والحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: وما هي يا رسول الله؟! قال: الشرك بالله والسحر) والسحر إما أن يكون عملًا أو تخلصًا، فمن الناس من يذهب يفعل سحرًا لرجل أو امرأة، ومن الناس من يكون هو نفسه مسحور فيذهب إلى ساحر لفك السحر، ولا يجوز لك أن تذهب إلى ساحر لا لفعله ولا لفكه؛ لأنه من الموبقات، وإذا حصل السحر فعليك بالرقى الشرعية التي وردت بها الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والصبر والاحتساب، والعاقبة دائمًا لأهل الإيمان، صحيح لما تذهب إلى الساحر يبين أن فيك سحرًا فيفكك منه، لكن قد خسرت دينك، ولكن إذا صبرت على السحر، وسلكت الطرق الشرعية في الرقى بالآيات الكريمة وبالأحاديث النبوية، ودعوت الله أن يخلصك من هذا، فإن الله يبتليك ويختبرك، ثم يكون نهايتك السلامة بإذن الله.

 

وأذكر شخصًا من الإخوة كان له زوجة، ووضُع له سحر بينه وبينها، فكانت تراه على شكل غير الشكل الذي هو عليه، إذا دخل كانت ترى رأسه كبيرًا جدًا مثل أكبر رأس، فتصيح ولا تنظر فيه، تبكي إذا رأته من هول منظره؛ لأنه خيل لها في عيونها عن طريق السحر أن رأسه مثل جسمه عشر مرات، فإذا خرج من عندها تقطع قلبها عليه حبًا ورغبة، فإذا دخل قامت تبكي وما تريد تراه، وبعد ذلك هذا الرجل الموحد ما ذهب إلى هؤلاء الكهنة ولا إلى المشعوذين ولا إلى السحرة، ولكن اكتفى بالرقى الشرعية، واستمرت به الحالة تقريبًا سنة ونصف، وهو باستمرار على الرقية بالليل والنهار، كلما دخل على امرأته قام يرقيها، وكلما حصل له شيء في نفسه أخذ يقرأ القرآن، وذهب إلى العلماء وأخذ الرقى وتعالج، وبعد فترة منّ الله عز وجل عليه بالنعمة وخلَّصه من السحر، وذهب ما بزوجته وأبدل الله ذلك السحر محبة ووفاقًا وحياة زوجية سعيدة، وسلم دينه وآخرته، لكن بعد نوع من الابتلاء والامتحان.

 

(وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف) أي: الهروب من ملاقاة أعداء الله: (وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) أي: اتهامهن بالريبة وبالفحشاء.

 

الحياة البرزخية

وأخرج البخاري الحديث الذي ذكرت لكم من حديث سمرة بن جندب قال: (رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني فقالا لي: انطلق، فانطلقنا، فأتينا على نهر من دم فيه رجل قائم وعلى طرف النهر رجل بين يديه حجارة فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل الذي على الشاطئ بحجر في فيه فرده حيث كان، فجعل كلما جاء رجع ورُجم، فقلت: ما هذا الذي رأيت؟ قيل: هذا آكل الربا).

 

لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه

وأخرج مسلم في صحيحه قوله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه) كلهم ملعونون، إما تؤكل أو تأكل أو تكتب أو تشهد عليه، واقع في اللعنة من بعيد.

 

وأخرج البخاري أيضًا وأبو داود: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواشمة والمستوشمة) الواشمة: التي تعمل وشمًا في الوجوه أو الأيدي، في الماضي كانوا يشمون النساء كنوع من التزين والجمال، لكنه وشمًا يغير خلق الله؛ لأنه يبقى -يخرقون في الجلد أو الوجه ويضعون كحلًا على الدم، وبعد ذلك يندمل الجرح ويبقى أثره أسود- هذه ملعونة. (والنامصة والمتنمصة) النامصة: التي تحلق أو تنتف شعر الحواجب. (والواشرة والمستوشرة) والواشرة: التي تفعل لها مجاري في أسنانها من أجل الحسن لتغير خلق الله عز وجل. (والواصلة والمستوصلة) وهي التي تصل شعرها، تربط شعرًا بشعرها من أجل أن تظهر للناس أنها كثيرة الشعر، ويدخل في هذا (الباروكة) إذا كان الوصل ملعون صاحبه فمن باب أولى المركب الذي يركب شيئًا غلطًا؛ لأنه عيب وتدليس أن يأخذ الإنسان، وهذا موجود عند النساء، ولكن قد سمعت أنه موجود عند بعض الرجال، فإنه يركب له (باروكة) ولا أعلم ما الذي ينتظر؟ يخطبه والعياذ بالله. (لعن الواشمة والمستوشمة، ولعن آكل الربا وموكله) وهذا في صحيح البخاري وفي سنن أبي داود (ونهى عن ثمن الكلب، وكسب البغي، ولعن المصورين).

