أولًا التقدم الطبي:
هذا أحد العوامل القوية في تنامي الظاهرة اللوطية، من ثلاث جهات:
الأولى: جهة تطور جراحات التجميل، ويُسرها ورخصها مقارنة بالماضي، وذلك شجّع على أمرين، الأوّل توحيد مقاييس عامة للجمال الأنثوي والذكوري يُمكن الوصول إليها صناعيا، واعتاد الناس على تلك الصور الصناعية ودخولها ثقافتهم كأنها طبيعية، ومثال هذا ما نراه من توحيد مقياس جمال العرب في جمع من المغنيات الشاميات واللبنانيات، فيما وصفه البعض بصورة نانسي أو هيفاء: الأعين الزرقاء، والشفاة الدقيقة المرسومة المنفوخة، والأنف الدقيق، والذقن الرقيق = وكل ذلك نجح جراحو التجميل في تثبيته كمعيار للجمال في أذهان الناس، حتى طمح بعض اللوطيين والخناث العرب فيه، فقاموا بإجراء جراحات تجميلية صاروا بعدها فعلا يشبهون ذلك النموذج المعياري.
والأمر نفسه يظهر بصورة أكثر تنوعًا في الغرب، حيث يقوم اللوطيون والخناث بالخضوع لما يسمى بجراحة تأنيث الوجه Facial Feminization surgey أو MTF وهي اختصار لمصطلح (من ذكر لأنثى) = وفيها يقوم الجرّاح بإجراء تعديلات متفاوتة العمق في وجه الرجل ليصبح أنثويًّا، وهي جراحات بدأت منذ الثمانينيات ومستمرة إلى الآن وكذا أصبح للوطيّة القدرة على تحويل وجهها للذكوري بجراحة أخرى تسمى بجراحة تذكير الوجه Facial Masculinization Surgey أو FTM.
الثاني: أنه شجع على عمليات التحول المظهري للجنس الآخر، وغلق باب العودة، بصورة أكبر، لرخص الأسعار في بعض الأماكن؛ فإن كانت جراحة تشكيل مهبل صناعي للوطي الخنث، تتكلف حوالي اثني عشر ألف دولار، وجراحة زرع ثدي تتكلف حوالي ستة آلاف دولار، وجراحة كاملة لتأنيث الوجه أو تذكيره، تتكلف في أقصاها ما يقارب الواحد وعشرين آلاف دولار، وتقدّر قيمة الجراحات الكلية ما بين الواحد وأربعين ألف دولار إلى مئة ألف دولار، فإن تايلاند توفر ذلك كله بأسعار تتراوح العشرة آلاف دولار فقط.
كما أنها ثمّت دفع دائم من المجتمع الحقوقي الغربي نحو الدولة كي يكفل التأميل الصحي للمواطنين إجراء تلك الجراحات مجانا بمؤسسات طب التعديل الجندري، مثل مركز فيلادلفيا الطبي لجراحات الترانسجندر وبذلك تتحمل الدولة تكاليف تخنيث مواطنيها.
الجهة الثانية: جهة تطور جراحات إعادة تشكيل الجنس للأفراد
جراحة إعادة تشكيل الجنس هي فرع من الجراحات التجميلية التي تحدثنا عنها في الفقرة السابقة، ولكنه فرع مختص بالأعضاء الجنسية تحديدًا، حيث يقوم الأطباء بصناعة مهبل صناعي للوطي الخنث، وتركيب عضو ذكري صناعي للوطية الخنثة، مع زرع أثداء للوطي وإزالة أثداء للوطية.
لنضرب مثلا بجراحة الVaginoplasty، وهو مصطلح عام لكل جراحة تُعدّل في المهبل، سواء بصناعة ممر له عند المواليد الإناث الذين يعانون تشوها يُغلق المهبل، أو النساء اللواتي تعرض لتشوه مهبلي نتاج مرض أصبن به، وهو داخل فيما وصفه الفقهاء المسلمون بالرتق والقَرَن؛ ثم إنه كذلك دال على الجراحة التي تقوم بصناعة مهبل صناعي للوطي، وله عدة طرق سأتخير منها ما يناسب الإيجاز، وتكفي في ذات الوقت لإدراك حجم التقدم الحالي لتلك الجراحات وخطورتها وهي طريقة ال: Penile Inversion.
1- يقوم الجراح بقطع القضيب والخصيتين وإزالتهما، وإعادة توجيه الإحليل ليكون مخرجه فتحة صغيرة تحت المهبل الصناعي، مماثلة لعضو الأنثى (وتلك الخطوة الأولية مشتركة بين كافة طرق جراحة المهبل الصناعي).
2- يقوم بإزالة الجلد المحيط بالذكر، ثم يقلبه كي يصنع منه أنبوبًا داخليًا، هو القناة المهبلية.
3- بعد صناعة القناة، تؤخذ القلفة، لصناعة بظر صناعي، ويؤخذ كيس الصفن، لصناعة شفري المهبل.
بذلك تنتهي الجراحة، مع احتمال الاحتياج لأخرى، لعلاج أحد المضاعفات الشهيرة لها، المتمثلة في حدوث فتحة بين المستقيم والمهبل الصناعي، وهي حالة تسمى Vaginal-rectal Fistula، تجعل البراز يخرج من الفرج الصناعي، وكذلك يحتاج الخنث الزيوت والمزلقات لتيسير عملية الممارسة الجنيسة مع شريكه الذكر (Rinzler 2009)
الجهة الثالثة: تطور العلاج الهرموني، الذي يقوم بتحفيز إظهار الصفات الثانوية للخنث: مثل أن ينمو ثدييه إلى حجم مماثل للأنثى بمجرد أخذ الهرمونات، دون جراحة، وكذلك تغير نمو الشعر وأماكن تجمع الدهون في الجسم، حتى يصبح الخنث، خاصة إن تعرض للمعالجة الهرمونية في سن مبكرة، امرأة لا تكاد تجد فيه اختلافا عن النساء في النعومة البضة وتراكم الدهون في الثديين والمؤخرة، وتصبح الخنثة من الناحية الأخرى مماثلة للذكر، ينمو لديها الشعر الكثيف في وجهها وباقي الجسد.
إن تلك التطورات الطبية الضخمة، التي تعد بمزيد من الفتوحات والنجاحات في المستقبل، وبالمزيد من خفض الأسعار = تلعب دورا هامًا في إشاعة اللوطية عن طريق تيسير التحولات المثيرة للوطيين، من الناحية الجسدية، ما يمنحهم أفضلية على غيرهم من اللوطيين العاديين في القدرة على اجتذاب المزيد من الناس لممارسة اللواط معهم، حتى ثارت نقاشات حول ما إذا كان يمكن وصف الرجل الذي يلوط في خنث بأنه لوطي حقًا؛ فاللوطي عندهم لا ينجذب لجسد النساء، بينما الخنث يمتلك جسد أنثى متفجرة، وإذا قام بصناعة الفرج الصناعي لم تكد تملك تفريقه عن النساء إلا بصعوبة = فكيف يوصف الذي ينجب لمثل ذلك بأنه لوطي؟
وكذا الأمر في الخنثة التي أجرت جراحات التذكير والعلاج الهرموني، إذ تصبح ذكرا في كل شيء إلا العضو الذكري، وهذا يعملون على المزيد من الارتقاء بجراحات زراعته كي تكون الخنثة مالكة لآخر ما يمنع تحولها لذكر صناعي بصورة أخرص تكلفة من الموجود حاليًا.
المصدر:
- عمرو عبد العزيز، دين المؤتفكات