قياس الداعيات أنفسهن بعائشة رضي الله عنها

قياس الداعيات أنفسهن بعائشة رضي الله عنها | مرابط

الكاتب: قاسم اكحيلات

347 مشاهدة

تم النشر منذ سنة

السؤال:
كثير من الداعيات ممن يخرجن على القنوات يحتججن بأن عائشة كانت تفتي الرجال، فما قولكم في هذا؟

الجواب:
عائشة أم للمؤمنين، قال ربنا : ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ‌وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ [الأحزاب: 6]. فهي أمهم لا زميلتهم، «عن مسروق، عن عائشة -رضي الله عنها- أن امرأة قالت لها: يا أمه. فقالت: أنا أم ‌رجالكم، ‌لست ‌بأمك» (1) فهي تريد أن الحرمة مع الرجال أعظم وأشد من جهة النكاح وميل القلب والطمع فيهن، بخلاف النساء، فهذا ليس موجودا فيهن.

عائشة كانت تحدث الرجال من وراء حجاب وهو حكم خاص بها، ﴿وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ ‌مِنْ ‌وَرَاءِ ‌حِجَابٍ﴾ [الأحزاب: 53]. وهذا الحجاب في كل وقت حال الخروج أيضا، فهن يخرجن في هودج، فهل تلزم الداعية نفسها بهذا؟ فالآية هذه لا تتحدث عن اللباس بل على الستار من إزار وجدار فكانت زوجات النبي ﷺ لا يخرجن إلا فيه، فمن تطيقه منهن؟

عائشة عالمة، ولو سألت واحدة منهن هل أنت عالمة لنفت ذلك ورمت به وتبرأت. فقد كان للأمنا من العلم ما ليس عند كثير من الصحابة، فهي كانت تختلي بالنبي ﷺ في أحول كثيرة لم يكن أصحابه يعلمنا بها، فهل عند داعياتنا علم ليس عند الرجال؟

الداعية الصادقة تلزم النساء من بنات جنسها وتكفينا همهن بالدعوة للخير والإرشاد وحتى الفتوى لو كانت واحدة منهن تقدر على ذلك، والقدوة في زوجات النبي ﷺ في التخفي عن الرجال،  قال الذهبي :«روى عدة من التابعين عن عائشة، وما رأوا لها صورة أبدا» (2)

وفي المغرب، كانت عائشة بنت المختار بن الأمين الأزرق تُدرس النساء مختصر خليل، وقد ختمتهُ في اليوم الذي ختمه زوجها -الشيخ المختار الكُنتي- بجهة أخرى حيث كان يعقد مجلسه للرجال (3)


الإشارات المرجعية:

  1. [السنن الكبير للبيهقي (13/ 561 ت التركي)]
  2. [سير أعلام النبلاء - ط الرسالة (7/ 38)].
  3. [النبوغ المغربي.عبد الله كنون. ص 350].
تنويه: نشر مقال أو مقتطف معين لكاتب معين لا يعنى بالضرورة تزكية الكاتب أو تبنى جميع أفكاره.

الكلمات المفتاحية:

#عائشة-رضي-الله-عنها
اقرأ أيضا
علمانية الحكم الجزء الثاني | مرابط
فكر مقالات العالمانية

علمانية الحكم الجزء الثاني


امتدت العلمانية إلى كل مجالات الحياة تقريبا بداية من الحكم مرورا بالاقتصاد وصولا إلى الأخلاق والشعور بل وحتى عالم الفن والأدب والكتابة اجتاحته العلمانية كذلك وفي هذا المقال يفصل لنا الكاتب سفر الحوالي علمانية الحكم وبداياتها في القرون الوسطى في ظل تمتع الكنيسة بسلطاتها الكبيرة رغم ذلك كان الحكم علمانيا حتى لو كان ظاهريا تحت مظلة الكنيسة

بقلم: د سفر عبد الرحمن الحوالي
2235
حضارة الصورة | مرابط
فكر ثقافة

حضارة الصورة


الحضارة الحديثة هي حضارة الصورة التي تدور حول مركزية البصر والاستعراض والثقافة الاستهلاكية التي تعطي القيمة الكبرى للجسد في مسار حياتها مقابل إهمال الروح وكل عناصر حضارة الصورة معادية للسر والغموض إذ ترتبط غايتها بمسألة التداول والشفافية المالية حول الإنسان والأشياء

بقلم: سامي الحربي
1126
أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الثاني ج1 | مرابط
تفريغات

أشراط الساعة رواية ودراية: الدرس الثاني ج1


ومسألة ذهاب الصالحين هي من أشراط الساعة التي يدخل فيها ذهاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبض العلم فإنه لا يمكن أن يوجد علم مع عدم وجود الصالحين الذين يقومون به وقبض الصالحين لازم لظهور الجهل وعدم العدل أيضا ومن الأصول ظهور الفتن في الناس ولازم ظهور الفتن ظهور الزنا وشرب الخمر والجهل والهرج وهو القتل وغير ذلك

بقلم: عبد العزيز الطريفي
725
القرآن والعلم | مرابط
أباطيل وشبهات تعزيز اليقين فكر مقالات

القرآن والعلم


تتجدد العلوم الإنسانية مع الزمن على سنة التقدم فلا تزال بين ناقص يتم وغامض يتضح وموزع يتجمع وخطأ يقترب من الصواب فلا يطلب من كتب العقيدة أن تطابق مسائل العلم كلما ظهرت مسألة منها لجيل من أجيال البشر ولا يطلب من معتقديها أن يستخرجوا من كتبهم تفصيلات تلك العلوم كما تعرض عليهم في معامل التجربة والدراسة

بقلم: عباس محمود العقاد
2292
مشكلة الشر: المنهج المادي والتطور | مرابط
أباطيل وشبهات اقتباسات وقطوف الإلحاد

مشكلة الشر: المنهج المادي والتطور


لا يمكن للملحد طلب العدل في مقابل الظلم مثلا إلا إذا كان لديه مسبقا مصدر يوجب على المخلوقات كيف تعيش ليحتكم إليه وعليه يقيس ومن هنا: فلا يوجد أي منهج أو فكر إلحادي أو لا ديني عموما فيه مثل هذا الوجوب أو الإلزام المسبق فحيث لا خالق لا يوجد افعل ولا تفعل كل شيء سيصير نسبيا حسب حاجة كل فرد لضمان بقائه ولو على حساب ظلم أو هلاك الآخرين

بقلم: م أحمد حسن
786
اتباع رخص المذاهب | مرابط
اقتباسات وقطوف

اتباع رخص المذاهب


مقتطف من كتاب الموافقات للإمام الشاطبي يعلق فيه على ما يفضي إليه تتبع رخص المذاهب وجمعها من فساد الدين والانسلاخ عن اتباع الأمر المنزل الثابت في الوحي بل وترك اتباع الدليل كلية والاكتفاء بالرخص والاستهانة في النهاية بأمر الدين كله

بقلم: الإمام الشاطبي
1849