 

أخرج الحاكم في مستدركه وصححه قال: (أربع حق على الله عز وجل أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها) وطبعًا الذي ما يدخل الجنة لا يقعد عند الباب بل يذهب إلى النار. (مدمن الخمر، وآكل الربا، وآكل مال اليتيم، والعاق لوالديه) -أعاذنا الله وإياكم من ذلك.

 


 

المصدر:

محاضرة بعنوان من أسباب عذاب القبر.. أكل الربا ج10

تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#الربا
اقرأ أيضا
النشوز ما هو؟ | مرابط
المرأة

النشوز ما هو؟


النشوز ما هو؟ يقول صاحب أضواء البيان: النشوز في اصطلاح الفقهاء الخروج عن طاعة الزوج. يقول الطبري: نشوزهن: استعلاءهن على أزواجهن وارتفاعهن عن فرشهم بالمعصية منهن والخلاف عليهم فيما لزمهن طاعتهم فيه بغضا منهن وإعراضا عنهم

بقلم: باسم بشينية
256
أثر الصوم في النفوس | مرابط
تعزيز اليقين فكر

أثر الصوم في النفوس


الإسلام دين تربية للملكات والفضائل والكمالات وهو يعتبر المسلم تلميذا ملازما في مدرسة الحياة دائما فيها دائبا عليها يتلقى فيها ما تقتضيه طبيعته من نقص وكمال وما تقتضيه طبيعتها من خير وشر ومن ثم فهو يأخذه أخذ المربي في مزيج من الرفق والعنف بامتحانات دورية متكررة لا يخرج من امتحان منها إلا ليدخل في امتحان وفي هذه الامتحانات من الفوائد للمسلم ما لا يوجد عشره ولا معشاره في الامتحانات المدرسية المعروفة

بقلم: محمد البشير الإبراهيمي
1367
شعب واحد وقضية واحدة | مرابط
فكر مقالات

شعب واحد وقضية واحدة


فلا مجاز لنا نحن العرب إلا أن نعرف أنفسنا وأن ندرك حقيقة حياتنا وأن نؤمن بأن القوى لا ينال بقوته بل باستسلامنا وأنه لا يحيف علينا ببطشه بل بتهاوننا واستصغارنا لشأن أنفسنا وأن أجهل الجهل أن يظن ظان أن مئة مليون من خلق الله يمكن أن يفنوا على بكرة أبيهم بسطوة ساط أو بغي باغ وأنهم هباء لا يزن في ميزان القوة جناح بعوضة وأنهم غنم مسيرون يهاهىبهم راع عنيف تسوقهم عصاه إلى حيث أراد

بقلم: محمود شاكر
459
الحياة العريضة | مرابط
مقالات

الحياة العريضة


إن كثيرا من الناس إذا ذكرت عنده البركة انصرف ذهنه إلى بركة المال والولد ويغفل عن البركة في العمر فمن بورك له في عمره أدرك في يسير من الزمن من منن الله تعالى ما لا يدخل تحت دوائر العبارة ولا تلحقه الإشارة

بقلم: د. طلال الحسان
284
كلام محرج للاختلاطيين | مرابط
مقالات المرأة

كلام محرج للاختلاطيين


هل مجرد وجود الرجال والنساء في مكان واحد بغير تقارب لا يدخل في الاختلاط المحرم؟ هل المقصود بالاختلاط المحرم في كلام العلماء هو الامتزاج والتلاصق وتقارب الرجال بالنساء وذلك مثل ما يوجد في عامة الأفراح أو ما يوجد في الجامعات المختلطة من التقارب والتلاصق أو ما يوجد في الموالد؟ هل مجرد وجود النساء والرجال تحت سقف واحد بغير تقارب بأن يكون هؤلاء في جانب وهؤلاء في جانب ليس هو الاختلاط المنهي عنه في كلام العلماء أصلا؟ يجيبكم الشيخ قاسم اكحيلات.

بقلم: قاسم اكحيلات
410
الخوف من الله حقيقته وفضله ج1 | مرابط
تفريغات

الخوف من الله حقيقته وفضله ج1


من العبث ومن الكلام الباطل المعسول أن ينقل عن بعض المتصوفة سواء كانوا نساء أو رجالا أن أحدهم كان يقول في مناجاته لربه تبارك وتعالى: ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك إلى آخر الخرافة المزعومة لا يتصور من إنسان عرف الله حق معرفته ألا يخشى من ربه تبارك وتعالى بل -كما ذكرنا- كلما كان مقربا إلى الله كلما كان أخوف من الله وأخشى لله عز وجل وما المقصود من مثل هذه الخرافة الصوفية إلا أن يحمل الناس أن يعيشوا هكذا ليس هناك خوف منهم لله يحملهم على تقواه ولا -أيضا- عندهم رغبة فيما عند الله يطمعهم ف...

بقلم: محمد ناصر الدين الألباني
647