السؤال:
كثير من الداعيات ممن يخرجن على القنوات يحتججن بأن عائشة كانت تفتي الرجال، فما قولكم في هذا؟
الجواب:
عائشة أم للمؤمنين، قال ربنا : ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ [الأحزاب: 6]. فهي أمهم لا زميلتهم، «عن مسروق، عن عائشة -رضي الله عنها- أن امرأة قالت لها: يا أمه. فقالت: أنا أم رجالكم، لست بأمك» (1) فهي تريد أن الحرمة مع الرجال أعظم وأشد من جهة النكاح وميل القلب والطمع فيهن، بخلاف النساء، فهذا ليس موجودا فيهن.
عائشة كانت تحدث الرجال من وراء حجاب وهو حكم خاص بها، ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ [الأحزاب: 53]. وهذا الحجاب في كل وقت حال الخروج أيضا، فهن يخرجن في هودج، فهل تلزم الداعية نفسها بهذا؟ فالآية هذه لا تتحدث عن اللباس بل على الستار من إزار وجدار فكانت زوجات النبي ﷺ لا يخرجن إلا فيه، فمن تطيقه منهن؟
عائشة عالمة، ولو سألت واحدة منهن هل أنت عالمة لنفت ذلك ورمت به وتبرأت. فقد كان للأمنا من العلم ما ليس عند كثير من الصحابة، فهي كانت تختلي بالنبي ﷺ في أحول كثيرة لم يكن أصحابه يعلمنا بها، فهل عند داعياتنا علم ليس عند الرجال؟
الداعية الصادقة تلزم النساء من بنات جنسها وتكفينا همهن بالدعوة للخير والإرشاد وحتى الفتوى لو كانت واحدة منهن تقدر على ذلك، والقدوة في زوجات النبي ﷺ في التخفي عن الرجال، قال الذهبي :«روى عدة من التابعين عن عائشة، وما رأوا لها صورة أبدا» (2)
وفي المغرب، كانت عائشة بنت المختار بن الأمين الأزرق تُدرس النساء مختصر خليل، وقد ختمتهُ في اليوم الذي ختمه زوجها -الشيخ المختار الكُنتي- بجهة أخرى حيث كان يعقد مجلسه للرجال (3)
الإشارات المرجعية:
- [السنن الكبير للبيهقي (13/ 561 ت التركي)]
- [سير أعلام النبلاء - ط الرسالة (7/ 38)].
- [النبوغ المغربي.عبد الله كنون. ص 350].